الفصل الثالث: الموت نهايتنا

98 14 0
                                    

رسالة من القرآن:
﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾
سورة النساء| الآية ٩٣
____________________________________
يوسف

لوهلة اتذكر أنني كدت أن اتسبب في مقتلها، انا لست مثل كاميليا كي ادعها تذهب دون تلك الأسورة، لا بد أنها ستتصل بي كي تعرف اخبارها، عليّ أن أجد حجة مناسبة لتبرير ما حدث.
كما توقعت، ها هي تتصل بي، مهلاً إنها زهرة و ليست كاميليا، لماذا تتصل بي الآن؟
-« الحق يا يوسف. »
"الحق يا يوسف"؟ لا افهم ماذا علي أن 'الحق' كما أن لماذا يبدو صوتها باكي:
-« خير في ايه بس؟»
هل ما قلته مناسب؟ ربما.
-« مرام لقيتها واقعة على الأرض، مفيش دم حواليها بس مجروحة في رقبتها.»
لا اعلم ماذا تقول لكن هذا ما استنتجته من وسط صوتها الباكي، هل علي العودة؟ ولكن ماذا إن كانت تلك خطة منها كي تقتلني؟ فلماذا تتصل بي خاصةً دوما عن جميع الخلق، يجب علي التوقف عن الشك الزائد.
-« انا جاي، متقلقيش.»

____________________________________

زهرة

لن اقلق كما قال لي، ولكن كيف و أنا أرى صديقتي و رفيقة دربي جثةً هامدة أمام عيناي؟ الباب يدق، هل هذا هو؟ إنه هو.

-«ايه الحصل؟»
ماذا حدث؟ لا اعلم عدت إلى المنزل فوجدتها ملقاه على الأرض، هذا ما قلته له.
-« أهلها فين؟»
-«مسافرين، بس ليه؟»
-«بلغيهم.»
ابلغهم، بماذا ابلغهم؟
-« ابلغهم بأيه ؟»
بالطبع لن ابلغهم بمقتلها، يمكنه إحيائها، لن أخبرهم بمقتلها وهي مازالت على قيد الحياة بالطبع.
-« عارف أنه هيبقى صعب تعملي كده، بس لازم تبلغيهم بوفاتها يعني، إلا لو أهلها متوفيين.»
صمتت، فقط صمتت. لا استطيع البكاء أو الكلام لا استطيع فعل أي شئ سوى السكوت، ولكن ربما يكون هناك بصيص أمل بعيداً في نهاية الطريق، يمكنه إحيائُها، كما يظهر في بعض الافلام الاجنبية عن مصاصين الدماء، يمكنهم إحياء الأناسيّ و تحويلهم إلى مصاصين دماء مثلهم أليس كذلك؟
شردت لدقائق ولكن قطع شرودي قوله:
-« انا آسف.»
لماذا يعتذر ذلك الأبله؟
-« إنتَ ممكن ترجعها، مش كده؟»
قلتها و قد تدفقت دموعي على وجنتيّ، سيساعدني، لا شك في ذلك.
مهلا ولكن لماذا سيساعدني انا فقط أحد العاملين لديه ولست من أقاربه، كما أنه لا يعرف من تلك الفتاة من الأساس، ربما هو من فعل ذلك من الأساس، هو من قتلها، هي الوحيدة التي وُجِدت في المنزل المكون من طابقين أو كما ندعوه نحن ' الڤيلا '، حتى الحارس أو عمال الحديقة لم أراهم أثناء دخولي، كما أن البوابة كانت مفتوحة و باب المنزل أيضاً، هو من قتلها بالطبع، ولكن ماذا عساي أن أفعل، فأنا مجرد فتاة يتيمة لا تملك سلطة في هذه البلاد أما هو فإن اتهمته بذلك سوف يتهرب بالطبع، ماكر لعين، وانا مجرد فتاة بلهاء ظننت أنه طيب لأنه لم يقتلني أمس
-« أنتَ العملت كده، اكيد، ازاي مأخدتش بالي.»
قلتها بغضب شديد بدون مراعاة أنه يمكنه أن يقتلني في أقل من دقائق.
نظر لي بأعين خاوية من أي مشاعر كنبرته:
-« وانا هعمل كده ليه؟»
لماذا؟ لا اعلم.
-« معرفش، وانا هعرف ازاي؟ هعرف ازاي »
قلتها من بين دموعي التي قد سالت على وجنتيّ وانا احتضن جثة صديقتي و رفيقة دربي و كل ما تبقى لي في هذه الدنيا، أوم كل ما كان لي بمعني أدق، فأنا الآن وحيدة ...من دونها.
____________________________________

مقيَّد بالدَمِ Where stories live. Discover now