سأله احداهم : لما سمحت لها بالمغادره؟
اجابه بشرود وهو يتأملها بضحيته : لأنها
ستعود قريبا... سأحرص على ذلك
__________________
8:08 a.m
تحدق إلى السقف بعينين مفتوحتين بأتساع وشاردتين تبدو كأنها ميته غير مكترثه بألم اصبعها الذي يداويها الطبيب العجوز بيدين مرتجفين لم تعلم اذا كانا من تقدمه في العمر او من الرعب من ذلك الجالس كالشيطان امام سريرها في الكرسي وهو يشرب كأس من الخمر ويحدق ببرود بها فقط عينيه الزرقاء مثقوبان بجسدها منذ قولها له بأنها اخذت ثأرها وهو صامت... ملامحه متصنمه بجمود... داخله يحترق ويلتهب كنيران البراكين... تناقضه في مشاعره وأفعاله ما يجعله يفعل اشياء يحرق كل من في حوله دون أن يكترث من هم... تناقضه جعل من الجميع يخافه لكن جعلها تنجذب له
تناقضه بالنسبه لها كانت وكأنها هي الصيف وهو الشتاء... هي الابيض وهو الاسود... هي الدواء وهو السم... هي الاميره وهو الوحش... ظنت ان الجميع قادر للإصلاح لكنها تجهل ما عاشه موريسيو قبلها و مِن ما مر خلاله لوحده هي لم تكن بجانبه حينذاك كان وحيدا في خوض كل هذه السنوات مواجها الوحوش الذين كانوا مثله تماما... وما يجعله يغضب اكثر هو وقوعه في حبها وتضحياته من أجلها بكل شيء... كيف له ان يظن منها ان تبقى له وحده بعد ما حدث له في الماضي
"سيده فاليرينيا لقد قمت بما عليّ... كل ما عليكِ فعله الان هو أن تبقي اصابعكِ ثابته دون حِراك وخصوصا تلك المكسوره لكي تلتئم"
كان الطبيب العجوز و المسكين يرتجف كالعصفور وهو يتحدث تحت نظرات ذلك الذي يحدق بفاليرينيا بأستمرار... لم يعتاد الطبيب على رودريغوز كثيرا حتى لكونه خدمه لأكثر من خمسه و عشرون سنه و لازال يخشاهم كما يخشى الجميع منهم
لم تجبه فاليرينيا بل استمرت في التحديق إلى السقف بفراغ ليلتفت الطبيب إلى موريسيو وهو يراه ينزف بينما هو لم يرمش حتى من الألم بل استمر في شراب مشروبه بصمت متجاهلا اياه بالكامل
لكن لابد الطبيب كان مصرا بأن يفدي نفسه قتيلا لموريسيو ليبتلع ريقه متحدثا
"سيدي جرحك ينزف هل اريد مني ان اعالجه لك لابد من انك نزفت كثيرا"
لم يتلقى منه اجابه ولا حرفا بل استمر التحديق بها... كانوا يبدون مثيرين للريبه ب فاليرينيا التي تحدق إلى السقف كالميته و موريسيو الذي يحدق بها وكأنه على الوشك ان ينقض عليها
"لا تقلق سيدي ستكون على ما يرام خلال ايام"
"اخرج"
أنت تقرأ
Between heaven and you
Romanceوقعت فاليرينيا في حب وحش ظانا بأنها تستطيع إصلاحه كما اصلحت الجميله الوحش لكنها كانت مخطئه فهي لم تفعل شيئا غير انها جعلته مهووسا بها عاشقا كل ذره بها جاعلا كل انش منها له فقط لدرجة ان نظر إليها اي رجل قد يفرغ مسدسه برأسه لم تفعل شيء غير انها التهبت...
