1. "حياتي"

8 2 2
                                    

انا..
مجرد فتاة قد عاشت حياتها في الجحيم، كل يوم، اتذوق طعم العذاب بشتى اشكاله، كل يوم، انجرح بواسطه الأناس الذين اعيش بينهم، كل يوم، تضح لي اشياء لم اكن اعرفها قط، يزداد ذالك الشعور المخيف في داخلي، احتاج إلي ذالك، يجب عليا ان اطفئ ذالك الشعور السيئ، مع انني لا ازال اريد ان اعيش حياتي، ولكن الامر أصبح مظلما للغاية،المكان اصبح مظلما و مخيفا جدا..

لم اعد اشعر بطعم ايآ من الفرح، المتعة، السعادة، الحياة،قد اختفت جميعها من دون عودة، الشخص الوحيد الذي كان يتحمل العبئ عني، هو ايضا قد اختفي، كان شقيقي الاقرب إلي قلبي، كان بمثابة الأب و الأم، رغم أني اكبره بثلاث سنوات فقط، إلا انه كبر بسرعة و صار يكافح من اجلي، فقط لأسعادي..

حقا انه شخص الاقرب علي قلبي، كل ما اتذكر انني كنت اكرهه عندما يقومان والداي بمدحه لانه الاكثر نباهة عني و انه الطفل النابغه اللذان حلما به، اكرهه بشده، لانه الاكثر ذكاء مني، ذا مظهر حسن، و ثيابه نظيفه، صاحب العقل الذهبي، امقته،وبشده، كل ما اراهم يهتمان به بهذا الشكل يزداد حقدي نحوه..

رغم انه حاول مرارا و تكرارا التقرب مني في الصغر ليظهر لي جانبه الاخوي، إلا انني اتجاهل كل مساعدة منه، يحصل علي كلا من حب و عاطفه و اهتمام إلا انا، كنت بنسبة لهم القطة السوداء التي تجلب النحس لهم،والدتي لم تهتم بي يوما، لا اتذكر يوما قد لمستني فيه او نادت بأسمي، و ابي كذالك، كانت والدتي تنظر إلي كمن كنت سببا في مقتل احد، اما بنسبه لي ابي فلا يعتبرني موجودة في الاصل،..

لم يكن سوا اخي الذي رفضته فقط من دام بجانبي،رغم رفضي له إلا انه لم يستسلم ابدا في كسب محبتي كشقيقة، والان عندما قبلت به قد، رحل..

بعد مرور اسبوعين من وفاة اخي تماما، لم افارق غرفتي ابدا، طالما لا احد يعترف بوجودي في عائلة في اصل، قررت حبس نفسي و تعبير عن حزني اتجاهه بطريقتي، لم اشئ ان يشاركني احد احزاني،في ذلك اليوم كان البيت هادئ جدا، لا يسمع فيه حس جنس من البشر، قررت الخروج و البحث عن أولائك الذين يدعيان انني ابنتهما في اوراق فقط..

و احمد الله انني لم اجد احد في منزل، كنت علي وشك الدخول الي دوره المياه و اخذ حماما دافئا لأرخي فيه عضلات جسدي المتصلبه اثر الجلوس المتواصل في تلك اليالي المألمه، لمحت ورقة موضوعة علي طاولة، فقلت لنفسي لما لا ألقي عليها نظره، ربما يوجد بها شئ مثير لي، ويال خيبة الامل، ظننت بأنها تركَ لي شئ مهما، وانما تركَ فقط ورقه مهترئة بذهابهما الي توكيو لشئ مهم، لم اعطي لامر اي اهتمام بما انهما ابتعدا عني لبعض الوقت..

اخيرا بعض السلام لروحي البائسة، لن استمع إلي تلك الكلمات القاصية التي تخترق قلبي كلأسهم المسمومه، لن اتلقي الضرب من اجل لا شئ، لن اعود لنظر إلي تلك الوجوه التي ترمقني بشمئزاز لبعض الوقت اسبوعين فقط تكفيني للعيش بسلام...

▀▄▀▄▀▄▀

لقد مرت اربع اسابيع، وانا اجلس امام هذا الباب الع*ين انتظرهما، بلا طعام،كل مافي المنزل قد انتهي، اما عن الكهرباء فقط انقطعت منذو الاسبوع الثاني يبدو انهما نسي دفع تكاليفها، لم يتركَ لي ايا من النقود ، لم يقوما حتي بلأتصال بي، في حقيقة بدأت اشعر بالقلق عليهما برغم من انني امقتهما ولكنها و بشكل ما والداي، مهما فعلت فسأظل ابنتهما مهما فعلا بي، لم استطع الاحتمال اكثر فخرجت لألقي نظرت علي صندوق البريد ربما ارسلا رساله او ما شابه، إلتقي بالعمة التي تعيش بجانبنا بصحبة زوجها..

نظرت إليها لوهلة ثم قالت بستغراب واضح :
- يوري! متي عدتم من طوكيو لم الحظ وجودكم هنا مسبقا.
لم افهم كلمة مما قالت لتوها، ماذا تعنين بمتي عدتم من طوكيو، لم استطع فهم شئ:
-لم افهم.
-قال والداك بأنهما قد وجد كلا منهما عملا يناسبهما في العاصمة لتكفل بأبنتهما الوحيدة بعد موت شقيقك، قال ايضا انكم سوف تنتقلون إلي هناك، ن...
التفتت و من دون ان اشعر ، سرت ناحية المنزل ، لم اعد استطيع الاستماع إلي المزيد، قلبي، يكاد ان يتمزق، يائلاهي لم اعد احتمل اكثر من هذا، لقد كان خوفي عليهم بلا فائدة، هنا..

ايقنت انه تم التخلي عني نهائيا، يحاولان التخلي عني بهذه الطريقة، لما لا تقومون بقتلي، ضعا في طعامي سما، او قوما بشنقي، او قتلي بأي شئ ولكن ليس هكذا، ذالك افضل من التخلي عني هنا، الان عرفت، و تأكد بأنني مجرد نكرة..

دموعي التي كنت اردفها ليلا قد جفت، والمشاعر التي تبقت مني قد رحلت، اما أحلامي الورديه قد تلاشت منذو زمن، و بنسبه لقلبي، فلم يعد له قوة لنبض مجددا، و ها انا اليوم قد حسمت امري، لقد وقعت عقدا في المشفي بتبرع بجميع اعضائي للمحاتجين، لطالما كان اخي يحلم بأن يكون طبيبا، وان يساعد الناس، لانه كان يعاني من مرض، وانا اريد فعل شئ من اجله، دقائق و يبدا مفعول المخدر، و اودع حياتي، و اريح روحي المتعبة..

قبل رحيلي وضعت شرطا واحدا، بأن يقومون بحرق قلبي عوضا عن تبرع به،لقد تفاجئ الاطباء من هذا الشرط الغريب، لانني لا ارغب في ان يعاني صاحب هذا القلب بذكريات المحزنه التي يحملها قلبي ، سعيدة بأنني افعل هذا لنفسي، و لأخي..

دون عنوان | Untitledحيث تعيش القصص. اكتشف الآن