ᑭᗩᖇ丅. 1

53 7 28
                                    

آ. ر. و. ر. ا...
اسم من المستحيل أن تسمع أحدًا ينطقه بلا خوف وارتباك.
سأناديها "آرو " لـ كونه اسمًا محظورًا.

"آرو " كانت طالبة في فصلنا منذ سنتين أيّ منذ السنة الأولى في الثانوية، لقد كانت جميلة بشكل لا يوصف؛ بـ شعرها الأسود الطويل وعينيها العسلية اللاتي تحيطهن حلقة صفراء ملتهبة، لقد كانت الأفضل !

كانت أكثر فتاة محبوبة في فصلنا كما كانت الأذكى. كان الجميع معجبًا بها بلا استثناء، ولن أنكر أنا أيضًا أحببتها للغاية.
بعد مرور الأسبوع الأول بتُ وهي أعز صديقات !
كنا نتحدث يوميًا ولا تنتهي أحاديثنا، لقد كنا أفضل أصدقاء.

كما قلت "آرو " كانت مثالية؛ ما جعل جميع الفتيات والفتيان يغارون منها.
بات الجميع بلا أي استثناء يمقتونها، بدأ الأمر باختلاسهم نظراتٍ حاقدة وبدأت الأمور تتطور حتى وصل الأمر حد التنمر والإساءة إليها بـ كل الطرق.

فـ في أحد الأيام كانت تأكل في الكافيتيريا فـ ألقوا طعامها على الأرض وأجبروها على لعقه بينما يصورونها باكية؛ لم تكن دموعها رادعًا لهم بل كلما ذرفت دمعًا باتت إهاناتهم أكثر قسوة مما هي عليه.

بعد عدة أسابيع مليئةٍ بـ تنمرهم الغير منقطع، سقطت "آرو " لـ يتهشم رأسها وتتلاشى ملامحها كما تلاشى سرُ موتها ..
و كأنها لم تكن يومًا.. وكأن كل ما حدث محضُ سرابٍ صحراويّ !

في ذلك اليوم اتصلت بي "آرو " وقد كانت خائفة متوترة وتائهة؛ كان ذلك جليًا وواضحًا فقد كان صوتها مهزوزًا، لكنني لم أفهم سبب ذلك البتة؛ فقد كنت محتجزةً في المشفى منذ بداية الفصل الدراسيّ.

~ "إليا ".. حسنًا، هل تظنين بأن علي الذهاب إلى حفلة ميلاد "تينا ؟ ~

~ آممم، أعتقد بأن عليكِ الذهاب حقًا؛ فبذلك سوف تكونين صداقاتٍ جديدة !! ~
ليتني لم أقل ذلك ! ليتني متُّ قبل تشدقي بـ تلك الكلمات !

لقد قالت الكثير، عنا وعن كل شيءٍ تحبه وأين تخفي متعلقاتها الشخصية، لم أمانع حديثها ذاك لأنني لم أدرك غوره، ظللت أضحك واسألها عن سببِ غرابتها بكت أثناء حديثها فقلقت لكني لم أظهر لها ذلك بل تابعت ضحكي.
أخبرتني بأن علي زيارة جدتها بإنتظام كما كنا نفعل معًا.

في اليوم التالي وصلني خبر إنتحار "آرو " كنت مصدومةً للغاية وكأن صاعقةً من السماء نزلت علي !
بدأتُ السعال بـ قوة وخلال بضعة  ثوانٍ سعالي بدأ الإمتزاج بـ شهقاتي، فلم أكن أستطيع التنفس حينئذٍ، استمرت تلك الحالة لـ برهة.
لم أظهر أيّ ردة فعل، لقد كنت حينها كـ جثة هامدة، لم تُزَيّن ملامحي لا بـ إبتسام لا بـ إكفهرار لا شيء إطلاقًا.
لقد أقلق ذلك أمي وزاد من سوء حالتي الصحية كثيرًا.
بات الخروج من المشفى حلمًا لن يتحقق.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 02, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

A. R. O. R. A.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن