حل صباح يوم جديد فتستيقظ ليان بعدما اخترق شعاع الصباح الخافت الذي يأتي من تحت الباب عينيها فتفتحها ببطئ رافضه الشعاع المزعج الذي يخترقها لتضع كفيها على عينيها و هي تعدل نفسها من نومتها المتعبه فتنظر حولها بخوف فالمكان مظلم تماماً رغم الشعاع الذي يعطيه إضاءه مخيفه مع تلوث المكان الممتلئ بفضلات المنزل القديمه و الباقيه فتقف سريعاً ثم تتجه نحو الباب لتطرق عليه بصراخ قائله :
- افتحولي الباب...الله يخليكوا...طلعوني من هنا انا خايفه المكان ضلمه اوي...الحقووني...يا مريم....حد يفتحلي البااااب
فتصرخ مهما تصرخ لم يعاريها اي احدٍ منهم اهتمام فتأتي مريم اليها بنفاذ صبر بعدما غضبت من صوتها المزعج فتقول من خلف الباب :
- هششش...اسكتي بقا صدعتينا مش عارفين نحط لقمه في بوقنا...
لتقول ليان بترجي و بكاء :
- طب افتحلي الباب و انتوا مش هتسمعوا صوتي خالص..اص..اصل المكان هنا ضلمه و مليان حشرات و فيران و مقرف جداً....
لترد عليها بسخريه قائله :
- ههه ده مقامك و سط الكراكيب و القرف ده
لتكمل بنبرة وعيد :
- عشان تفكري بس تيجبي سيرتي او سيرة مامي تاني على لسانك القذر ده...و اصرخي مهما تصرخي ماحدش هيرحمك منا ابداً
ثم تذهب و تتركها وسط بكائها و ترجيها فتقول ليان سريعاً :
- انا...انا اسفه...اسفه بجد...افتحلي الباب و انا ابوس راسك انتي و مرات ابويا...بس بالله عليكي طلعيني من هنا مش عارفه اخد نفسي...المكان خنقه خالص
فلم تلقى اي رد لتفهم سريعاً انها ذهبت و تركتها ترجو لحالها لتطرق على الباب تكراراً بقوه قائله :
- مريم...مريم...حرام عليكوا...طلعوني من هنا...انا خايفه...همووت
لتنزل على الأرض بإستسلام و بكاء قائله :
- هموت...والله هموت... ربنا ينتقم منكوا
ليبدأ صوتها بتلاشي تدريجاً فهي في اشد لحظات حياتها الصعبه عندما لا يكون لك سند ولا احداً يسأل عنك و عن احوالك و ما بك و هكذا بإختصار احداً يهتم بك فمنذ ان فقدت والدتها فقدت الحنان و بعد فقدانها لوالدها فقدت السند و هكذا تكون فقدت الإهتمام حقاً فلا احد سيعوضها هذا الاهتمام خصوصاً داخل هذا البلاء الذي تعيش فيه فتسند رأسها على الباب و هي تنظر الى سقف الغرفه ببكاء و عدم حيله
.............................................
يستيقظ على صوت المنبه فيفتح عينيه ثم يمد يديه ليقفله بنعاس ثم يقوم من الفراش خارجاً من الغرفه قاصداً دورة المياه ليدخلها و يقضي حاجته ثم يخرج منها بعد قليل و يذهب الى غرفته ليرتدي ملابسه السوداء كالعاده و يرش عطرهِ المميز ثم يرتدي حذائه و بعدها يخرج من الغرفه ليتفحصها سريعاً فيجدها واقفه في الشرفه بيديها كوب من المشروبات الساخنه متأمله السماء الصافيه بشرود فيحمحم قليلاً ليقطع شرودها فتلتفت اليه مسرعه قائله :
- الفطار جوه في الم....
ليقاطعها مسرعاً و هو يتجه نحو الباب بتجاهل قائلا :
- هفطر في المكتب
لتلتفت هي الاخرى نحو شرودها بتجاهل قائله :
- ماشي...براحتك
فتقف يديه على مقبضة الباب مستعجباً من ردها يبدو انها متغيره اليوم قليلاً و لما لا بعد حديث امس ليكمل ضغط على المقبضه ثم يفتح الباب و يخرج لتراقبه من الشرفه بعينيها السوادتان حتى يصعد لسيارته و يختفي من امامها لتدخل هي من الشرفه سريعاً و تأخذ هاتفها و تخرج من المنزل خلفه
..........................................
وصل اخيراً عند منزلها بعد صعوبه نظراً لأنه يقع في وسط الحاواري و المنازل القديمه ليركن سيارته امام المنزل ثم ينزل منها و هو يتفحص المكان و المنزل من الخارج ليذهب نحو المنزل ثم يطرق عليه فتفتح له ابنتة زوجة ابيها ليقول سريعاً :
- ممكن ليان
لتشرد قليلاً من هيئته من هذا يا ترى فيبدو عليه الفخامه و الغناء بجانب وسامته و نظرته الشمسيه التي تعطيه وساومه فوق وسامته ليقطع شرودها قائلاً :
- لو سمحتي
لتفيق من شرودها قائله :
- لا مواخذه....أُمر حضرتك
ليقول :
- عايز ليان
لتعوج شفتيها سريعاً بغيظ قائله :
- ليان....هو الموضوع بقا على ليان...
فتكمل سريعاً :
- مش موجوده
فتستغل ليان فرصة رن جرس باب المنزل فيبدو هكذا ان احداً اخر جاء للمنزل فتقف سريعاً ثم تطرق على باب القبو برجاء لعل احد يأتي و ينقذها قائله :
- الحقووني...انا محبوسه....حد يلحقني ارجوكم....
ليلتفت كلاهما نحو مصدر الصوت و لكن كل منهما بمعالم مختلفه هو بإستغراب و هي بخوف لتلفت نحوه مره اخرى سريعاً قائله :
- اي..ايه..دو..دول الجيران...ز..ز..زي ما انت شايف كده البيوت في بعضها
لينظر لها بعدم تصديق ثم يخرج من جيب بذته كارت و يمده اليها قائلاً :
- ده الكارت بتاعي لما تيجي قوللها تكلمني ضروري
لتفعلها ليان مره اخرى بعدما لم تلتقي اي رد فعل فتطرق الباب بقوه اكثر قائله :
- .....الحقوني ...حد يخرجني من هنا....انا محبوسه و خايفه جدا...خرجوني من هنا ارجوكم
ليدفع الباب بيديه سريعاً و بقوه بعدما كانت على وشك اغلاقه ثم يدخل المنزل و هو يتفحصه بتلقائيه لتقول بصوت مرتفع :
- انت مجنون...ايه اللي بتعمله...اطلع بره
فيقول بصوت مرتفع :
- هي فين
- هي مين دي
ليتجاهل سؤالها و يظل يبحث عن مصدر الصوت حتى خرجت والدتها بفزع من صوته قائله :
- حضرتك مين و عايز ايه
- أنا مين مالكيش فيه..اومال عايز ايه فأنا عايز البنت اللي انتوا حبسينها
لتتوتر ثم تقول :
- ل..ليان مش هنا و احنا مش حابسين حد و اتفضل اطلع بره لاطلبلك بوليس النجده....
ليقول بمسالمه :
- اطلبيه...
ثم يلتفت من نحوها و يتفحص غرف المنزل بأكملها حتى وصل الى قبو المنزل ليأتوا اثنتيهم خلفه سريعاً فتقول :
- اطلع بره حضرتك و بلاش مشاكل....
ليقاطعها قائلاً و هو يمد يديه نحوهم :
- المفتاح
- نعم...!
ليكررها بصبر :
- هاتي المفتاح
- لأ مش جايبلك حاجه و اتفضل اطلع بره...حضرتك ماتعرفناش ولا احنا نعرفك و جاي تتهجم علينا في بيتنا ببجاحه كمان
ليتقدم نحوها بغضب قائلاً :
- هو انتوا فعلا مش تعرفوني فهاتوا المفتاح لأحسن اعرفكوا على نفسي و ده مش لمصلحتكوا
ليخافوا كلتاهما و يتشبثوا بأيدي بعض فمن هذا حقاً ليتكلم بكل هذه الثقه و يدخل يتفحص المنزل دون خوف او انذار يا الهي هل يكون شرطياً حقاً ام ماذا فكل هذه الثقه و الغرور لا تأتي من رجل مكانته طبيعيه إلا ان يكون شرطياً او رجلاً له مقام و في الجهه الاخرى تصدم ليان بعدما القت على مسامعها صوته فهذا الصوت الوحيد الذي لم تنساه بتاتاً فمن جاء به الى هنا و لما جاء اساساً ليقطع شرودهم ثلاثيتهم قائلاً بغضب و صوت مرتفع :
- المفتاح
لتلفت مريم سريعاً ثم تأخذ المفتاح من تحت السجاده المفروشه ثم تعطيه اليه بخوف و توتر ليأخذه من يديها بغضب ثم يفتح لها الباب لينظر لها بتعجب بعدما انتظرها حتى تخرج فهي واقفه مكانها لم تتحرك شبراً واحداً رغم فتحه لها الباب فعتقد انها سوف تجري للخارج بلهفه و ارتيارح و لكن كان اعتقاده عكس ذلك فنظر الي قذارة المكان ثم تقدم نحوها بحذر قائلاً :
- واقفه ليه مكانك...تعالى اطلعي
لترجع الى الخلف بصدمه لتقول فجأه بهستريه :
- انت ايه اللي جابك هنا....و عرفت مكاني منين
- اطلعي من هنا الاول و نتكلم بره
- جاي تذلني بعد اللي عملته فيا...خلاص هدفعلك فلوسك بالمليم...ولا انتوا اللي زيكوا لازم تيجوا تشوفوا ذلكوا بنفسكوا و انتوا بتدوسوا على رقابنا
ليحاول اي يهدئ من روعها مراراً و لكنها دخلت في بكاء مريب متذكره ما حدث معاها بسببه و ما ستعيشه بعد لتكمل بهستريه :
- عايز مني ايه تاني بقا...كفايه حراام عليك بقا...سيبني في حالي و لا انت جاي تعرفني بنفسك على اللي عملته في....
- خلاااص بقا...اهدي
ليقولها بصوت مرتفع بعدما وضع كفيه على فمها كاتماً صوتها ليتخلص من هستريتها و كلامها الذي لا معنى له فتنظر له بعينين مفتوحيْن بصدمه خوفاً منه و من رد فعله السريع الغير متوقع ليظل ينظر لها داخل عينيها حتى تهدأ ثم يقول :
- اهدي...اهدي كده و روحي اغسلي وشك و غيري هدومك....انا مستنيكي بره
لتهز رأسها بالإيجاب و لم تنطق بكلمه ليرفع كفيه من على فمها ثم ينظر اليها نظره سريعه و يخرج الى الخارج لتأخذ هي نفساً عميقاً اخيراً و تخرج خلفه سريعاً الى غرفتها دون ان تلتفت اليهم ايضاً
.......................................
ظلت تتجول في شوارع القاهره بحريه و إبتسامه و هي لا تدري بأن الوقت قد سرق تخرج من متجر تدخل غيره فوراً لتذهل بمعالم و الأوضاع الذي تراها فالإنفتاح و طريقة معيشتهم لا تبدو مثلهم بتاتاً هنا حريه اكثر عكس معيشتها سابقاً التي كانت لا تخلوا من التحكم و الظلم و الذل فاخيراً شعرت ان الحياه اعطتها الحريه و لو مره واحده لتعيش لحظتها بإستمتاع و وجه لا يخلوا من الإبتسامه لتلمح فوراً متجر ملابس مكتوب عليه ( مطلوب آنسات للعمل ) لتبتسم فوق ابتاسماتها واضعه كفيها على فمها بعدم تصديق فعندما تبتسم لك الحياه تبتسم لك من جميع الطرق فتدخل حياة المتجر بتفاؤل قائله :
- السلام عليكم...كنت بسأل عن الشغل المعروض
- اتفضلي حضرتك
فتنظر حولها بتوتر ثم تجلس على الكرسي مقابلها و تضع حقيبتها على قدميها بإمساك فهي اول مره تخوض تجربه كهذه فلم تعرف كثيراً عن بيئة العمل و ما يدور بداخلها فيقطع الرجل توترها قائلاً :
- اسمك ايه ؟
فتبلع لعابها ثم ترد :
- حياة....
- حضرتك عندك كام سنه
- 20
- 20 !؟....اشتغلتي قبل كده
- لأ
- اول مره ليكي شغل يعني....
لتهز له رأسها بالإيجاب دون النطق
- بتدرسي
- اه
- في كلية ايه
- ليسه مادخلتش الكليه...بس ان شاء الله هتدخلها السنادي
- تمام...مافيش مشكله كده كده شغلتنا مش محتاجه بس محتاجه تفنن.....هل انتي قادره على ده
فترد سريعاً :
- اه...اه.....اكيد...ان شاء اكون عند حسن ظن حضرتك
- تمام...هنشوف...المرتب هيبقا 2500 مبدأياً لو طلعتي اداء في الشغل هيزيد
لتنبهر من المرتب المعروض عليها و هي في قمة سعادتها فهي لم تتخيل قط ان تحمل بيديها مبلغاً كهذا هو يبدو قليلاً و لكن بالنسبه لها كبيراً و ايضاً قابل لزياده فتقول بسعاده و تلعثم :
- موافقه...موافقه....ها هبدأ امتى
ليبتسم الرجل عليها بتلقائيه و من رد فعلها فيقول :
- استنى...ليسه مش الوقتي
ليهزم سعادتها سريعاً فتقول :
- يعني ايه...
- يعني ليسه هناخد عنك تفاصيل اكتر و احنا بقا نكلمك اذا كان كنتي مناسبه او لأ عشان في ناس جايين قبلك فإحنا هنشوف الافضليه و نكلمكوا
- اممم...ماشي
- حضرتك ساكنه فين
لتتفاجئ من سؤاله فهي لا تعلم حقاً اين هي تسكن لتنظر حولها بحيره و تساؤل و اول سؤال جاء في عقلها كيف ستذهب الى المنزل ولم تدري اين هي ايضاً ليخترق صوته تفكيرها قائلاً بسخريه :
- انتي نسيتي و لا ايه
فترد بتلعثم :
- اصل..اصل انا مش من هنا و الصراحه انا معرفش انا عايشه فين
- امممم...طب ممكن رقم تلفيونك
لتصم بنفس الحيره فرقم هاتفها لا تعلمه فليث جاء بالهاتف و وضع داخله الشريحه و اعطاه لها بعدما سجل رقمه عليه ليأتي في عقلها فكره عابره فتخرج هاتفها و تعطي له رقم ليث فيقول :
- تمام....ان شاء الله لو حصل نصيب هنكلمك
فتقف سريعاً ثم تشكره و تخرج من المتجر بسعاده متمنيه ان يقبلوها في العمل
.......................................
ذهبت اليه سريعاً بعدما ادركته من هيئة سيارته لتطرق على نافذة السياره بتأفف فيفتح النافذه قائلاً :
- اركبي
لتقول بتذمر :
- لأ مش راكبه انت عايز الناس تقول عليا ايه و بعدين انت ايه اللي جابك اصلا
فيقول بسخريه و نفاذ صبر :
- اركبي انا مش فاضي للكلام الفاضي بتاعك ده
لتأفف ثم تركب قائله :
- عايز ايه
ليدخل في الموضوع سريعاً قائلاً :
- عندي عرض ليكي....
فتقول بتساؤل :
- عرض ليا...
- تقولي مين اللي زقك عليا و انا هتنازل على القضيه وكإن شيئا لم يكن و ده الكارت بتاعي و فكري براحتك
لتلمع عينيها فجأه و هي تأخذ الكارت من بين يديه بتردد ثم تنطفئ هذه اللمعه سريعاً بعدما تذكرت كلامه و الوصلات التي مضت عليها فتقول بتأفف :
- يووه بقا...ميت مره اقولك محدش زقني و معنديش حاجه اقولها و فلوسك راجعالك سيبني في حالي بقا...
ثم تفتح باب السياره سريعاً لتنزل منها فترى ان باب السياره مغلق بإحكام لتنظر له قائله بسخريه :
- ممكن تفتحلي الباب عشان وقت سليم بيه الثمين ما يضعش على الفاضي....
ليسحبها من احدى زراعيها بغضب و هو يقربها اليه و ينظر في عينيها بوعيد قائلاً :
- بقولك ايه...ما تلعبيش معايا و تتذاكي عليا انا بذات انا مش عايز احطك في دماغي اكتر ما انا حطك عشان و ايماناتي انتي اللي هتخسري و هتخسري كتير فبلاش انا احسن لك.....
لتنظر له بصدمه و خوف بعدم تصديق مما فعله و نبرة صوته التي اشبه بفحيح الافعي لتقول بتألم :
- انت مجنون...سيب ايدي
ليظل ينظر داخل عينيها بتحدي و وعيد و هو يضغط اكثر بقبضته على زراعها فتهبط دمعه من مقليتها بعدما اشتدت قبضته عليها فتقول بعين دامعه :
- سيب ايدي....بتوجعني
ليفلت زراعها سريعاً بعدما ادرك دمعتيها فتمسك هي زراعها بتألم و هي تنظر له نظرة لوم و خوف لينظر هو الى الفراغ امامه قائلاً :
- انزلي......
فتفتح الباب و تنزل من السياره فينطلق بسياره سريعاً دون النظر اليها على الاقل
.........................................
في المساء رجع ليث منزله ليتفحص المنزل سريعاً بعينيه ليراه خالياً ساكناً ليلتفت نحوها غرفتها سريعاً بنظره ليرى باب غرفتها مفتوحاً و الضوء مغلق بداخله ليبدو انها لم تكن بالمنزل بتاتاً ليكمش حاجبيه بتعجب مفكراً بما قد فعلته لينظر الي ساعته ليراها انها الحاديه عشر ليلاً ليخرج هاتفه بتلقائيه من جيب سرواله و كاد ان يتصل بها ليتراجع مفكراً بعدما تذكر حديثهما امس ليغلق الهاتف محدثاً نفسه بداخله فكل امرئ يتحمل نتائج افعاله اذاً فلتفعل ما تشاء ليذهب الى دورة المياه لينعم بحمام دافئ ليريح تفكيره لينهي بعد لحظات ثم يرتدي ملابس النوم ليذهب الى الفراش و يغلق الضوء مستسلماً لنوم
...............................................
تجاوزت الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل وهي ما زالت تائهه في شوارع القاهره لم تتذكر مكان مكوثهما و لم تدري ماذا تفعل فقد انهيَ شحن هاتفها ليكون اخر نجاه لها بعدما قررت ان تتصل على ليث لتتفاجئ ببطارية هاتفها فصلت تماماً لتجلس على احدى الأرصفه حينها و تبكي فماذا ستفعل الآن يبدو ان ليث محقاً فما قاله و انها تسرعت قليلاً اذاً فلنقل تسرعت كثيراً فكان عليها ان تأخذ هي الخطوه بعدما تتقن الشوارع و تتعرف على اهلها جيدا لكي لا تضع في مثل هذا الموقف لتضم زراعيها حول نفسها من شدة البروده ببكاء و قلة حيله لتقف سياره من القرب منها و تنزل منها سيده أربعنيه يبدو عليها القلق لتتقرب منها قائله بحذر :
- مالك يا بنتي و ايه اللي مقعدك في الشارع كده لحد الوقتي الدنيا برد
لتقول ببكاء :
- انا تايهه و مش عارفه انا فين
- طب تعالي اما اوصلك مكان ما انتي عايزه
ليشدت بكائها قائله :
- ما انا مش عارفه عنوان البيت
لتقول السيده بتساؤل:
- هو انتي جديده في القاهره
- ااه
- جايه لوحدك و لا معاكي حد
لتقول مفكره :
- معايا اخويا الكبير
- طب اتصلي عليه يا حبيبتي زمانه قلقان عليكي
- مش حافظه رقمه و الموبايل بتاعي فصل
لتقول السيده سريعاً :
- انا معايا شاحن في العربيه هاتي اما اشحنهولك
لتدخل حياة كفها سريعاً في جيب ثوبها و تخرج هاتفها و تعطيه اليها بلهفه فتأخذه السيده و تضعه في الشاحن داخل السياره لتنتظره لحظات ثم يفتح الهاتف لتأخذه فوراً و تتصل على ليث ليرد ليث بعد لحظات بنعاس قائلاً :
- الوو
لترد ببكاء :
- ايوه...انا حياة
ليعدل سريعاً من نومته و ينظر الى الساعه ثم يقول :
- مالك في ايه
- اا..انا تايهه...و مش عارفه...اانا فين
- تايهه...ازاي يعني
- م..م..مش عارفه انا فين
ليقول بغضب :
- انتي مجنونه...جايه الساعه 1 بليل و تقوليلي انا تايهه كنتي فين قبل كده
لتزيد في بكائها قائله :
- بتزعق ليه الوقتي طيب...بدل اما تقولي انتي فين بتزعقلي
- بزعق ليه...انتي شايفه تصرفك ده طبيعي ولا انتي بتدلعي
ثم يكمل بقلة صبر :
- حوالينك ايه اي علامه عشان اعرف اوصلك
- هديلك طنط تقولك انا فين
ثم تعطي لسيده الهاتف لتأخذه منها قائله :
- هي في(.........)
- تمام ...ممكن متسبهاش غير لما اجي
- حاضر يا ابني
ليغلق الهاتف ثم يقوم من الفراش سريعاً و يغير ملابسه و يأخذ مفاتيحه و يذهب ليكون بعد دقائق امامها لينزل من السياره ثم يتقدم نحوها قائلاً بجمود :
- اركبي
لتقف سريعاً بخوف من هيئته ثم تذهب الى السياره و تركب ليلتفت اتجاه السيده و يشكرها ثم يذهب هو الآخر و يركب السياره و ينطلق لتظل تنظر اليه بصمت و هي خائفه فما سيحدث بعد ذلك لتبدأ الحديث بتردد قائله :
- اا..انا
ليقاطعها بجمود قائلاً :
- اسكتي...عشان لو اتكلمنا الوقتي هقول كلامك يزعلك وانا عايز الليله تعدي وياريت تساعدني ع ده
لتنظر له ببكاء من رد فعله ثم تنظر امامها الى الفراغ بصمت ليصلوا اخيراً الى المنزل لينزل من السياره دون إعطائها اي اهتمام لتنزل هي خلفه و هي مازالت في صمتها لتهبط سريعاً الى الأرض بصراخ بعدما القى على مسامعها صوت اطلاق رصاص ليلتفت سريعاً ليرى سياره سوداء خارج منها رجلين ملثمين حاملين مسدساً و يطلقون الرصاص عليهما ليركض نحوها بقلق و يسحبها اتجاه السياره لتكون مخبأ لهما ثم يفتحها و يخرج منها مسدساً و يصوبه نحو السياره بعشوائيه و يطلق هو الآخر الرصاص و هو يعلو و يهبط وسط صراختها لإطلاق الرصاص لتضع كفيها على اذنيها و تغلق عينيها بخوف لتفتح عينيها سريعاً بعدما سقط ليث بجانبها اثر رصاصه عابره بجانبه اخترقت احدى زراعيه و لكنها اصابه سطحيه لتقول بلهفه :
- ل..ليث .....انت كويس...د.د.راعك بيجيب دم....
ليتاجهلها ثم يعلوا مرة اخرى و هو ما زال يطلق الرصاص لتضم قدميها اليها بخوف و صراخ و لهفة على ليث الذي ينزف و خوفها من ان يصيبهما مكروه لنتطلق السياره السوداء بعد لحظات راكضه بعدما افرغت الرصاص لديها ليهبط ليث سريعاً نحو حياة مطمئناً :
- انتي كويسه ؟!
لتفتح عينيها سريعاً و هي تنظر نحوها لتجد صوت اطلاق الرصاص قد هدأ و ان الأمور على ما يرام لترتمي في احضان ليث بتلقائيه ليتفاجئ ليث و هو يتراجع قليلاً اثر شدة الإرتطام به لتقول بهسترية بكاء و خوف :
- ايه اللي كان بيحصل ده....مين دول...و عايزين ايه...ااا...انا اسفه...اسفه بجد...انا السبب في اللي حصل...بس والله مش كان قصدي غصب عني والله.... مش هنزل تاني غير لما اقولك ... أنااا ..أنااا
لتقطع كلماتها و تبتعد عنه سريعاً قائله بلهفه و هي تمسك زراعه المصاب قائله :
- يا نهار ابيض انا نسيت خالص انت بتنزف..لازم نروح المستش...
ليقاطعها فجأه قائلاً :
- ممكن تهدى
لتظل بهستريتها قائله :
- اهدى ازاي دراعك بيجيب دم لازم نرو...
ليقاطعها مره اخرى بصراخ قائلاً :
- خلاص بقا...ممكن تهدي..اهدي
لتهدئ من روعها قليلاً و هي تنظر اليه نظرة ندم بصمت فيقول :
- انتي كويسه..حصلك حاجه
لتقول ببكاء :
- ايوه كويسه..بس انت...انت اللي مش كويس لازم نروح المستشفى دراعك بيجيب دم
- لأ مش لازم..انا كويس
- كويس ازاي..انت مش شايف دراعك عامل ازاي..ما ينفعش...غلط...لازم نروح المستشفى عشان نوقف الدم ده
-انا ادرى بنفسي يا حياة...و ياريت نطلع بقا فوق عشان الناس عماله تتفرج علينا
لتنظر حولهما بتلقائيه لتجد ان قليلاً من الجيران يشاهدهم من الشرفه لتترك زراعه و تبتعد عنه سريعاً ليقول بعدم اهتمام :
- يلا
ليتركها تتقدم امامه ثم يذهب خلفها حتى وصلوا الى المنزل ليخرج مفتاح المنزل من جيب سرواله ثم يتقدم لفتح الباب ليدخل هو اولاً بلا مبالاه و هي خلفه لتقول بقلق و هو يتقدم نحو غرفته :
- م..ممكن اساعدك
ليلتفت اليها قائلاً :
- تساعديني في ايه
- فف..في تعقيم الجرح ده
لتسحبه من زراعه فوراً قبل ان يتفوه بكلمه و تأخذه نحو الأريكه ثم تجلسه عليها بهدوء وسط أنظاره المتعجبه منها لتذهب لإحضار علبة الإسعافات الأولية ثم تأتي و تجلس بجانبه لينظر لها بثبات و هي تنظر له بتردد ثم تمد كفها نحو ازرار قميصه اخيراً لتفتحه له ليبادر هو مسرعاً و يفتحه لنفسهِ لتتراجع بحرج و هي تفتح علبة الاسعافات الاوليه و تخرج منها الادوات اللازمه ليفصل قميصه عنه بتاتاً ليظل جالساً عاري الصدر أمامها ينظر اليها بثبات منتظراً فما ستفعله لتنظر له بخجل و تردد ثم تضع القطنه على زراعيه المصاب لإزالة بقايا الدم ليظل هو ينظر اليها بصمت مركزاً على حركاتها بإمعان ليكسوها الخجل و هي تبلع لعابها بتوتر تريد الهرب من نظراته الصامته اليها و تلعن نفسها بداخلها انها قدمت اليه اقتراح المساعده ظناً منها انه سيرفض كعادته فلم تعلم انها ستكون بهذه الصعوبه حقاً و لكن شيئاً بداخلها احسها بذنب اتجاهه لتظل تطهر له اصابته تحت نظراته القاتله ليريح ظهره و رأسه على الأريكه أخيراً مغمضاً عينيه تاركاً لها تفعل ما تشاء بإصابته لترفع نظرها نحوه سريعاً متأمله إسترخائه الهادي و عينيه الحادتان المغلقان ليقطع تأملها صوت طرق الباب المزعج ليفتح ليث عينيه سريعاً و هو يعتدل في جلسته و ينظروا كلاهما نحو باب المنزل بفزع و قلق ليسحب زراعيه المصاب من بين كفيها و هو يأخذ مسدسه و هي تنظر له بخوف ليذهب نحو باب المنزل بترقب شديد ثم يقول متسائلاً:
- مين ؟؟!
ليأتيه الرد سريعاً :
- انا معتز يا ليث باشا
ليتنهد ثم ينظر لها بإطمئنان و يفتح باب المنزل ليلقي معتز عليه التحيه ثم يقول :
- جالنا بلاغ ان في ضرب نار في المنطقه عندك و خصوصاً تحت بيتك...انت كويس؟
ليرد ببرود :
- ااه كويس...
لتتقدم حياة نحوهما سريعاً ثم تقول :
- ايوه الضرب النار ده كان علينا و ليث بيه اتصاب في دراعه
لينظر لها ليث بغضب لتدخلها فيما لا يعنيها لينظر معتز لليث بتساؤل قائلاً :
- ليث باشا...انت متأكد انك كويس
ليتنهد ليث بصبر ثم يضع زراعه على اصابته قائلاً :
- ايوه متأكد..محتاج بس راحه
ليلقي عليه معتز التحيه ثم يغادر معتذراً عن الازعاج ليغلق ليث خلفه باب المنزل ثم يتجه نحو حياة بغضب و يمسكها من احدى زراعيها ثم يلصقها بأقرب حائط بجانبهما قائلاً :
- انت بتتدخلي في اللي مالكيش فيه ليه
لتتوتر قائله :
- اا..انا بس كنت خاي...
ليقاطعها سريعاً :
- كنتي؟!...كنتي ايه...انا بس عايز افهمك اوعي قعدتك هنا تأثر عليكي بس و تهيألك انك ممكن تخافي عليا اكتر من نفسي و ميت مره اقولك ما تدخليش في اللي مالكيش فيه
ثم يقترب نحوها اكثر قائلاً بخفوت :
- و ياريت اللي حصلك انهارده يعلمك انك ما تصرفيش من دماغك تاني
لتنظر له بعينين متوتره و هي تنظر الي مفاتنيه البارزه ثم ترفع عينيها اليه و هي تبلع لعابها بتوتر من تقربه الزائد اليها خصوصا و هو عاري الصدر هكذا لتقول :
- هو....ايه....الحصل....
- معقوله نسيتي بسرعه دي و لا بتستهبلي...بصي انا مش هحاسبك..انتي حره...اعملي اللي انتي عايزه...و انك بما واثقه في نفسك كده ما تدخلنيش في مشاكلك في الأخر
لتقول بعدم فهم :
- يعني ايه
- يعني اللي فهمتيه...انا مش مستعد ادخل نفسي في مشاكل بسببك تاني لمجرد انك مابتسمعيش كلامي و مفكراني اني بقيدلك حريتك..فإنتي حره
لتمتلئ عينيها بدموع ثم تقول :
- ماشي...
لينظر لها بصمت و هي كذلك تبادله نفس النظره دون تحدث ليظلوا ينظرون الى بعضهم ليترك ليث زراعها بعد لحظات فجأه لتبتعد هي عنه بهدوء ثم تتخطاه و تذهب الى غرفتها فوراً ليتنهد ثم يذهب هو الآخر الى غرفته
...............................................
في الصباح استيقظت ليان على صوت زوجة ابيها المزعج بعدما نامت ليلة امس بصعوبه لتفكيرها في حديث سليم و العرض الذي عرضه عليها لتتأفف من حالها ثم تضع احدى كفيها تحت وسادتها لتأخذ الكارت الذي اعطاه لها امس لتنظر له بتردد و تفكير هل هي هكذا ستفعل ما هو صحيح ام ستضع نفسها في مشاكل اكثر و لكن يبدو على سيلم الكيلاني هذا انه لا مزاح في تهديداته و هي تدري تماماً بما فعله بها و من الناحيه الاخرى خوفها من المعلم......و الإيصالات التى مضت عليهم و لكن ماذا..؟! فسليم هذا سيخلصها منه فيبدو سلطته اقوى بكثير من المعلم....لتتوتر فجأه بعدما تخيلت انها داخل السجن بسبب تلك الإيصالات او بالاحرى انها لم تسطيع تسديد ديونها لهذا اللذي يسمى سليم لتسجل الرقم سريعاً ثم تتصل عليه بتردد بعد طول تفكير ليأتي لها الرد قائلاً :
- كنت متأكد انك هتتصلي
لتضم ليان حاجبيها بإستغراب من أين يدري برقم هاتفها فهي لم تتفوه ببث شفه بعد ليعلم صوتها فهو جاء الى منزلها فمن الطبيعي ان يأتي برقم هاتفها بسهوله ليكمل بثقه دون ان يعطيها فرصه لتحدث قائلاً :
-.... صدقيني انتي كده عملتي الصح...العنوان في نفس الكارت اللي جيبتي منه الرقم....هستناكي تجيلي المكتب حالاً
لتعترض قائله :
- لأ...لأ مش عايزه اجي المكتب..آ..آ..انا عايزه اقابلك في حته بره بعيداً عن المكتب خالص
ليتعجب من مطلبها ثم يقول :
- مش فارقه معايا نتقابل فين....اهم حاجه اللي يخصني عندك
ليكمل مردفاً :
- انهارده بليل الساعه 9 على اللوكيشن اللي هبعتهولك
ثم يغلق المكالمه دون ان تتفوه بكلمه لترمي الهاتف على الفراش بتتأفف قائله :
- انا كده مش عارفه اللي عملته ده صح ولا غلط...ربنا يستر
لتنتبه سريعاً الى الرساله الالكترونيه التى آتتها فوراً لتمسك هاتفها من جديد و تفتح الرساله لتضم حاجبيها بتعجب قائله:
- ايه المكان ده...ده بعيد اوي....
لتتنهد بصبر ثم تقول :
- مش مهم اهو يوم و هيعدي و ان شاء الله مش اشوف وشه تاني
ثم تقوم من على الفراش بهدوء الى الخارج ذاهبه الى دورة المياه لكي لا تختلط بزوجة ابيها او ابنتها بعدما هربت من اسئلتهم ليلة امس بصعوبه
...................................................
تستيقظ حياة بفزع بعدما جاء في مخيلتها حادثة امس لتنظر الى ساعتها ثم تقوم من الفراش مسرعه لتغير ملابسها ثم تخرج الى الخارج سريعاً لترى غرفته خاليه لتتفوه بإسمه مناديه :
- ليث...ليث بيه
لتظل تبحث عليه في ارجاء المنزل و لكن دون جدوه لتراه اخيراً يدلف الى المنزل فيبدو عليه انه كان يمارس الرياضه فملابسه الرياضيه و قطرات العرق المتصببه على جبينه تدل على ذلك لتصمت قليلاً من هيئته الجاذبه بملابسه الرياضيه و الشعره الفحمي المبتل أثر العرق اثناء ممارسته الرياضه الذي يسقط على جيبنه بطريقه عشوائيه جاذبه لتزيده وسامه فوق وسامته ليتعجب منها فهي تبدو كالبلهاء بوقفتها و هي تنظر اليه بصمت ليتخطاها سريعاً بعدم اهتمام قاصداً الذهاب الى دورة المياه لترمش عدة رمشات بعدما ايقنت بالفارغ الذي امامها لتلتفت اليه سريعاً قائله :
- ليث بيه...
ليقف بعد سماعها قائلا :
- نعم
لتقترب اليه بتردد لتجد نفسها تقول :
- ممكن اعرف كنت فين ؟!
ليضم حاجبيه بتعجب من سؤالها ما بها هذه البلهاء فمن تكون حتى تسأله هكذا سؤال فيبدو ان حادثة امس أثرت على عقلها تماماً ليقفل باب دورة المياه بقلة صبر سريعاً دون ان يعطي لها جواب على سؤالها لتغلق عينيها سريعاً من الصدمه بسبب رد فعله فهو اغلق الباب في وجهها لتو لتلوم نفسها فما شأنها حقاً أين كان او من أين جاء فكان رد فعله متوقع جداً منه لتتأفف من نفسها ثم تذهب سريعاً الى المطبخ لتحضر وجبة الإفطار لينعم هو بحمام بارد ثم يخرج و هو يلف منشفه حول خصره فقط و يذهب الى غرفته ليرتدى ملابسه السوداء المعتاده ثم يخرج الى الخارج لتوقفه حياة بلهفه قائله :
- انت رايح فين؟
ليلتفت اليها دون ان يتحدث لتقول بتوتر :
- قققصدي يعني مش هتفطر آ..آ..انا حضرت الفطار
ليقترب منها بصمت و عينيه يشع منها التساؤؤل لتراقب اقترابه بتوتر و هي واقفه بثبات ليقف امامها اخيراً ثم يقرب وجهه من وجهها قائلاً :
- هاتي من الأخر....عايزه ايه
لتفرك كفيها بتوتر قائله :
- م..م..مش عايزه حاجه....
ليلتفت سريعاً قائلاً بخبث و هو يعلم انها كاذبه :
- طيب...براحتك
لتهم بلهفه و تأتي امامه مسرعه لكي تعوق طريقه ليبتسم ابتسامه جانبيه على ثغره بتلقائيه قائلاً :
- هاا..
لتتعجب بداخلها اهو حقاً ابتسم ام كان مجرد تخيل فكم كانت ابتسامته جاذبه حتى لو لم تدوم طويلاً لترمش عدة رمشات لتفيق من داخلها قائله :
- ققصدي كنت عايزه اقولك حاجه...
ثم تكمل حديثها بتوتر قائله :
- كنت بقترح تاخد اجازه من الشغل
ليضم حاجبيه بتعجب قائلاً :
- ليه ؟!
- عشان.....عشان ايديك.....استريح اسبوعين كده و لا حاجه....
ليقول بجفاء :
- مش فاهم
لتتنهد ثم تقول :
- بصراحه....انا خايفه عليك و من الحصل امبارح و اللي عايز يقتلك ده....انا معرفوش و مش عايزه اعرفه و اي كان السبب...حساك في خطر
- انا ما بخافش....و اللي عنده يعمله
- عارفه و الله انك مش بتخاف...و انك تقدر تواجهم لوحدك.....بس بردو ناخد بلأسباب و الله اعلم ممكن يحصل ايه
- حياة.....انتي بتتكلمي في كلام فاضي و مالهوش لازمه
لتنفعل قائله :
- ليه فاضي و مالهوش لازمه.....هو انا عشان خايفه عليك بقا كلام فاضي و مالهوش لازمه
ثم تتنهد مكمله :
- ليث بيه.....انا عايزه افهم انت مش خايف على نفسك..... مش خايف ان الناس اللي بيحبوك ممكن يخسروك فجأه كده و من غير اي اسباب
لينظر لها بصمت و لم يرد عليها لتكمل :
- ليث بيه.....انا الصراحه مش عارفه هعمل ايه من غيرك لو حصلك حاجه
فيبتسم بسمة سخريه قائلاً :
- قولي كده بقا...ان انتي مش عارفه هتعملي ايه من غيري....مش خايفه عليا
ثم يذهب من امامها بتجاهل لتقول بغضب :
- ....باقيت انا الوقتي المصلحجيه عشان خايفه عليك وبعدين انا مش قصدي ماتفسرش كلامي ع مزاجك
ليلتفت اليها فجأه و يتقدم نحوها قائلاً بهدوء عكس ما يدور في داخله بسبب غضبها عليه:
- انتي مش خايفه عليا انتي خايفه على نفسك و اظن اني قولتهالك قبل كده انتي مش هتخافي عليا اكتر من نفسي...انتهى الكلام
ليذهب من امامها فوراً دون ان يعطي لها فرصه لحديث لتأتي خلفه سريعاً قائله بإصرار :
- ليث بي.....
فيقطع جملتها جرس باب المنزل ليتركها ثم يذهب نحو الباب و يفتحه لتجد سيده يبدو عليها في أواخر العشرينات واقفه امامه وتقول بلهفه سريعاً:
- ليث....طمني عليك...انت كويس...بقالي كام يوم مش في البيت و اول ما جيت قالولي على اللي حصلك اتخضيت عليك جامد قولت لازم اجاي اشوفك.....طمني عليك...مين دول و عايزين منك ايه.....لازم تروح تعمل محضر و تعرف مين دول و ايه اللي يخليهم يعملوا كده...اه....هو يعني عندنا كم ليث باشا....
لينظر اليها بصمت و ملل و لم يرد لتقاطعها حياة فجأه من نوبة الحديث التي دخلت فيها قائله :
- انتي ممكن تاخدي نفسك و تكملي كلامك على فكره
لتعوج شفتيها قائله :
- تصدقي ماخدش بالي منك....مين دي؟! ...اختك ؟
ليتجاهل سؤالها قائلاً :
- عايزه ايه يا نادين ؟
لتقول بتمايل و هي تمسك يده بتلقائيه :
- كنت عايزه اطمن عليك
- انا كويس.....
-قول والله
ليقول بإستنكار :
- نعم
لترد حياة سريعاً وهي تشعر بالضيق بسبب تملل الأخرى عليه قائله:
- هو كويس بس محتاج يستريح شويه ممكن ؟؟!
لتنظر لها بغيظ قائله :
- اه ممكن....
ثم تلتفت نحوه مكمله :
- لو احتجت اي حاجه...انا موجوده....و ابقا طمني عليك على طول و ماتسبنيش قلقانه عليك كده.....يلا سلام..و الف سلامه عليك تاني
فتنظر الى حياة و تتأملها من رأسها الى اخمص قدميها ثم تذهب من امامهما ليقفل باب المنزل ثم يدخل الى الداخل لتذهب حياة خلفه قائله بتساؤل :
- هي مين دي ؟
ليرد عليها بلامبالاه قائلاً :
- جارتي
لتقول بتردد :
- و...و هي جايه تطمن عليك بناءاً على ايه؟
- لو يهمك.....روحي اسئليها
لتشعر حياة بالإحراج فما شأنها فما تكون كما تكون او تأتي لتطمئن عليه لأي سبب كان فما شأنها حقاً لتغير الموضوع بإحراج قائله :
- طب ممكن تفكر في قولتهولك عشان بجد انا مش مطمنه
- انا قولت انتهى الكلام و الموضوع ده مش عايزه يتفتح تاني
لتذهب من امامه بضيق و تذمر فهي لا تريد ان تدخل معه في جدال لأنها تعلم تماماً انه هو الذي سيخرج منه منصراً لأن كلمته هي التي ستحدث في الأخير او على الاقل سيقول لها كلمه سيجرحها بها كعادته
.......................................
في المساء وصلت ليان الى المكان التى وصفه لها بعد معاناه فهي لم تتخيل انه سيكون بعيد لهذه الدرجه او حتى انه سيكون بهذا الشكل فهو يعتبر في وسط ارض صحراء بعيده عن المدينه قليلاً لتتأفف قائله :
- هو ايه المكان اللي يجيبني فيه ده
فتدخل المكان بحظر ثم تجلس على اول طاوله فارغه مقابلها فتلتفت يميناً و يساراً متفحصه بشاعة المكان فما هذا حقاً ماذا يظن نفسه ليأتي بها مكان مثل هذا لتنظر الى ساعتها فتجدها انها مازالت التاسعه إلا الربع لتضم حقيبتها نحوها و تنتظره فمر الوقت عليها كأنه ساعتين او اكثر فيأتي سليم على الوقت تماماً ليذهب نحوها ثم يجلس مقابلها دون اي كلمه لتتفاجئ به من وسط شرودها ببذته السوداء و مظهره الوسيم الخلاب لتظل صامته ثواني ثم تقول فجأه :
- هو انا ممكن اعرف ايه المكان اللي انت جايبني عليه ده
ليقول ببرود و سخريه :
- مش انتي مش عايزه تيجي المكتب عشان خايفه لتنكشفي ولا حاجه...فجبتك بعيد عن الانظار اهوو....فإنتي المفروض تشكريني
لتقول بإنفعال :
- اشكرك على ايه و خايفه من مين...مش كفايه اللي انت عملته فيا.....
ثم تهدى مكمله :
- تصدق كنت مفكراك ذوق اكتر من كده
- هو حد قالك اني جايبك احققلك احلامك....ولا انتي نسيتي انا عرفتك فين
لتنحرج من جملته الاخيره فتنظر له و تظل صامته فهي ليس لديها كلام لترد عليه به فهو نوعاً ما محق فيقول سريعاً :
- قولي اللي عندك عشان تمشي من المكان اللي مش عجبك ده.....
فتتنهد ثم تقول سريعاً من غير تفكير :
- المعلم حمدب
ليرد بتفاجئ:
- حمدي...صاحب البار
- ايوه هو ده.....هو اللي قالي اعمل في عربيتك كده و انا رفضت في الاول و هو اللي صمم و هددني
- هددك!...هددك بإيه؟!
لتصمت ثواني ثم تقول :
- انا كنت واخده منه سلفه عشان مصاريف كليتي و خالني قدامها امضي على وصلات امانه و قالي لو جيبتي سيرتي في حاجه هوديكي في ستين داهيه..عشان كده بيستعملني في راحه و الجايه
- طب هو ايه اللي يخليه يعمل كده.....و انا و هو مافيش بينا اي عداوه
- معرفش.....
فينظر لها نظرة شك فتقول و هي تبتلع لعابها :
- معرفش بجد.....معرفش حاجه تانيه
ليسند براحه على الكرسي قائلاً ببرود :
- ماشي......
فتقول بتردد:
- هو انت هتعمل معاه ايه.....
- لأ دي مش بتاعتك بقا
ثم ينظر بوعيد مكملاً :
- اللي هعمله معاه ده حسابي انا
ثم تقول بتوتر من نبرته :
- اعمل اللى انت عايزه معاه مايهمنيش اللي يهمني انك ماتجيبش سيرتي في حاجه و تحمني منه زي ماوعدتني
فيقول بسخريه :
- احميكي منه!....اللي انا عايزه عرفته...مايخصنيش بقا بالمشاكل اللي بينكوا
فترد بخزي قائله :
- مايخصكش ازااي....مش انت اللي قولتلي قولي اللي عندك و انا اتنازل عن القضيه و...
فيقطع حديثها قائلاً :
- انتي ليسه قايله اهوو...هتنازل عن القضيه و بالفعل هتنازل عليها.....اوماال اللي بينكوا ده انا ماليش دخل فيه....فمش مشكلتي بقا انك بتجري ورا كلامه زي العبيطه
لتتراكم الدموع في عينيها ثم تقول :
- يعني ايه ؟!
ليضع قدم فوق قدم قائلاً :
- يعني انتي فهمتي كلامي غلط.....انا كل اللي هعملهولك اني هتنازلك عن القضيه زي ما وعدتك و مش هحاسبك عشان انا كنت ممكن احاسبك على اللي عملتيه عشان كنتي من ضمن اسباب اذيتي....و مش هقولك بقا ليسه دورك مجاش و استنيه و كده...تؤ تؤ.....انا هسيبك له...انا اللي عايزه منك....فينيش....و اظن اللي هعمله فيكي مش هيفدني بحاجه و الحاجه اللي مش بتفدني مابدلهاش اهتمام...فهو بقا اللي هيحاسبك....اولاً و قبل اي حاجه عشان الخيانه...و الصراحه عنده حق اصل انا من اشد الصفات اللي بكرها...الخيانه...و على الاقل اللي هيعمله فيكي انا واثق و متأكد اهون من اللي انا كنت هعمله فيكي....و ابقا كده خد حسابي منك....ما انتي عارفه مابسبش حقي عند حد........
لتنزل دموعها اخيراً من مقلتيها فهي الان وسط لحظه من اكثر اللحظات الخزي بنسبه لها فهي اوقعت نفسها بنفسها في مشكله اكبر لتقف فجأه قائله :
- انت واحد واطي
ثم تأخذ كوب الماء من على الطاوله و تسكبه عليه و تذهب من امامه فيقف سريعاً يسحبها من زراعيها بعدما ادرك ما فعلته فتلتصق به من شدة و سرعة سحبه فيقول :
- انتي اتجننتي....ايه اللي عملتيه ده
فتقول وسط بكائها :
- اه اتجنينت....
فيرد عليها و هو يسك على اسنانه قائلاً :
- اعتزري احسن لك...لاحسن قسماً بالله اندمك على اللحظه اللي صورك خيالك تعملي فيها كده.....
لتنظر اليه بإشمئزاز ثم تقول :
- ماتقلقش...انا اللي ندمانه على اللحظه اللي فكرت اجاي و اشوفك فيها و ما اعتقدش ان في لحظه انتن من كده ممكن اندم عليها....
ثم تكمل بسخريه :
- ههه..كنت اعرف انك قليل الذوق بس الظاهر كمان ان امك ما عرفتش تربيك صح و تعلمك ازاي تحس بالبني آدمين.....
ليضغظ على زراعيها بقوه قائلاً :
- لأ انتي كده اللي ظاهر اللي عايزه تتربي...
ليقطع حديثه شاب غير متزن يبدو عليه شرب الكحول تتدخل خلال حديثهم سريعاً و هو يضع كفيه على زراع سليم قائلاً :
- ايه يا باشا...ماينفعش تزعل المزه اللي معاك دي ده حتى كمان دموعها غاليه....ولا ايه ؟
ثم يغمز لها ليلتفت سليم اليه قائلاً بغضب و قلة صبر :
- احترم نفسك و خليك في حالك عشان ما روحش الدماغ الحلوه اللي انت عملها دي زعلانه انهارده
لينفعل الشاب و هو يطقطق على صدر سليم مراراً و تكراراً قائلاً :
- تزعل مين يا نجم....ده انا ازعلك انت و امك
ليلكمه سليم سريعاً بعدما أُفلتت اعصابه تماماً فينقض عليه بغضب عارم فهو يكاد غاضباً منها فأخرجه عليه بكل قوه لتبكي ليان بعدم تصديق ما حدث معها اليوم ثم تترك المكان و تغادر سريعاً تاركه سليم و سط غضبه و انتقاضه على الرجل ليحاولوا باقية الرجال إفلاته منه و لكن محاولات صعبه وسط غضب سليم الكيلاني ليقع الشاب كالجثه الهامده من بين يديه ليتركه بغضب قائلاً :
- ده جزاءة كل واحد يجيب سيرة امي
ثم يخرج نقود من جيب سرواله و يرميها عليه قائلاً :
- روح الحق نفسك...و اشكر ربنا اني سيبتك عايش
ثم يخرج من المكان متجهاً نحو سيارته سريعاً فيصعد بداخلها ثم يقود بأعلى سرعته و هو يتنفس بصعوبه من الغضب فما زالت بداخله شحنة من الغضب لم يخرجها بعد....ليشاهدها اخيراً و هي تمشي هناك ضمه حقيبتها نحو صدرها و تبكي فيتطاير الغضب منه اكثر و يسرع من سرعته ثم يأتي امامها و يقطع عليها الطريق بسيارته فتقف ليان بفزع من فعلته السريعه ثم ينزل من السياره بغضب و يذهب نحوها لتقول ببكاء :
- عايز مني ايه تاني
ليتاجهل سؤالها و يسحبها من زراعها محاولاً ان يركبها السياره قائلاً :
- اركبي العربيه
لتحاول الإفلات من قبضته قائله :
- انت مجنون....سيب ايدي
ليتاجهلها مره اخرى قائلاً بأمر :
- اركبي العربيه...
لتنفعل قائله :
- مش راكبه زفت و سيبني في حالي بقا
ليحملها رغماً عنها ثم يدخلها داخل السياره و هي تصرخ و تعلو في صوتها و لكن دون جدوى فيعتبر الطريق الواقفين فيه شبه معزول ليدخل هو الأخير السياره و ينطلق سريعاً لتقول بحرقه :
- انت عايز مني ايه سيبني في حالى بقا
- دلوقتي مابقاش ينفع اسيبك في حالك....و انتي اللي اختارتي
ثم يكمل بنبرة وعيد :
- صدقيني انتي اللي فتحتي على نفسك نار عمرها ما هتتقفل إلا بآوانها
لتخاف من نبرة صوته فماذا سيفعل بها انه مجنون حقاً و اي شيء متوقع ليفعله بها فتقول بخوف :
- نزلني...لو سمحت..كفايه بقا لحد هنا اللي عايز تعرفه عرفته سيبتي بقا بهمي اللي انت حطتني فيه
- انا بقا هثبتلك ان امي ماعرفتشي تربيني صح...
لتقول ببكاء :
- انت......انت هتعمل ايه.....
ليظل يقود السياره بسرعه و لم يرد عليها لتأتي اليها فكره الى مخيلتها سريعاً و لكن لم تحسبها جيداً لتخرج هاتفها من حقيبتها ثم تتطلب رقم بيد مرتجفه ليسحبه منها سريعاً ثم يرميه من نافذة السياره لتنفعل فيه قائله :
- انت مجنون ...ايه اللي بتعمله ده.....
ليلتفت اليها و عينيه حمراء من الغضب قائلاً بصوت مرتفع :
- مش عايز اسمع صوتك....سامعه
لتتراجع بخوف من هيئته ثم تأخذ حقيبتها و تضمها اليها بتلقائيه و حيره ماذا سيفعل بها حقاً فهي خائفه من هيئته الان اكثر من اخافتها بالذي سيفعله بها لتظل على حالها هكذا فتره قليله من الوقت ليلفت انتباهها المكان الذي جاءوا اليه عندما اوقف السياره فجأه لتلتفت حولها بتفحص ليقول :
- انزلي
لتنفعل قائله :
- مش نازله....ايه اللي انت جايبنا عليه ده
ليتجاهل سؤالها و ينزل من السياره ثم يتجه اليها و يفتح باب السياره الذي بجانبها ويسحبها من يديها لتقاوم هي بصراخ قائله :
- سيبني..سيب ايدي..انت مجنون...ابعد عني
ليتجاهلها تماماً و يظل يسحبها من زراعيها و هي تحاول تدفعه بقوه و صراخ و استغاثه و لكن دون جدوى و ظلوا هكذا حتى وصلوا الى مكان يبدو مهجوراً كلياً من الخارج ففتح بابه ثم يدفعها امامه على الأرض لتمسك معصميها بوجع من أثر قبضته قائله :
- اه...ايدي...
ثم تنظر حولها بتفصح المكان فتكمل بتوتر :
- ايه المكان القذر ده...
فيقاطعها قائلاً بغضب :
- دي جهنمك....
لتقف فجأه و تتقدم نحوه قاصده تخطيه لتخرج من الباب قائله :
- ايه الهبل ده....انت باين عليك اتجنينت بجد
ليسحبها من شعرها قائلاً :
- اه اتجنينت....
فتمسك شعرها بتآوه قائله ببكاء :
- اه..اه...ايه الغباء ده...شعري....سيبه
ليكمل قائلاً :
- تعرفي ليه....عشان هندمك على اليوم ده....ندم عمرك....عشان فكرتي بس تيجيبي سيرة امي
ثم يدفعها على الأرض بقوه مجدداً فتقول ببكاء و ترجي بعدما ادركت ان الوضع لا مزاح بداخله :
- انا اسفه...بجد اسفه...سيبني...سيبني امشي...و..ا.. انا هعملك اللى انت عايزه...او اقولك مش هتشوف وشي تاني في حياتك....ابداً...بس سيبتي امشي
لينظر لها بتحدي قائلاً :
- انسي...انسي انك تمشي من هنا اللي بمزاجي انا
- حراام عليك بقا...انت عايز مني ايه تاني..سيبني في حالى
ليتجاهلها ثم يعطي لها ظهره و يذهب لتقف فجأه ثم تركض خلفه قائله ببكاء :
- انت..انت رايح فين....رايح فين و سايبني...رد عليا رايح فين و سايبني في الخرابه دي
ليلتفت اليها ثم يعطيها كف على وجهها بنفاذ صبر و لمح البصر ليقول بغضب و صوت مرتفع :
- اسكتي بقااا...مش عايز اسمع صوتك...انتي فاهمه ولا افهمك بطريقه احسن..
لتضع كفها اثر ضربته بالآم و بكاء و هي تنظر له بصمت ليقول بصوت مرتفع اكثر:
- انتي فاهمه.......
فتتفظع من صوته لتهز له رأسها بالإيجاب سريعاً ليذهب من امامها ثم يقفل الباب عليها بإحكام لتركض في المنزل قاصده اي مخرج تهرب منه و لكن دون جدوى فهناك جميع النوافذ موضوع عليها حديد من الخارج فيبدو انه اختارَ مكاناً صحيحاً لآسرها فيه لتجلس على الأرض بخيبة امل و إجهاد فالبكاء مع البحث أجهدها تماماً فتنام على الأرض و تضم نفسها حول نفسها ببكاء لاعنه لحظة تسرعها في إتخاذ قرار مقابلته و الوثوق فيه......
أنت تقرأ
حياة الليث
De Todoتوفوا والديها منذو صغرها ولم يتبقي سوى اعمامها لتبقي معهم فكانوا الجحيم بنسبه لها لتهرب منهم وتقابل من الالعن منهم وستقع ف غرامه فهل سيقع ف غرامها مثلها ام لم يعيرها اي اهتمام