خَارِجَ الزّنزَانة

25 1 4
                                    



يَبدُو الأَمرُ كَما لَو أَنك استَيقَظتَ فِي زِنزانةٍ مُغلقةٍ عَليك، وَفِي جَيبِك قُصَاصة، فِيها جُملةٌ وَاحِدة، بِلُغةٍ لَا تَعرِفها،
تَأمّلتَها وَتمَعّنت النظر فيها،
حينها أَصبَحتَ عَلى يقين أَن هَذه الجُملة هِيَ مُفتاحُ حَياتِك،
هِي مُفتاح الزّنزانة التي أَنتَ فيهَا الآن .

سَوف تَقضي سَنواتٍ في مُحاولةِ فك الجُملةِ حَتّى تَفهمهَا أَخيراً، وَلكن بَعد حين ستُدرِك أَنك أَخطأت، وَأنها كَانت تَعني شيئًا آخر تمامًا.
وَهكذا سَيصبِحُ لَديك جُملتَان، ثُم ثلاثة، وَأربعَة، وَعشرة، حَتّى تَخترِع لُغةً جَديدة.

وَبِهذه اللغة سَتكتُب رِوايةَ حَياتك، ستَكتُب وَتكتُب وَتكتُب لَاهثاً بِلا شُعور، حَتى تَصل مَرحلة الشيخوخة ،
حينها ستُدرك أَخيراً وستُلاحظُ أَن بابَ الزّنزانةِ مفتوح.

سَتخرُج الى العَالمِ تمشيه طُولاً وَعرضاً، تَقفُ فِي ظِلّ شَجرةٍ ضَخمة،
سيَعود بِك الحنِين، وتشتَاق الى تِلك الجُملةِ الوَحيدة،

مِن لِغةٍ لَا تَعرفُها .

تَراتِيل.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن