مقيَّد بالدَمِ

الفصل الأول: مصاص دماء.

رسالة من القرآن:
"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا"
«الآية١٥٧|سورة النساء»
★٭★٭★٭★٭★٭★٭★
زهره

حسناً حسناً، ليست بمشكلة كبيرة، لقد تأخرت على مقابلة العمل الأولى لي في شركة كتلك، نعم نعم ليست بمشكلة، أظن أنني سأُطرد من المكان قبل أن أعمل أساساً، ما شاء الله حقاً. لا  لن تكون مشكلةً لا، سأفكر في شئٍ آخر. ماذا سيسألني يا ترى؟ هل الأسئلة المعتادة؟ ربما سيقول لي كيف تري نفسك بعد خمسة سنوات من الآن؟ مهلا، بماذا أُجيب؟ يا الله، لم أفكر في هذا،  ولسوء حظي لا يوجد وقت كي افكر في إجابة؛ فبالفعل وصلت إلى وجهتي. آمل أن لا يوبخني أحدهم. لن يوبخني أحد، إنها فقط مقابلة عمل لعينة أو كما ندعوه -إنترڤيو-.
        رحبت بي إمرأة تبدو في الثلاثينيات من عمرها ثم قالت لي أن هناك بعد الظروف التي قد حدثت نتيجة لتأخري، لذا لن يستطيع مدير الموارد البشرية مقابلتي، لذلك سأقابل رئيس مجلس الإدارة بدلاً عنه، لابد أنه سيكون عجوز قد أتم العقد السابع من عمره و للأسف أنا سأعمل مساعدةً له. أنا زهره يعقوب خريجة كلية الهندسة بتقدير جيد جدا سأعمل كمساعدة، يا الله كم أن الحياة ظالمة. طرقت باب المكتب ثم دخلت بعد ما سمح لي من في الداخل بالدخول، لكن فور دخولي صدمت؛ وجدت شاب يبدو في العقد الثالث من عمره يرحب بي. هل هو رئيس مجلس الإدارة؟ هل ورث الشركة عن عائلته؟ ليس وقتاً مناسباً لفضولي هذا.

مد يده ليصافحني ثم قال:.

يوسف إيرين.

اسم غريب، لكنه أعجبني. صافحته أنا الآخرى ثم قلت:

زهره يعقوب.

★٭★٭★٭★٭★٭★٭★٭★

يوسف

جلسنا نثرثر ببعض الأشياء مثل الراتب و ساعات العمل، لكن ما يشغل بالي حقاً: لماذا فتاة مثلها تأتي و تعمل في مجال بعيد كل البعد عن مجال دراستها، أليس هذا غريب؟ لكن لا يهم، ما يهم الآن هل اقبلها أم لا؟ مبدئياً أنا قبلتها لكن إجابتها عن هذا السؤال هي ما ستحدد مصيرها هنا. صمتت لوهلة أنظر لل -سي ڤي- خاصتها ثم قلت:

زهره شايفة نفسك فين بعد خمس سنين من دلوقتي؟

سؤال يتكرر كثيرا في جميع مقابلات العمل، لا بد أنها قد جهزت إجابة طويلة عريضة لهذا السؤال، لكن ما فاجئني اضطراب ملامحها و كذلك إجابتها حيث قالت :

مش عارفه، بس أكيد هكون في مكان كويس، مكان مناسب لمجال دراستي مثلا، بس أكيد هكون في مكان متقدر كاتبلي إني أكون فيه، أياً كان بقا، بس اتمنى  يكون مكان مناسب ليا.