البجعة البيضاء

1.3K 121 85
                                    

كان يا مكان في قرية بعيدة،تحكمها تقاليد غريبة.
يمجدون فيها الذكور و يحزنون بولادة الاناث
حاكمتهم ساحرة كبيرة يخاف منها الجميع و يهرب. تعيش في أعلى القرية في قصر عظيم اسود.



مع كل ولادة فتاة يقام عهد بين الأسرة و الحاكمة، انه في سن معين ستبعث تلك الفتاة لقصر الظلام كما يسمونه لتكون خادمة او ربما ذات شأن اعظم عل حسب رغبة الحاكمة .و ضل ههذا الحال لقرون.و بسبب قيمة الاناث المظتهدة في تلك القرية حكمت الملكة بدل قتلهن يتم بعثهن الى القصر و يتم الاستفادة منهن و اصبحت هذه عادة تدور مع التقاليد فإذا ولدت الحامل بفتى تقام حفلات و اعراس و ان حدث العكس و بليت بفتاة يولد عزاء و تذهب الام لطلب المغفرة من الالاه لإعتقادها بأنها اذنبت.


كانت تعيش في تلك القرية عائلة صغيرة تعيش في سلام ينقصها شيء واحد و هو الاطفال .قد تعاشر الزوجان أكثر من عشرة سنوات و لم يرزقا الى الان بطفل .تذهب الام كل يوم تدعي الالاه ان يرزقها نعمة الامومة وهي متشوقة لحمل رضيع بين كفيها ،و قد كانت تتمنى رضيع دون ان يهمها ان كان فتى او فتاةبالرغم من حساسية هذا الموضوع في اعرافهم.

مر اسبوع لم يكن كالعادة كانت الزوجة متقلبة المزاج طيلة الوقت تعاني من الدوار و بعض الامراض.شك زوجها في الامر و نادى لحكيم القرية.و كما هو متوقع بشرهم بمولود قادم.و لو اجتمع البحر و السماء لن يسعا فرحة تلك الزوجة المسكينة.

ايام من الاحتفالات بالخبر و قرابين شكر للالاه كل يوم الى ان مر اسبوع ،اسبوعين...تسعة اشهر
حان وقت الولادة.مزج الم الام مع فرحة اقبال المولود.و الاب يعض اظافره خوفا من ان يبلى بأنثىينتظر الخبر من الحكيم الذي يحمل بين يديه روحين في الداخل و زاد توتره صراخ زوجته الحامل. وهو يملك خيارا واحد و هو الصبر.ساعة،اثنان،ثلاث ساعات..اخيرا ها هو الحكيم يخرج،تعابير وجهه لا توصف .ركض الاب اليه يسأله عن حصاد صبره .فنظر اليه الحكيم و قال:

"لقد انجبت جارية لقصر الظلام"
-ويلي...هل هي فتاة؟؟
نطق الاخر بذعر نادما على اللحظة التي تمنى فيها انجاب الاطفال.ثم دخل الى زوجته ظن بأنه سيجدها مقهورة مثله .فتح الباب فوجدها تحمل ملاك لم تشهد على جمالها العيون و هي تبتسم و كأنها اعظم انجازاتها ثم رفعت بصرها لترى زوجها ثم نطقت
"اليك ابنتك انظر ما ابهاها"
"ألست منزعجة"
"من ماذا؟"
"من هذا العار"
"ويحك!عار..اتنعت طفلتك بالعار منذ نعومة اظافرها اتنعتها بالعار منذ اول خمس دقائق لها ما الذي فعلته لتنعتها بالعار؟ هي فخري و اعتزازي و صبري الذي نلته بعد سنين،لا حقا انت هو العار"
"هل فقدتي ذاكرتك ام عقلك.انها فتاة...انثى انها انثى"
"انها ابنتي...ابنتي الانثى و انا انثى و افتخر بذلك"
"حسنا يا ذات الفخر سنرى ما الذي ستفعلينه عندما يأتي اليوم الموعود و يذهب فخرك الى قصر الظلام"
"لن اعطي كبدي"
"و هل هو اختيار؟سيأتي اليوم الموعود و غصبا عنك ستعطي كبدك و رئتيك ان لزم الامر"
"حسنا لا تعكر مزاجي ،سأربي ابنتي لتصبح شيئا عظيما في ذلك القصر"
"اجل..اجل طبعا تصبح شيئا عظيما مثل...خادمة مثلا"
"منعني الله عمري ان كنت سأسمح بذلك سأجهز ابنتي لليوم الموعود لتنبهر بها الحاكمة و تعطيها افضل المناصب...انظر الى كل هذا الجمال ايعقل ان تكون خادمة؟ رائحتها مثل الورد سأسميها نومينسا"
"نومينسا!..ما هذا الاسم العجيب"
"اعلم انك جاهل، نومينسا اسم نوع من احلى انواع الزهور"
اقترب الاب من ابنته و نظر في عينيها مطولا و ابتسم ثم نطق
"و لكن زهرتي اجملهن"
نظرت له الزوجة و ابتسمت قائلة
"اعرف".
على الرغم من عداوة تلك القرية مع جنس الاناث الا ان كل من نظر الى نومينسا احبها و ارتاح لوجودها فأصبحوا ينادونها زهرة الحب.
كبرت تلك الزهرة و نمت ليس كأي فتاة في تلك القرية كانت مختلفة .انها الفتاة الوحيدة التي درست و اخذت من العلم بحرا و تعلمت العزف و الطبخ والرسم .ملئت بمواهب عديدة من كل جانب .و كل هذا بفضل والدتها التي اوفت بوعدها انها ستجهزها الى اليوم الموعود .و بالفعل فعلت،و بالفعل اتى اليوم الموعود.
عربات ذات احصنة و حراس وقفوا امام بيت نومينسا.نظرت الام بخفية من الشرفة و الدموع على خديها ثم التفتت الى ابنتها و قالت
"لربما لن تراك عيناي مجددا لكن صورتك معلقة في قلبي دائما و ابدا، لن يغفل عقلي عنك ابدا يا زهرتي.انتي امانتي فحافظي على نفسك اريدك ان تغيري ذلك القصر رأسا على عقب لا ترضي بمهنة لا تلائمك لا طالما ربيتك اميرة و ستظلين اميرة"
"ابنتك ليست اميرة يا أمي...بل ملكة"
تبسمت الام بإرتياح و قالت
"لا خوف عليك...هيا اذهبي اريدك ان تصبحي...شيء كبيرا...بل اريدك ان تصبحي كل شيء"
ارتمت الاخرى في احضان امها غير قادرة على التحكم بدموعها و قالت
"ظننت ان لا شيء يمكن ان يجعلني ابكي يا امي
و لكنك فعلتي"
"لا تبكي انتي الان في طريقك الى تحقيق الافضل يجب ان تبتسمي"
قاطعم طرق الباب كطلب لخروج نومينسا
ارتمت يدها لتفتح الباب لكن اوقفها اباها بمسكها
"أستذهبين دون توديع اباكي"
"ابي... هذا ليس بوداع سأعود يا أبي"
"نومينسا...يا زهرتي الحلوة ربما ستخرجين من حديقتك الصغيرة الان و لكنك ستذهبين الى بستان كبير يليق بك و لكن اياك ان تختلطي بالشوك حينها ذهابك سيكون سدى...هيا اخرجي انهم بإنتظارك"
"لن اختلط الا بالأشجار يا أبتي لا تقلق..الى اللقاء"
"هاقد فتح الباب يا سيدتي"نطق احد الحراس مخاطبا مسؤولة القصر
"اه...نومينسا أليس كذلك لطالما اخبروني عن جمالك لكن كنت اظن انهم يبالغون...انا سوان مسؤولة القصر تفضلي معي الى العربة ارجوك سنتعرف اكثر هناك"
لم تتحدث نومينسا كلمة و ركبت العربة التي ستبعدها عن ذكرياتها الجميلة بقيت تنظر من النافذة الى والديها و جيرانها و هم يتلاشون عن نظرها الى ان قطعها صوت المسؤولة سوان
"لقد تخيلت صورة لك في ذهني عندما وصفوا لي جمالك"
"و هل وافقت توقعاتك الواقع"
"بل و أكثر"
ابتسمت لها الاخرى مجاملة ثم وطئت رأسها و تلاشت ضحكتها فنطقت الاخرى
"لا تحزني لربما ستدخلين الى بوابة اصعب و لكن لعلك تصبحين ذات شئن عظيم ،لقد اخبروني انك متعلمة و هذا النوع من الفتيات نادر جدا و لا يمر علينا لذلك اظن ان مولاتي لن ترضى بأن تخسر مواهبك في اشغال الخدم التافهة"
"انا رضيت بأن ادخل الى ذلك القصر فقط لأغير المصير اما المهنة فهذا شيء انا متأكدة منه لن اعمل في شيء لا يتساوى مع علمي"
"مصير..؟ ما هي غايتك لدخول القصر لم افهم؟"
"ستفهمين قريبا لا تقلقي"
"حسنا..دعنا من هذا يوجد قوانين يجب عليك معرفتها اولا لكل فئة من الفتايات لباس معين فالخادمات مثلا يرتدين البني اما المساعدات يرتدين الاخضر و لا يوجد من يرتدي الاسود غير الحاكمة هو لونها و هي مالكته يمنع على اي شخص اخر ارتدائه...إلا شخص واحد آخر"
"و انتي ها انتي ترتدين الاحمر ما هي فئتك"
"انا ليس لدي فئة عزيزتي انا يوجد نسخة فقط مني انا مسؤولة القصر الوحيدة و لا يرتدي الاحمر غيري حاليا...هناك شيء اخر جناح الملكة اياكي حتى ان تحاولي المرور بجانبه"
"لماذا؟..ماذا ان كنت احتاج شيء او اريد التكلم مع الحاكمة؟"
"هذا محال لا يمكنك ذلك ان كنت تريدين التحدث يمكنك المجيء الى غرفتي لانني انا مسؤولة القصر"
"يا الاهي ينتظرني الكثير...انا متشوقة لبداية حياة مملة في هذا القصر متى سنصل؟"
"الان"
"ماذا"
"لقد وصلنا الان...انظري"
التفت الاخرى متشوقة لترى مالذي ينتظرها و اذا بها فتحت فاهها مصدومة من الصورة التي انعكست في عيناها، قصر عملاق اسود تحجب عنه الأشجار الشمس و الجبال بمثابة سور له حيطان بالية و ابواب مكسورة ،حراس بلباس حديدي كالأصنام لا يتحركون. سكتت لبرهة ثم قالت
"الان فهمت لما يسمونه قصر الظلام"
تبسمت الاخرى و قالت
"لم تري شيئا بعد...هيا لندخل"
تقدمت الاخرى غير مبالية تفكر فقط كيف سترمي سيطرتها على هذا القصر العملاق .فقاطع تفكرها فتح تلك البوابة الضخمة داعية لدخولهما وقفت صامدة تتأمل كل هذا امامها الى ان قاطعتها المسؤولة سوان
"هيا ادخلي.. لا تجعلينا نتأخر"
"الى اين الان سيدة سوان؟"
"ستذهبين الى قاعة الخدم"
"قاعة الخدم؟"
" اجل..انها قاعة كبيرة مليئة بالغرف يسكنها الخدم سنجد لك غرفة هناك الى ان اجتمع مع الحاكمة و تقرر منصبك"
"لن يحدث هذا سيدة سوان مكاني ليس مع الخدم سأتحدث الى الملكة"
"اي ملكة..هل جننتي؟اخبرتكي ان هذا محال
سأجتمع معها غدا و اصفك لها و ربما تعطيكي منصبا جيد"
"بل ستراني هيا وجها لوجه و سأريها مواهبي و قدراتي"
"لن يحدث هذا...هيا اذهبي ستريكي احد الخدم غرفة لتبقي فيها"

NOMINSA ||البجعة البيضاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن