الـفــصـــل الــأول

194 17 0
                                    


ستُؤمِنُ بي و تُلحِد بِهن،
أنا توبَتك و هن الذنوب...

***

في ذالك الرواق المظلم... في قصر أقل ما يقال عنه فخم... كانت تمشي حافية القدمين ولا يُسمع في المكان غير صوت فرقعة العِلكة الصادرة منها... نظرت للغرف بِجانبها المُتشابهة... لتصعد إلى الدور الثاني... رفعت أنظارها إلى تلك التماثيل المنحوتة بدِقة في أعلى الدرج... ابتسمت بمكر وهي تنظر لعيني إحدى التماثيل الذي كان على شكل طفل بجناحان... إحدى عيناه كانت تحتوي على كاميرا حديثة ولم يكن لأي شخص أن ينتبه لها إلا إذا كان كثير التركيز ... تحدّثت بصوت منخفض كأنها تهمِس لنفسها...

" التّمثال أعلى درج الرواق الثاني على شكل طفل بجناحين ... العين اليسرى، انهي الأمر "

أتاها الرد من الجهة الأخرى

"تم"

أكملت سيرها في الرواق بدون إصدار صوت لتشعر بحركة وراءها... أكملت سيرها وهي تعيد ترتيب ثيابها و أخرجت أحمر الشِّفاه القاني لتضع منه.. ما إن انتهت حتى ضغطت على زِر في ساعة يدها الرقمية...وُضِعت يد قوِية على كتفها لِتصنع على وجهها ملامح الفزع... تحدث الرجل ضخم الجثة امامها و ملامح بارِدة تعتلي وجهه

" غرفة السيد من الإتجاه الآخر "

"اووه.. حسنا خُذني اليه أيها الوسيم"

نبست وهي تبتسم له بقذارة... استدار الآخر ليقودها الى باب كبير من خشب البلاكود ثم انحنى قليلا ليهمِس بجانب أذنها بخبث و قذارة

" عندما ينتهي منك سيدي تعالي إلي... ما لدي سيروق لك أكثر "

" سآتي... اتنظرني فقط"

همست له هي الأخرى لتسمع قهقهة كراميل من السّماعة التي في أذنِها... ابتعدت عنه بسرعة كي لا ينتبه لصوت ضحكات الآخر التي تمنت لو أنها تكسِر فمه بمطرقة.... فتحت الباب ببطئ ثم أغلَقته لِتستدِر و فتحت عينيها على مصرَعِها وهي ترى ذالك العجوز الخرِف يجلِس على سريره الكبير وهو عارٍ كما ولدته أمه العاهرة... أخفت ملامح التقزز لتلغي فكرة قتله بِسُم أحمر الشفاه ... صنعت و بِصعوبة ملامح السعادة على وجهها وهي تقترب منه مما جعل العجوز ميرس ألبانو يقف هو أيضا ويقترب منها ... تكاد تُقسم أن بطنه الكبيرة أخفَت حبة الفاصولياء الموجودة تحتها

"أهلا بِفَرَستي الجديدة ... يبدوا أن العاهرة ميريولينا احظرت سِلعة جديدة "

ضغطت على فكِّها وهي تبتسم له لتسمع صوت من سمّاعتِها

" لم تعودي أفعى المامبا من اليوم أصبحتِ فَرَسة"

لعنته في نفسِها وهي تتوعّد له ثم اعادت انتباهها للذي يقترب منها ويهمس... بينما كل ما انتبهت له هي أسنانه الصفراء .. قصر و مال وجاه و إجرام و بالتالي أسنانه صفراء ... لما لا يخسر القليل من الدولارات على فرشاة أسنان و معجون أسنان ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 09 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

MAMBA_مــــامــبـــاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن