|بائعة الكِبريت - الفصل الأول |
__________________
وعلى رأي فنانٌ من جيلِنا :
"لو الظروف ستسخِّف ، سقَّف !"._____________________
الفرحةُ
شعورٌ قليل منا من يشعُر به، ولكِن ارهاقُنا وقنوطنا من رحمةِ الله يعمينا عن شئ، اننا سنستطِع ارجاعه، او بمعني اصح، خلقِهذلك الشعور كانت تشعُر بهِ تلك الفتاة النجوى الصغيرة لتلك الأُسرة التي يظهرُ انهما عائلة مرحة وبسيطة، ولكن انت لا تعلم ما المخفي داخل منزلهم، عائلة اذا بِتَّ معهم ليلة واحدة تزعم على انهم اخذوا نصف تعاسة العالم
لم يكن هناك من يبقي الحياة في هذا المنزل دون رحيلها، غيرها
طفلة صغيرة ستكمل الثامنة في تمام الساعة الثانية عشراً اليوم، ودعت والدها بقبلة بسيطة على وجنته جعلت ارض سمراء جرداء كـ التي لا زرع بها ولا ماء!
انفجرت بها عينٌ من عيون الارض روتها لتتراقص فرحاً، تمسكت بيده قائلة بهدوء :
"بابا هاتلي معاك تورتة كبيــرة اوي بالشوكلاته وبيبسي واممممـ.." ابتسم بفرحة علي صغيرته المدلله وكما يقولون " اخر العنقود" لقبها الذي لقبها به هو :
"نونو" ليردف بيأس :
"خلاص يانجوى ياحبيبتي هجبلك تورتة وبيبسي ومصاصة كمان ايه رأيك"شهقة فرحة صدرت من تلك الصغيرة وهي تحتضن قدمه ضاحكة :
" انا بحبك اوي يا بابا وهخليك تاكل معايا كتيــر اوي من التورتة وتشرب كمان بيبسي"انهى «حبيب» ارتداء حذاؤه ليركض مسرعا لعمله حاملاً كرتون «العسل» ليذهب ليلتقط رزقه بتعب
ٍ وليس كـ الذين يجلسون بأريحية علي نعشهم وعملهم بكبسةِ زر ويعودون غير حاملين المسؤولية زاعمين انهم متعبين من ازدحام العمل ويتباهون به امام ذوي تلك الاعمال التي لا تحمل اسماً قوياً قاصدين اهانتهم ولا يعلمون انهم هم الذين يستحقون التباهي بأعمالهم الشاقَّة
دلفَت «نجوى» الي شقتهم ذات الباب البني البالي لتشتم رائحة جعلتها تتحرك مثل المنومة مغناطيسياً نحو المطبخ لتجد والدتها تطهو المعكرونة بالصلصة واللحم المفروم ، حتى كادت تحمل الاناء الموضوع به اللحم كي يختلط مع المعكرونة لتتسلل «نجوى» جانب والدتها وكادت تلتقط بعض اللحم لتجد صفعة مؤلمة تهبط على يدها تبعها صرحة حانقة من والدتها «آية» مردفة :
"ابعدي يابت ايدك من هنا واطلعي برا"
رمقتها «نجوى» بسخط لتتحدث بملل :
"ما انا بحبها اعمل ايه يعني يـ ماما"-"في يوم هقطعلك ايدك عشان متتمدش علي اكل متعملش تاني، واقطعلك لسانك بالمرة"
قاطع شجارهما دخول اكبر اخوة «نجوي» وهم من لا يهتمون لها ابدا وكأنها سراب، «عمر» المراهق في السابعة عشر عاماً من عمره، لا تختلط به «نجوى» كثيرًا ولكن علاقته وطيدة مع اختها الكبرى «جميلة» صاحبة التسعة عشر عاماً ، مملة جدا وتتحمل مسؤوليات المنزل وكالعادة مثل جميع افراد المنزل لا تحب «نجوي» لانها من وجهة نظرها طفلة جاهلة لا تعلم شئ وهي ذات خبرة عالية، ولكن لم تكن تعلم ان الجاهله تلك قد يكون عقلها يكبرها هي شخصيا، تتجنب «نجوى» اخوتها كثيرا لانها تعلم ما هي نظرتهم لها وهي من لا يعجبها ويراها صغيرة لا تنظر اليه ولا تتحدث معه ومن وجهة نظرها هي انهم لا يستحقون نظرة واحدة منها
أنت تقرأ
بائعةُ الكِبريت "متوقفة"
ChickLitلم تمُت بردًا ، بل ماتَت حزنًا "مِن نعيمٌ الى جحِيم" ستبدأ الرواية حينما استعيدُ نفسي .