الفصل السابع عشر:
"الدُّونا"إنه يوم عادي من أيام غشت ذو جو معتدل مع رياح تمر من حين لآخر كي تحرك الأشجار في تلك الحديقة.
حديقة ليست إلا منطقة خضراء تُحيط بكنيسة إنشغل أصحابها بجنازة اليوم.
ومنها جرت أدولينا أقدامها نحو الخارج ملتحفة بالسواد كالعادة وليس لأنها جنازة خالتها كارلا.لقد مرت أربع أيام منذ تصفيتها و المدة نفسها منذ ذلك الحفل. الآن لا تجد أدولينا نفسها إلا وهي تسحب الهاتف من جيب سترتها كي تُجري مكالمة لا تعتبرها ذات أهمية، ولكن للإطمئنان على كنزها فقط.
لم يتأخر الطرف الآخر فسرعان ما جاءها رد يعطي إنطباعاً بتردد صاحبه:"هذا سارتوري، كيف أخدمك يا سيدتي؟"
"أين وصَل العقار؟" سألَت بنبرة محايدة.
صمت داوليش لبضع لحظات تخللتها أصوات همهماته، قبل أن ينطق بلهجة متعجلة:
"لأكون صادقا.. واجهتنا مشكلة.. في الواقع، في ليلة الحفل تسلل أحدهم إلى المنزل وسرق العقار!"
إنتظرت لثلاث ثوان قبل أن تنطق في حدة:"ماذا؟"
رد من فوره وكأنه قد جّهز الإجابة مسبقا:"نعم لقد.. لدي مشتبه بهم وسنقبض عليهم خلال هذا اليوم فقط. أعدك أني.."
وقبل أن يكمل وعده قاطعته وفي نيتها أن تنهي المكالمة عاجلا:"حسنا. ما دمتَ متأكدا أنك ستنهي ما طلبته منك في الوقت المحدد، لك ذلك.
حُير بك أن تكون جديا أكثر لأنه كما تخلصتَ من عَقاري سوف أتخلص من ساقَيك..""لكني لم أتخلص من.."
أغلقت الخط لتحشر الهاتف في جيبها بعنف. دماء حامية تجري في عروقها بينما أعصابها تغلي كالمِرجل..
"كنت واثقة جدا أني لن أفقد أعصابي في جنازة لدرجة لم أحضر مهدئاتي اللعينة!"
زمجرت بصوت مسموع وتمنت ألا يسمعها أحد فيكتشف أن زعيمته تنفعل بسرعة وبأبسط مكالمة، فعندها يتوجب عليها أن تتخلص منه.
والوجود المفاجئ لذلك الشخص خلفها لم يمنحها إلا إطمئنانا نسبيا،
فالآن لن تضطر إلى القلق بشأن إفتضاح سر عصبيتها السريعة.وضع إحدى ركبتيه على الأرض العشبية وبينما عيناه على الأرض كانت يده ممدودة إليها مع قنينة بيضاء صغيرة:
"دَواءك يا سيدتي."
مطت شفتيها لتمسك بالقنينة قائلة:"شكرا يا أنجلو."
أخذت إحدى الأقراص الصغيرة من القنينة وإبتلعتها تحت أنظار مايكل الوَلهانة والبلهاء.

أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Ação"هذا هو الفرق بينك وبيني. أنت تسعى إلى أن يبقى الناس أحياء، بينما يُحتّم علي أن أجعل نهايتهم قريبة. لويجي كان طائشاً، يعبث مع العصابات ويتوقع مني أن أحميه في كل مرة حتى وهو يعصي كل أوامري، ويرمي بـ نصائحي عرض الحائط. يتسكع مع المراهقين المدمنين.. و...