لا أحد يولد مفكرا ، كاتبا ،أديبا ،عالما ، بطلا أو عظيما ،لكني ولدت محاربا من أول شهقة هواء إحتلت رئتاي أدخلت حربا لاعلم لأحد بها غيري وقبل أن تلف ذراع أي بشري جسدي كان الشيطان قد فعل ، قبله وأحبه ولأنه تعلق به أراد أخذه معه إلى المكان المقدر لشياطين ....الجحيم .
بدأت بالصراخ حينما لامست يداه الساخنتان جسدي المرتعش أنفاسه المتسارعة كمدخنة قطار بخاري حارقة ومليئة بالضجيج الطاحن لمسمعي كإنجراف تل صخري ، يزداد حدة وحدة وحدة كلما قرب شفاهه من أذني ،برؤية ضبابية لمحت هالته السوداء تلك، لم أكن أعي حينها مفهوم القوة ولا أي شئ مما ذكرته سابقا لكنه تجلى وبوضوح ....ضعف ذلك الكائن!!!
أضعف حتى من جسدي المترهل عديم العضام ،لايمكنك إخافتي إبحث عن جبان آخر فإبن آدم هذا ...ولد محاربا .
إلتفت القابلات تحملنني وترفعنني كعرجون ثمر في قمة نخلة عظيمة العلو من ثم قطفنني ووزعنني بالتساوي على شفاههن المحمرة ألبسسني حمرهن ومسحن زينة وجوههن على جسدي العاري يال الكرم ستررني سريعا رغم غرابة الثوب،سارت بي إحداهن صوب غرفة المواليد وعلى طول الرواق الطويل الأزرق الفوسفاتي تطايرت الكلمات من هنا وهناك و أغلبها كانت: ياماأحلاه ،وردي كالزهر ،أصلع لطيف، مولود مبارك كانت القابلة تتلذذ كلماتهم من ثم تنظر لي بعيون براقة كما لو أنها تشتهي حضني للأبد،وصلنا لنهاية الرواق ثم فتحت ذلك الباب الحديدي الثقيل صاحب صرير طويل الأمد, عجبا! لما يحصنون غرفتنا نحن من لانقوى على السير بهذا الكبير المتصدع؟
وضعتني هاهناك على سرير مبطن وسط كتل الصراخ البشرية ولم أكن مميزا أبدا لاجميلا فاتنا ولا صاحب صحة وبنية بارزا ،لكن جميع المارة كانو يتوقفون لحظة متأملين إياي بإبتسامة والبعض يبقى شاردا من ثم يرحل شعرت أني ....منذ لحظتها مميز.
مر من الوقت مامر حتى سكن كل الرضع من حولي وغطوا في نوم هادئ، غريب هذا الشعور حينما تكون عاجزا في جسد بعث للحياة لتو ، كنت أفكر في إنغماس مكررا في إنذهال تساؤلا وجوديا مفاده من أنا؟ هل هذا حقيقي أم وهم من عقلي الباطن ،لكن لحظة من أخبرني أن لدي عقل كل تساؤل جرني إلى غموض داكن ولكن أليس بديعا أني أمتلك يدين تفاصيلهما تأسرني قطع حبل أفكاري صوت صرير طويل الأمد ، أحدهم فتح الباب وإنتشر صداه في أنحاء الغرفة !
مددت نظري ناحية الباب كانت إمرأة مهيبة القوام يكاد رأسها يصطدم بالسقف ينسدل من كتفيها عبائة ذهبية تعكس النور الصادر من الشباك ، كانت قبيحة جدا لدرجة جذبي عيناها الضيقتان الغائرتان وأنفها الكبير الكروي شفاهها المنتفخة التي تحتل أغلب ذقنها كل هذه العناصر إجتمعت لتكون جمالا قبيحا بديعا كهذا .
سارت بهدوء إلى أن وصلت لشباك الذي كان بجانب سريري وإستندت بمرفقها على إطار الشباك وفتحته في عجل
أنت تقرأ
مهد بداية كل شئ
Actionمن طبيعة النفس الجشع لكنك كنت حدود كل جشعي ،في البداية إعتقدت أني أود قراءة الكتب التي تتحدث عن الشمس حتى أشبع جشعي بعدها أردت أن أرى ضوء الشمس لمرة واحدة بعدها أردت لمسه لمرة واحدة بعدها أردت العيش فيه ليوم واحد بعدها رأيتك ! ولم أرد شئ آخر بخلافك...