ظللت أتجنب طالب السنة الثالثة لكنه بدى كما لو أنه في كل مكان الأمر ليس أنني لا أريد مصادقته فهو بدى بغاية اللطف بحق لكنني فقط أريد أن أقطع ما تبقى من طريقي لجدران سعادتي بسلام
هل سأكون بخير إن صادقته؟
فكرت بكل هذا لكنني قررت أن أرى بنفسي لا يمكن القول ان النهر عميق الا عند الغوص فيه
كنت قد جلست معه مرتان أثناء استراحة الغداء حسنا هو من أتى و جلس معي و هو من تحدث أغلب الوقت لكنني سعيد و هذا غريب أشعر بأنني بأمان لا يبدو أنه سيء
أردت التفكير في الأمر مطولا لذا ذهبت للحديقة العامة و بيدي حليب الشوكلاته المفضل لي قررت أن أفكر جيدا بما أريده أنا قبل كل شيء بما يجعلي مرتاحاً و سعيداً
"الطفل قيو"
ما الذي يفعله هنا
"مرحبا،هل تعيش بالقرب من هنا؟"
"انا؟ لا لكنني كنت أزور شقيقي لقد إنتقلت حديثاً لهذا الحي ماذا عنك؟"
"أجل"
إقترب مبعثراً شعري
"تعال لنجلس هناك"
قال بعد أن أشار لمقعدٍ ما
جلست و مددت له علبة حليب لثانية شعرت بالامتنان لأنني أحضرت علبتي حليب في حال بقيت لمدة طويلة و للحظة فكرت لما لا أترك مخاوفي و أشاركه حديثه بكل حماس كما يفعل معي لقد كنت مثله يوما ما أتحدث بحماس مماثل
"شكرا الجو بارد ما الذي دفعك للقدوم؟"
"اوه أحب القدوم إلى هنا في الليل عندما أريد التفكير"
"بماذا كنت ستفكر هل قاطعتك انا اسف"
حالنا أنهى جملته وقف على قدميه
"لا لابأس إجلس، هل تريد الحقيقة؟"
"أجل بالطبع" نبس بينما يجلس
"كنت سأفكر في قبول صداقتك بأن أصبح صديقك"
"هل تعني أننا لسنا أصدقاء"
قال ممازحاً لي ذلك الفتى انا لا اعلم ماذا أفعل به
"لم أقصد""فهمت مقصدك لكني لا أفهم لما تمنع نفسك من تكوين الصداقات هل أنت تهرب من شيء ما في و الصداقة تدفعك إليه مثلا هل ترى أن الصداقة مبنى سينهار و أنت ستبقى تحت الحطام"
"أريد إنقاذ الحطام"
"ماذا؟"
"انا احاول الحفاظ على ما تبقى من طريق روحي الذي اضحى حطاماً لا أعلم كيف أرممه و لا كيف أسلكه أنا حبيس ذلك الطريق"
"إذا دعني أرممك دعني أكن لكً مرشداً يوصلك لروحك الضائعة دعني أكن رفيقك في ذلك الطريق"
إبتسمت له بينما أنظر للنجوم
"إذا لنكن كذلك يا رفيق الدرب"
أنت تقرأ
the way out of Dandelion field
Nouvellesيُقال أن أزهار الهِندباء ليسَ لها مأوى فهي تذهب أينما حملتها الرياح و تنمو بِكل مكان الهِندباء أزهار بلا مكان تنتمي إليه و أنا لا أريد أن أكون زهرة هِندباء