بارت من المستقبل

297 18 11
                                    

بارت من المستقبل:

بكت بحرقة وترافعت شهقاتها العالية، وسط مدينة طوكيو االمتطورة بشكل خيالي ضد افكارها التي تشابكت وتدهورت، الظلام الذي كان سيجعل المدينة في سواد كبير مثل ما حدث لحياتها قبل قليل، الأنوار تنيرها عكس حياتها، كانت كل اسطح العاصمة مبللة والأمطار الغزيرة توضح انه فضل الشتاء البارد مثل دموعها التي تقول انها مصابة بأذى نفسي، و بينما قلبها  كان على نار ساخنة من المشاعر الحقودة، لقد مشت في الطريق السريع الذي تعبر منه آلاف السيارات، احيانا تقوم سيارة برشها بالماء نتيجة حركتها السريعة لكنها لم تعد تكترث حتى ان استطدمت بها شاحنة الآن، كل شيء كان جميلا وملون بالوان زاهية تحول لفيلم بجودة دنيئة الوانها لا تتعدى اللون الأبيض والأسود، امسكت بشعرها وخربته بشكل مجنون انها تصرخ داخليا عاجزة ان تتحدث وتبوح علنا، كان هناك العديد من الأشخاص الذين توقفوا من جلها سائلين نفس السؤال " مالذي تفعله فتاة بعمر في هذا الوقت من الليل " خرجوا من سيارتهم لأنها لم تجيب فقط استمرت في المشي، كانت تتحرك بدون مبالات جسدها الموجود فقط، انها بدون روح، لن ينكر احد انهم ضنوا انها فتاة ليل لكنها العكس تماما هي تلك الفتاة ذات النظرات التي لم تتجاوز الثامنة مساءا خارج البيت، فتاة يكتب اسمها دائمة في قمة قائمة المتفوقين، لكن اليوم انه مختلف، تدمرت أمالها، وتم الإستخفاف بأحاسيسها، وفقدت كل من اعطته ثقتها، الشخص الذي آواها وكان سببا في ولادتها لهذا العالم وكأي والد تمنى السعادة لإبنته، ولماذا تمناها أصلا، هو يعرف انها ستصبح محاصرة من طرف الماضي الذي عاشه هو وزجته المتوفية قبل انجاب تلك الوردة ذات الرائحة العطرة لهذه الحرب الأبدية، الحرب التي يحترق فيها الأخضر واليابس سقطت العديد من الأرواح المسرورة في جوف الآهات والآلام وقطعت بها انفاس الكثيرين، وسببت ضررا طاغيا للأغلبية، هي الآن تسقط ببطء داخل الفجوة العميقة. عندما كان الألم يتدفق الى مؤخرة رأسها لمست الضمامات بخفة وإطلعت على يدها المملوءة بالدماء، لم تهتم ايضا، اين ستضل الليلة وهل يتم تعقبها، ومالذي ستفعلهه الآن هذه الأسئلة التي كانت من المفترض ان تخطر على اي بشري لكنها لم تخمنها ابدا، عقلها كان فرغا تماما من تلك النواحي والمشهد الذي رأته بدل الطريق ووسائل النقل هو ذلك الفيديو الذي كان كافيا لإفقادها عقلها ضحكت ضحكا هستيريا " أَ جنت" سخرت من حالها المزرية واعادت البكاء مجددا لم تفهم نفسها، تعرضت لصدمة نفسية قوية وكانت حياتها كذبة، وكانت المفاجئة التي خبئها القدر لها من العيار الثقيل حتما، نبضاتها لم تعد تطرق نتيجة التعرض لحدث مرهق ومؤلم شعوريا بصورة كبيرة، مما زعزع إحساسها بالأمان وهدد سلامتها النفسية والجسدية كلاهما. وتجاوزت الصدمة قدرتها كشخص على التأقلم واستيعاب المشاعر المرتبطة بتجربتها الأكثر مستوة من قدرة تحملها، هذه التجرة سببت لها صعقة وشعورا ممتدين بالعجز، وتُرِكَتْ في دوامة من المشاعر والذكريات المؤلمة والقلق المزمن. مصابة بالضعف والألم الجسدي الذي انتجتها اصابتها قبل اربعت ايام، قالت بصراخ جعل الجميع يفكر انها فتاة خرجت عن سيطرتها هربت من مصحة عقلية، " اكره البشر الجميع حثالة انا جاهلة لدرجة اني عشت مع حثالة اكرهكم ايها البشر الأوغاد جميعكم لا تستحقون العيش ". صوتها ممزوج بنار الجحيم وهذه الكلمات التي لم تستخدمها في حياتها اللكلمات التي كانت عيبا في قوقعتها التي نشأت داخلها، انها كلمات شوارع، والآن بدأت تفكر بمنطقية وعقل والتفت حولها والصدفة اها وقفت امام مكان عيش البشري الذي لم يخنها لا هي ولا ثقتها. وصلت لذلك المنتجع انه على جانب الطريق لم تكن تعرف الى اين تذهب كان لديها مأوى واحد وهو ذلك الشخص الوحيد الذي لم يضرها الا مرة واحدة وتلك الغلطة تخطتها، بينما المصيبة التي حلت بها منذ قليل لا يمكن انتتخطى هذا لأن اليوم عليها ان تنسى حياتها الأولى وتبدأ من جديد. لقد انهارت تدهورت تدمرت وتصدعت حياة وردة اللافندر الفتاة التي تبلغ الخامسة عشر من عمرها هيناتا هيوجا البريئة.

-------------------------------

اتمنى البداية تعجبكم

تعلمت المشي وسط الظلام معكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن