السقوط خارج أسوار السعادة

372 39 11
                                    

السقوط مؤلم لكن السقوط خارج أسوار سعادتك و عالم راحتك بقوة يترك ندوباً لا يعلم احد إن كانت ستختفي

"ما خطبك، لما البكاء؟"
سألت والدتي بملامح قلقة لم تمييزها بوضوح بسبب دموعي
اسمع صوت صوتها تناديني أثناء إنهياري الذي علمت انه أتٍ لا
فالنهاية كانت تطرق أبوابي منذ وقت طويل و لكنني فضلت التجاهل و إدعاء الصمم إلا أن قررت كسر الباب و كسري معه بما أنني كنت اتجاهل كل علامات قدومها ليس ادعاءي الصمم عن طرق النهاية المدوي كالمدافع لبابي فقط
بل كل الإنذارات التي كانت تنفجر محذرة لي منذ بداية الطريق و كل من ظل يصرخ من نافذتي بأن من معي ستسبب لي الأذى
لكنني مجددا قررت التجاهل و الاستمرار بالمشي
إلى أن سقطت و الأن انا اتجول بندبة كتب عليها بلا صديق بأحرف كبيرة و خط واضح بطريقة مؤلمة تماما كالحقيقة
تم التخلي عني كما لو كنت مجرد خردة كأنني لاشيء 
و ها أنا ذا أجلس في زاوية مظلمة بعد أن ابتعد الكل عني لانهم كرهوا التعامل مع  من كان يدعى صديقي
و رأوا انه شيء لا مفر منه فهو كان دائما حولي او بالأصح كنت دائما هناك لأجله
لذا قرر الجميع الإبتعاد و بهذا يتفادون رؤيته و التعامل معه
لكن المضحك بحق أن الجميع قال نفس الكلمات
"كان علينا التعامل معه لانه صديق فقط لا غير "
حتى أنني شككت أنني أعمى  فكيف لم أرى مدى سوءه منذ البداية فالكل ينفر منه
حسنا ربما رأيته لكنني أحببت غض النظر عنه كما فعلت مع الكثير من تصرفاته التي كانت تثير حنقي في بعض الاحيان لكن الأمر انتهى بي و أنا اكتمه
لكنني إستعدت بصري عندما بدأ كل شيء بالإنهيار عندما بدأ بتوجيه كلمات سامة لي عالم أنني لن أرد الهجوم
و انتهي الأمر بي وحيد مع جروح يد دامية بسكين غير حادة و الكثير من الدموع التي تهطل كأمطار أغسطس
جلست و رأسي على قدمي والدتي و أنا أخبرها ما جرى و قد سمعتها تقول نفس الجملة اللعينة التي قالها الكثيرين "لقد حذرتك من هذا لم أكن أشعر بالإرتياح منذ البداية" و لم اجبها إلا بالصمت و دموعي المالحة
تنهدت و بدأت تتمتم بكلمات لم استمع لمعظمها لأنني كنت في منتصف تفكيري أحاول معرفة طريقة لمداواة نفسي لكنني سمعت كلماتها و هي تخبرني بألا أعود ابدا لهذه الصداقة
ليس و كأنني سأعود فهو للتو ضرب بهذه الصداقة عرض الحائط إن كان هنالك من سيحاول العودة لتلك الصداقة المدمرة فذلك الشخص سيكون من دمرها و ليس من خرج مصاباً من تحت انقاضها
هنا كان حيث قررت أنني سأدير ظهري سأخرج لهذا الحزن الذي ربما يبدو تافها بنظر البعض لكنه لازال مؤلما سأدير ظهري و سأبدأ بالمشي لتلك الاسوار التي هبطت خارجا متألماً
ها أنا الآن هاتفي بيدي أحذف كل ما يتعلق بصديقي العزيز حسنا من كان كذلك

إسمي هو بومقيو و لقد سقطت تواً خارج سعادتي

the way out of Dandelion field حيث تعيش القصص. اكتشف الآن