شعرت بالضيق في صدري والثقل في أطرافي بأي حق يحرمني العلم ، لايهم مدى ذكائي أو كم من النفع قد
أمطر عليهم أو كم من تيجان الفخر قد أضع على رؤوسهم كل ما يهمه أني سأجلب له العار إن إبتعدت عن البيت ، وسرعانما أدركت أن هذا العار سيبقى عارا مهما فعلت.إنحنيت معتذرة لأبي الذي كان يجلس أرضا ويرمي
أطرافه بفوضوية معبرا بتهكم ساخط عن مدى إنزعاجه
من طلبي لدخول الجامعة،إنصرفت على عجالة خشية أن يطالني عقابه فهو معروف عند زملائه في الجيش بالرجل الذي لايرحم .أغلقت الباب بروية وودعته بإنحنائة إحترام و إتجهت مباشرة نحو غرفتي التي يفصلني عنها رواق صخري أشبه بفجوة واسعة نبشت في جوف الأرض كما نخر شوقي للعلم صدري ، بين كل متر وآخر شيدت ركيزة حديدية ضئيلة السمك كضآلة الأمل الموجود في حياتي ، نصف الرواق واسع كقصر جنيات لكن ما إن أبلغ منتصفه بالضبط حتى يضيق وتنحشر جدرانه إلى الحد الذي يتطلب مني عبوره الزحف على ركبي وكل مايحتويه الظلمة كملامح أبي تماما لا أثر للحياة فيها غير قبلات نور تصفع الوجه بحب في آخر النفق ،أخيرا أصل لغرفتي مأنستي الوحيدة في هذا المجتمع الميال لشر البحت وتحطيم الأنفس الأضعف بكل ماتحمله من أحلام ،كعادتي ها أنا أستحم بنور الشمس الذي يتراشق من خمس تجاويف دائرية في السقف أربع دوائر منها تتراص في تشكيلة حلقية لتمثل بتلات زهرة أما التجويف الدائري الخامس فيتوسط مركز الحلقة تيمنا بتلك الكائنات الجميلة التي تدعى أزهارا فالمكان هنا لايحتوي أي منها ،فلا سطح أرض لتنمو عليه بل لا وجود لسطح فنحن نعيش في جوف الأرض وعالمنا عبارة عن معابر وساحات حفرت بل البيوت بحد.ذاتها حفر تتصل مع أنفاق واسعة ندعوها بالممرات الرئيسية هناك يتم التبادل التجاري وعادة ماتتقاطع تلك الأنفاق لملتقى واحد فتكون بوابة ضخمة لساحة دائرية فارهة الطول والإرتفاع في الحد الذي تنتهي فيه حدود الساحة تبدأ درجات سلم تنحدر نزولا تستعمل كمقاعد أو للعبور إلى الساحة السفلية وهي ساحة العرض ضخمة المحيط تطوق كل السلالم في هيكلة حلقية وعادة ماتستعمل كمكان للترفيه فيعرض العبيد للبيع هناك أو حتى للإستعراض فقط، فيفتخر كل سيد بمميزات مملوكه وتقام المبارزات والرهانات، لكن الشئ الوحيد الذي يجذبني لذهاب هناك هو ذلك الصبي الذي يبيع أكوام الورق المتصلة في حزم و المليئة بالطلاسم هو قال أن إسمها كتب لكنني أعتبرها نوعا من السحر حينما يسرد لي مافي جوفها أشعر أني أسافر حقا إلى تلك العوالم التي كتبت عنها وكأنه الملجئ الأخير للهروب من الواقع ،لذلك أردت أن أتعلم القراءة بالإلتحاق بدواوين الجامعة بما أنني لايمكنني تغيير الواقع إلا أنه بإمكاني جعل واقعي خيال.
أنت تقرأ
مهد بداية كل شئ
Actionمن طبيعة النفس الجشع لكنك كنت حدود كل جشعي ،في البداية إعتقدت أني أود قراءة الكتب التي تتحدث عن الشمس حتى أشبع جشعي بعدها أردت أن أرى ضوء الشمس لمرة واحدة بعدها أردت لمسه لمرة واحدة بعدها أردت العيش فيه ليوم واحد بعدها رأيتك ! ولم أرد شئ آخر بخلافك...