آنسة مهد آنسة مهد .....هكذا صرخ ملوحا ذلك البائع
بشوش الملامح مرحبا برؤيته لزبونته الدائمة ، صبية
فتية نحيلة القوام بنية البشرة رزينة الوقفة تدعى
مهد ، لاتنفك عن زيارة دكانه بسيط الحال طاولة عرضه
ماهي إلا خرقة قماش بالية إنتزعت أحشائها من توالي
الخياطة لترقيع أجزاءها المتآكلة ، سقيفة دكانه لوح
خشبي مكتض الزخارف كما لو أنه أقتلع من سقيفة قصر
ما فهو لايتوافق أبدا مع هيئة ثياب البائع الرثة.
تدنو مهد بخطوات متسارعة تشق غبار الساحة تعلق
الأتربة بين حذائها الكلاسيكي الأسود وجواربها الصوفيه
الحمراءو تمد بصرها بتفحص طويل الأمد تتقفى هل من
جديد حل على مجموعة الكتب .
مهد : فيلسوفيا أما أحضرت مايغريني اليوم لا أرى من بين كنوزك ماقد أقتنيه ليغدوا كنزي .
فيلسوفيا: بلى يا آنسة مهد وصلتني بضاعة نادرة هذه المرة ، بعضها من قطاع الطرق والبعض موروثات عائلية باعها أبناء ويلي الحطاب لتقسيم ورثه خذي آنستي إفتحي وتصفحي.
مهد : لا لا أريد شئ تقليديا فكتبك تغزوا رفوف غرفتي وتنعدم قيمتها لعجزي عن قراءتها أو إيجاد من يعلمني لغتها .
صمتت مهد وشبكت كفيها خلف ظهرها مفكرة بعمق بينما
سرح فيلسوفيا في جمالها الأخاذ أو هكذا كما وصفه هو
على الأقل ،وفجأة هتفت مهد بحماس تهذي بما توصلت
له : أما لديك كتاب يقرأ نفسه؟
فيلسوفيا: كتاب يقرأ سطوره؟ أجاب متعجبا فما خطر في باله شئ كهذا من قبل ، لا لم أصادف طيلة حياة شئ كهذا من قبل ولا خطرت ببال ساحر، هذا مستحيل يا آنسة مستحيل .
عبست وبحزم حملت أطراف معطفها الفضفاض منسدل
الحواف ورفعته لحد خصرها ثم إستدارت و بخطى
ثابتة عزمت الإنصراف دون النبس بكلمة ،صرخ بهلع
خيفة أن ترحل ويطول غيابها فقلبه لايقوى على أيام
فراقها ولوح لها مشيرا بأن تعود.
فيلسوفيا: ليس لدي كتاب يقرأ نفسه لكن لدي هذا.
أخرج من جيب سرواله الخلفي كتاب صغير الحجم كما
لو كان مذكرة يكسو غلافه جلد أسود فحمي وفي
منتصف واجهة طرزت حروف من خيط الحرير ذو اللمعة
الذهبية ، ولا شئ أبدا زين واجهته ولا صفحاته عدا قلادة
أنت تقرأ
مهد بداية كل شئ
Acciónمن طبيعة النفس الجشع لكنك كنت حدود كل جشعي ،في البداية إعتقدت أني أود قراءة الكتب التي تتحدث عن الشمس حتى أشبع جشعي بعدها أردت أن أرى ضوء الشمس لمرة واحدة بعدها أردت لمسه لمرة واحدة بعدها أردت العيش فيه ليوم واحد بعدها رأيتك ! ولم أرد شئ آخر بخلافك...