3-آل سكوت.

161 22 9
                                    


أهلا مرة ثانية.

السيد بارك جورج، رنة الإسم تبني في الأذهان صورة رجل عجوز في الستينات، منتفخ البطن، شره الأموال و رجل الدين الفاسق.

حظي والدي بإسم بريطاني رغم الأصول الشرقية النقية لعائلته لأن جلالتها تكرمت بتسميته.

أتقزز كل مرة أرى فيها بطنه المنتفخة، التي تذكرني بالطريقة التي يتناول بها قطع الكعك مختلفة الأذواق بشراهة.

بأصابعه السمينة، يحشر فمه بالكثير من الطعام.

طعام الأسر النبيلة الذي تُرمي بقاياه للكلاب.

يتصف معظم كهول الطبقة النبيلة في المجتمع البريطاني بالشراهة، للأكل للأموال للسلطة للتحكم بأقدار الناس.

هذا يثير إشمئزازي.

والدي رجلٌ مشهور بين رجال الدين، أو بتعبير أصح رجال الفسق.

هو يشبههم، جُرذ شهواني مثلهم، لا يختلف عنهم في شيء.

عندما كنت في سنٍ صغيرة شهدت على خيانته والدتي، لازلت أتذكر أن والدتي و رغم حبها الشديد لِوالدي -الذي لا أفهمه صراحة- لم تتخذ موقفًا من خيانته لها، بل قالت حينها أن هذا طبع الرجال، شهواتهم لا تُغنيها إمرأة واحدة، تقول بإن الرب إقتضى هذا فمن نحن لنعترض.

و لكني كبرت، و أصبحت رجلًا، تماما مثلما كان والدي، و لم تراودني أي من هذه الأشياء، هل ربما لأني لا أشبههم؟

ربما لهذا تعتلي وجهه نظرة من الرعب و الإستحقار كل مرة يراني فيها.

أرى العريس الآن بين الشباب و الرجال و العجائز، كلٌ منهم يبارك له و يتمنى له زواجًا سعيدًا.

وسيم للغاية، زوجته محظوظة به.

جرني شقيقي الأصغر من ذراعي نتجه نحو الشخصية الرئيسية لهذه المناسبة، ألقي بمباركتي عليه كما يفعل الجميع.

إقتربت منه بإبتسامة واسعة و صافحته مُباركًا:

«مبارك لك آرثر، أتمنى أن ينتهي زواجك على خير ما يرام».

أتوقع أن تهنئتي له كانت سوداوية قليلًا، لم أقصد ذلك.

كانت هذه أول الكلمات التي خطرت على ذهني فبصقتها في وجهه.

وضع يده الحرة على كفينا المتعانقين و إبتسم لي إبتسامته الصفراء، يبدو أنه إستشعر السلبية من كلماتي الأخيرة.

Behind the curtain |YM|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن