Part 18🌟

701 16 0
                                    

فبعد القرون الثالثة األولى نجح سمّ األفعى "سيربنت" أن يخرج من عباءة
المسلمين فرقة كبيرة جدًّا تدعى الشيعة.. وخروج هذه الطائفة قد حدث تحديدًا
بعد استشهاد "الحسين بن علي" في كربالء.
في البداية كانت فرقة تدعى الزيدية وهي الفرقة الوحيدة التي على صحيح
اإلسالم.. وهؤالء أتباع فكر "زيد بن علي بن الحسين" وهو رجل مجاهد يتفق
مع جمهور المسلمين في كل شيء لكنه يرى أن "علي بن أبي طالب" كان أولى
بالخالفة من "أبي بكر".. ويعرف فضل "أبو بكر" وفضل "عمر" جيدًا كما كان
كل المسلمين يعرفون فضلهما.. وترحم "زيد" عليهما قبل أن يموت.
وبعد وفاة "زيد" رفض البعض ترحمه على "أبو بكر" و"عمر" ومن هنا بدأ
االنحراف.. سميوا من رفضوا الترحم بالرافضة.. وهؤالء انقسموا فيما بينهم
إلى بضع وسبعين فرقة.
وتاريخهم كله مشبع بالخيانات للدولة اإلسالمية والتحالف مع أعدائها.. وإنني
كنت متعجبًا جدًّا كيف أن تلك المذاهب الشعية كلها قد ظهرت رغم أن
المسلمين اهتموا جدًّا بنقل الحديث باألسانيد عن النبي.. ولم يتركوا سبيلًا أبدًا
للتالعب في األمر.. لكن الحقيقة المؤسفة التي أزالت هذا التعجب هي أن
المسلمين في القرون األولى اهتموا فعلًا بنقل الحديث والفقه والتفسير
ولكنهم نسوا عِلمًا شديد األهمية.. نسوا تدوين التاريخ.
ولما نسى المسلمون تدوين التاريخ .. نشط الشيعة في تدوينه.. واستفاضوا في
تدوين أحداث الفتنة التي وقعت بين الصحابة.. والمتتبع ألسانيد روايات أحداث
الفتنة يجد أن كل الروايات الطاعنة في "معاوية بن أبي سفيان" أو غيره من
الصحابة أيام الفتنة.. وضعها أربعة رجال شيعة اُشتهِروا بأنهم من الوضاعين
للحديث المكذوب.. والمحزِن أن رواياتهم قد انتقلت للمناهج الدراسية في بلدان المسلمين كلها فأصبح الطلبة فيها يتلقنون أن "معاوية بن أبي سفيان" فيه كذا
وكذا.. وابنه "يزيد" فيه كذا وكذا.. وأبوه "أبو سفيان" فيه كذا وكذا.
وبالنسبة للروايات التي طعنت في "يزيد بن معاوية" فكلها وبال استثناء روايات
شيعية مكذوبة األسانيد موضوعة.. الشيء البشع أن هذه الروايات وأمثالها
الكثير شوهت التاريخ تشويهًا غيرت معالمه تغييرًا جذريا وأوقدت الفتنة بين
المتأخرين من األمة؛ فيزيد بن معاوية هذا تم اتهامه بأنه رجل سكّير وعربيد
وزِير نساء وال يحق له الخالفة بعد "معاوية" أبدًا بل األولَى بالخالفة "الحسين بن
علي" وقالوا إن "يزيد" هو الذي أمر بقتل "الحسين" في كربالء.
والعجيب أن الرواية الوحيدة الصحيحة التي قيلت عن "يزيد" قالها عنه "محمد بن
علي بن أبي طالب" نفسه.. أخو "الحسن" و"الحسين".. قال "لقد عاصرت وعايشت
يزيد بن معاوية فما أنكرت عليه خلقًا قَط".. واألعجب من العجيب أن يصدق
المتأخرون هذه التهم عن "يزيد".. وكأن الجيل الذهبي من الصحابة الذين كانوا
يعيشون وقتها ويفتحون البالد سيقبلون بأن يكون خليفتهم رجلًا سكّيرًا عربيدًا..
فكأن هذا طعن في الصحابة كلهم.. ويكفي أن "عبد اهلل بن عمر" فقيه
الصحابة في ذلك الوقت قد خرج وقال "أنا بريء ممن لم يبايع يزيد بن معاوية".
الغريب أن من اعترضَ على تولية "معاوية" البنه "يزيد" هم ثالثة من الصحابة
فقط وهم "الحسين بن علي" و"عبد اهلل بن الزبير" و"عبد الرحمن بن أبي بكر"..
وحتى عندما اعترضوا قالوا مقولة واحدة وهي "أقيصرية أم كسروية"
فاعتراضهم كان على التوريث.. ولو كان هناك مطعن في أخالق يزيد كما يشاع
اآلن.. كان األولى أن يقولوه حينها.. لكن الروايات الشيعية بالطبع تذكر مقوالت
كثيرة مكذوبة على لسان أصحابها وأصحابها رضي اهلل عنهم منها براء.
واآلن دعنا نترك كل هذه األحاديث العِقدية المعقدة ولنلتفت إلى الطاولة مرة
أخرى.. لدينا اآلن ورقتان فقط.. الورقة األولى ورقة الهلوسة وعليها صورة
رجل مغمض عينيه من الصداع وتتخلل رأسه بعض أطياف الهلوسة..
الورقة الثانية هي ورقة االغتيال.
وهذه الحكاية لن يحكيها أي شياطين.. فلننح الشياطين جانبًا.. الحقيقة أنني
فصّلت في أمر الشيعة ألن الذي سيحكي الحكاية هذه المرة هو واحدٌ منهم..
وتحديدًا من الطائفة النزارية.. رجل من الفرقة الخطرة التي تدعى الحشاشين..
ومرة أخرى ال تسألني كيف يحكيها.. فقط استمع.

أنتيخريستوس
 رواية
 د.أحمد خالد مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن