4-الكاتب السِكير.

184 27 20
                                    


أهلا.




جيمين

يمر الوقت ببطئ و ينفذ صبري شيئًا فشيئًا.

غادر الضيوف و إنتهت الأمسية.

لكن عائلتي بقيت هنا تحتفل مع السكوت و يتجذابان اطراف الحديث بينهما، و وجب علي البقاء معهم.

إنها حفلة مصغرة للعوائل المقربة من أصحاب المناسبة.

بدأت الضوضاء تعلو حيث يمازحون بعضهم و يلعبون بسخافة، أغلبهم سكارى للآن.

لم أشرب الكثير عكسهم، لا أحب فقدان عقلي داخل ضباب الخمر.

هاقد جاء دور زوجتي فيرجينيا لسحبي معها إلى وسطهم.

ترفع يدي عاليًا و تدفعني لمماثلة خطواتها المجنونة في الرقص، على عكسي فيرجينيا تُحب الإنفصال عن حياتها و الدخول في حالة سكر شديدة.

ترقص بغباء و كأنها طفلة صغيرة و تحركني معها في كل الإتجاهات.

هناك حولنا صديقتها إيليزابيث تضحك بصخب و توبخها أمها قائلة أن طريقة ضحكها لا تليق بفتاة مثلها.

والدي و السيد سكوت يتجاذابان اطراف الحديث حول أمور لا أريد فهمها بينما يرمي بطرف عينه نحوي و كأني طفل صغيرٌ خائف من إحراجه في مناسبة مهمة.

أوقست هناك في الزاوية على الأريكة قارورة الشراب في يده توشك على النفاذ، أستطيع الجزم أنه في حالة سُكْر.

أحاول الإستمتاع بما تفتعله فيرجينيا و لكن وقوف السكير بيننا في لمحة عين يفاجئني.

«توت و موز».

عقدت حاجباي، و هززت رأسي في تساؤل أَتعجب مما قاله، مالذي يقصده بهذا؟

«الليل و النهار».

مرة أخرى، أظنه يتفوه بأشياء عفوية.

«الشمس و القمر ربما؟».

هذا محرج، أشعر بالإحراج لسبب ما.

«نكهة التوت و الموز في البسكويت تعطي مزيجًا رائعًا لكنكما لا تفعلان».

صمت مرة أخرى و لف وجهه هذه المرة إلى فيرجينيا قائلًا:

«الليل و النهار مختلفان و لكن متناسقان بشكلٍ رائع، لكنكما لستما كذلك بل تتمتعان بالإختلاف فقط».

Behind the curtain |YM|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن