وقفت امام ذلك المبنى الذي يبدوا قديمًا نوعًا ما ، ظلت واقفه جامده لبضع دقائق وهي تنظر للباب الحديدي بنظرات ثابته ونبضات قلب سريعه ، كانت يديها تضغط بقوه دون وعي منها على قضبان العربه الحديديه امامها التي تحمل الطفلتين الصغيرتين
ولكن واحده منهم فقط هي ابنتها !
اما الاخرى فهي بالنسبه اليها ، مجرد طفله اسقطت عليها كل الغضب الذي بداخلها ، غضبها من الجميع ، من زوجها ومن قرارها الذي اتخذته عندما خالفت رغبة والدها ، ومن الايام المضنيه التي عاشتها في ذلك الحي الخانق، ومن تلك المرأه التي لا تعرفها قط ولكنها كانت قادره كفايه لتسرق زوجها منها وتدمر الحياه الصغيره التي حاولت جاهده صنعها والتي ضحت بكل شيئ في مقابلها
اصبحت على هذا الحال البائس الان بسبب تلك المرأه ، نعم تلك المرأه لقد دمرت حياتها بالكامل وغيرت كل شيئ
والان هي ترى تلك المرأه في هذه الطفله ذات الشعر الاشقر التي بالتأكيد قد ورثته منها .
لذلك تريد تركها هنا ، في دار الايتام ، المكان المناسب تماما لطفله مثلها ، ثم بعدها سترحل لتبدأ حياه اخرى جديده مع اطفالها !
حياه ليس لهذه الصغيره اي مكان فيها
