عراقي في المريخ

الدقيقه الاخيره

فقال له محمد وهو ينظر في عين روبيانا

عش يومك وكأنه الاخير في حياتك لاتفكر في ما يحصل غدا لانك لاتعلم متى تودع الحياة ، احب من شأت وافعل ماشأت لكن لاتؤذي نمله ،انظر لمن حولك مثل ما تنظر لنفسك ، قبل أن تؤذي احد فكر في عقلك انك سوف تقع في مكانه في يوما من الايام
اصنع ذكريات جميلة مع الناس واحلم لأننا خلقنا لنحلم ونحقق احلامنا ،لاتدع اليأس يتغلب على ايمانك وامالك في الحياة
،تذكر دائما أن حياتك قصة ستروى على مسامع الذين من بعدك ، اصنع لهم حكاية جميله ، الأجساد تموت لكن الاسماء لاتمو..

هو ويتكلم بدأ نظره يتشوش والمكان يضمحل ويسمع صوت الملك وروبيانا ينادوه ولكن صوتهم بعيد وغير مفهوم وفجأه تحول إلى مكان مظلم وسمع صوت سيارة الإسعاف ومكانه يتحرك وصوت ازعاج السيارات وشجار في الشارع وصوت إطلاق النار
عرف أنه رجع إلى واقعه الممل والكسيف  وهو في سيارة الإسعاف في وسط ازدحامات بغداد وبدأ قلبه ينبض ابطأ وابطأ  ويصعق في الكهرباء ثم توقف قلبهُ عن النبض

مات محمد في سيارة الإسعاف داخل الازدحامات بعدما تأثر بضرب مبرح من العصابه أدى إلى نزيف كثير من رأسه وانفجار الالة الزمنيه وهنا يسترجع شريط ذكرياته عندما كان طفلا ويلعب مع أبيه ثم يكبر ويرى موت أبيه الذي قتل في أيام الطائفيه  وأمه التي قتلت في إحدى الانفجارات  ثم الحياة المشرده ثم فراقه مع حبيبته التي تركته لانه مشرد  ثم دراسته وسهر الليالي وبالتالي لم يجد أي احترام بشهادته ثم احلامه التي سحقت أمام عينيه
فتح عيناه فوجد نفسه يطير الى السماء