الجزء الأول

28 9 2
                                    


كان الخوف يتحدث بداخلي كل لحظة من هذا العام وبدأت في أن أدخل عدة مجموعات بها مذكرات لهذا العام وبعض امتحانات الأعوام السابقة
وبعض المجموعات كانت مشتركة..
و گ إنسانة منعزلة عن العالم الخارجي و أمقت صنف الرجال ولست گ كل من بعمري لدبها عشيق فكنت لا أندمج معهم..
ولكن بعد مدة تعرفت على بعض الفتيات الذي قد أجريت ما بيننا أكثر من محادثة و أحبوني كثيرا..

وأيام تتلو الأيام حتى ما كان مصيري إلى أن أتعامل مع الشباب..
الذي ساهم بعض منهم في تغير وجهتي للنظر إلى الرجال أنهم جهنم المجتمع..

حتى أصبحت أدمن الحديث في تلك المجموعة وتناسيت الهدف الأسمى لدخولي المجموعة..

كنا مجموعة متحابة يغمرنا الأخوة  والله ما ذكرتهم قط إلا بالخير فهن أهل خير وبتلك المجموعة التقيت بأفضل صحبة وأعزهم على القلب

كنا نذكر بعضنا البعض بذكر الله و نشجع بعضنا البعض على عبادته
حتى طرق أحدهم باب قلبي يوما ما..
إذ بأحدهم جديد يرى فيه الجميع أنه نظرة عشقه فيّ لا يملك إخفائها..
كان نفس القسم الذي أنتمي له و بنفس المحافظة..
بينما أخبرتني صديقاتي نلاحظ فلان بن فلان يهتم فيك..
....  لحظة ماذا تعنون يا أخوة..  هل يعقل أنه وقع..

لقد وجدت أكثر أصدقائي قد اجتمعن على نفس ذات الرأي..

أقول لكم سر...  لا اقتربوا أكثر حتى تسمعوا صوتي الخافت
لقد كنت أحبه في صمت دون أن يبدو عليا في تعاملي أي علامة من أمارات الحب التي تسمعون عنها..
كنت أتمسك بمشاعري أما هو فقد جنّ لبه بي فبعد أسبوع من العشق الصامت إذ به يرسل لي رسالة يعترف فيها بحبه لي و بشخصيتي الغاية في الكمال بينما  ما كانت أجد العكس من الأهل وخاصة أبي فهي دائما محط منفّر في نظر أبي..

بصراحة لم يكن لي الجرأة في الرد عليه بل صمت الموتى  كان سيد الموقف..

فكرت كثيرا قبل نومي بماذا أجيبه لا أود أن أكون في نظره كما يقولو "مدلوق" أريد منه أن يثبت حبه لي أكثر..
ولكن أرق عقلي كثرة الفكر وغلبني النعاس بعد يوم طويل من الدروس المتواصلة..
نعاس عميق في ظل الجو المعتم والجو الشتوي الذي أفضله بين زخات الأمطار التي تترك أثرها على شرفة صغيرة يطل منها القمر في أبها صوره...
تدفأت جيدا بلحافي خيفة البرودة و أخذني النوم فأتنفس في هدوء لينقلني إلى عالم الأحلام بسلام..


و كأول علاقة حب لي لم أجد ما أفتتح به الكلام أو ما أجيب به عليه..
فلم أتحدث نهائيا بل تفاعلت على رسائله فقد بعلامة تمام..

لقد وجدته يقول لي فيما بعد..  لقد أردت أن أخبرك بمشاعري اتجاهك
فهل أنت تتقبلين تلك المشاعر؟..
لقد أخبرته أنني لا يهمني مشاعر شخص ما أو من ذاك الذي يحبني لأنني وببساطة أخاف الفتن ولا أحب أن أغضب الرحمن..

فأجاب گـأنه غير مبال لكلماتي و قال كما تشائين..
بينما هو يتمنى بداخلك كل لحظة أن أكون حبيبتا له و زوجا و روحا بتلك الحياة..

لم يتوقف حديثنا عند ذاك الحد فلقد ذكرت لكم سابقا بحبي له في السر..
و لقد شعرت بالامتعاض حال  قوله تلك الكلمات..  فلربما قد خيبت ظنه..
شعرت بالشفة اتجاهه ولكن..  تحول حديثنا من العشق إلى الدراسة و الامتحانات حيث أننا بنفس القسم..
ظللنا شهور و أيام بنفس تلك الطريقة...  حتى آن الأوان و اعترف كلانا للآخر بحبه..
حيثما قال لي..  أود أن أخبرك شيء ما..
فقولت له في تلهف للسماع و الفضول ينتابني..  ماذا تود أن تقول.
في المدة السابقة كنا قد علمت عنه أشياء كثيرة وهو كذالك
كنت أعرف كيف يفكر لكوني بارعة في معرفة من أمامي..

فصمت لبرهة ثم قال..
لقد نسيت ما كنت أود قوله..
فأقسم له أنه لم ينسى وإنما يتهرب من أمر ما..
فسألني متعجبا..  أتهرب؟!
فأجبته بكل ثقة قائلة..  وصلت الرسالة..
عجبا يا فتاة أي رسالة تقصدين..
فأجبته قائلة وأنا أيضا..
تخيلته أمامي وهو يعقد حاجباه و يضيق عيناه في عجب ويقول ماذا تقصدين.. وكيف علمت ما أود قوله ولم أخبرك به..
أحبته بلهجة باردة لا تسأل فلقد حفظتك عن ظهر قلب..
فسأل بمكر وما الذي كنت أود قوله..
فقولت دون تفكير لما يقوله لساني..  كنت تود أن تقول أنا أحبك..

لحظة إدراكي لما تفوهت به..  لحظة خفقان قلبي و بقوة..
لقد أخبرته أنني..  أنني..  أحبه..
طلت أيام سعيدة تغمرني بين طيات أحرف كلماته و بعد أن بعثت له ببعض الصور لي وهو كذالك..
كما يمكن أن يكون في أي علاقة غرام تمر على شبابنا اليوم..

بل إنه قابلني آخر أيام امتحاناتي  و التقطنا بعض الصور سويا..
كانت لحظات لا تعوض لحظات لا يمكن لشريط عقلي حذفها مهما مرة الأعوام...

هل لاحظتم التطور الذي حدث..  فمن فتاة لا تطيق الشباب إلى فتاة عاشقة وبعلاقة غرامية محرمة..
ما رأيكن في فتاة تسوّء  سمعة أصحاب الخمار و النقاب..
من فتاة كان أقصى ما تتمنى أن تقنع أباها بالنقاب إلى من تدعو لتحرير من عبودية الأبوية..  إلى عش الزوجية..
هل في رأيك أنها راضية عن ما تفعل؟
سأترك لعقولكم أن تجيب على ذاك السؤال.

بعد انتهاء الامتحانات و ظهور النتائج قرر عشيقي  أن يحدث والدي و يطلب يدي بكل أدب  كما يفعل أي رجل بها الحياة كي بتزوج أي امرأة شريفة..

ولكن في نفس ذات اليوم الذي كان قد أخبرني بأنه سيحدثه فيه كان قد حلّ على رأسنا مصيبة لم تكن لا بالبال ولا الخاطر..
حيث عاد أبي من عمله يحمله عدد من الرجال و جسده يغطيه الدماء..
يا له من حادث سير عنيف..  وقد تبين أن والدي كان يضغط على الزينات الخاصة بالسرعة بشكل جنوني حتى ارتطم بالعمود الحديدي..

كانت الدماء تغطي وجهه..  لم أكد. أن أصدق ما حدث له..
جلست أمي تصرخ باسمه لعله يجيب لكنه كان غائب عن الوعي..

اقتربت منه وعيناي لم تستطع أن تخفي الدموع..  أبي أرجوك أجبني
يا أبي لا تتركنا لا ترحل عنا أرجوك و الدموع تتساقط من عيناي على جبينه و أنا أصرخ به أبيييي..
فتح عيناه فإذا بوجهي أول من يقابله...  فسألته متلهفة أبي هل أنت بخير ماذا يأملك..
فلم أجد منه سوى صفعة على وجهي بقوة لم أتوقعها منه. ..
وبنفس اليد التي صفعت أمسك بي من عنقي و هو يحاول أن يتمتم بكلماتي لم توضح لي حيث كان صوته مقطعا..
ولكن يبدو أن أمر ما من اتجاهي قد أزعجه وبشدة..
وبعد لحظات من التمتمة التي حاول أن أفهمها سقط مغشيا عليه مرة أخرى..
حملته أنا وأمي إلى حيث المشفى القريب...  وكانت الدموع تنساب من عيني كالفيض و أفكر ما هو الأمر الذي قد جعل من والدي أن يصفعني فجأة وهو بتلك الحالة..
صحيح أنه قاسي..  ولكن لم يصفعني فجأة هل لأنني كنت الوجه الذي يبغضه وكان أول من يقابله حال إفاقته!..
لم أفكر بالأمر كثيرا حيث أنني كانت صحته أهم من كل ذاك بالنسبة إليّ..
فبعد ذهابنا للمشفى القريب أخبرونا بأنه قد أصيب بجلطة في نصفه الأيسر و أن جسده به جروح بالغة..
و أخبرني الدكتور أنه من الأفضل لو ننقله بمستشفى غير تلك حتى تكون ذي قدرة على معالجته أفضل..

مازال تحت الأجهزة و المتابعة..  حيث أنه تم تضميد الجروح و معالجة الكسور بالمستشفى الكبير..
و تم. وضعه تحت الملاحظة بجانب المحاليل كونه يعاني من صعوبة بالتنفس...
لم يكن لدي وقت لمحادثة عشيقي كما اعتدت في الأيام الخالية..
فما إن وجدت فرصة حتى أرسلت له أسأله الدعاء لوالدي..
وأن يأجل في طلب يدي كما كنا نخطط..
لكنني بعد كتابة الرسالة إذ بي أجده  قد تم حظر حسابي من قبله..

ماذا يجري..  لم أعد. أفهم شيء..
كنت في طريقي عائدة إلى المنزل حيث أنني لا يمكنني أن أنام بالمشفى
ولقد لاحظ الممرض أنه كلما رأي أبي وجهي إزدات حالته سوءً..
و تركت أمي بين جدران المشفى ترعاه..

جراء ملاحظتي لحظره لي..   توقعت أنه لم يتعمد ذاك أو ربما تم حظري عن طريق الخطأ..
فاتصلت على رقم هاتفه لكن كان الرد غير متوقع..  حيث سمعت صوتا يقول " الرقم الذي تحاول الإتصال به  مغلق أو غير متاح..


  عادت الإتصال به عدة مرات حتى غلبني النعاس..
في الصباح توقعت من أن أفتح هاتفي و أجد عشرات المكالمات لكنني لم أجد شيء...
ماذا..  ماذا يحدث هل هجرني؟ وما السبب وراء ذالك..
هناك سر ما لم أعد أفهمه...
هل هي عاقبة التطور؟!

قتَلت زهرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن