Part 2

471 8 0
                                    


لقاء عاشق ونوره
( عاشق نورة ) : أنا أنحدر من قبيلة عريقة ... وكما هو ... مع تلك القبائل ، فإن كل ما تقوم به يرتد على قبيلتك ويؤثر عليها وعلى مكانتها ... ولا يوجد أبشع في نظر تلك القبائل من عشق الإنس . كان عشقهم صفة سفلية يترفعون عنها ، وأنا كنت مؤمناً بذلك أظن يوما أني سأكون أسيرا لهذا النوع من العشق ... يسمح لنا بعشق الأجساد ، لكن القلوب محرمة ... لم أعشق قبلها لا جسدا ولا قلبا . لم يكن هذا شيئا يخطر ببالي . کنت ، مشغولا بالصراعات بين قبيلتنا وباقي القبائل كان المجد نصب عيني ، ولم أنتبه لما كان يتربص بقلبي .
( هنان ) : ومتى انتبهت ؟
( عاشق نورة ) وهو يبتسم : منذ أن رأيتها ... كنت قتيلها قبل أن أدرك ... كانت تخرج من خيمتها كل يوم لتتجول ... رأيتها صدفة ... انتفضت ... شلت حركتي وكأن طلاسم الدنيا قد قرئت على رأسي ... بلا شعور
حاجتي للاقتراب منها دفعتني لتحطيم السائد وتمزيق المألوف ، وكسر العادات وتهشيم التقاليد .
( هنان ) : هل أحببتها يا ( عاشق ) ؟
( عاشق نورة ) : أنا لم أحبها بل عشقتها . لا أحد يأخذ العبرة من أفواه العاشقين ، مع أنهم المجانين .
( هنان ) : هل تحدثت معها يا ( عاشق ) ؟
( عاشق نورة ) وهو سارح في الأفق : لم أستطع في البداية بقيت أحدق بها وبعينيها حتى ابتسمت وخرجت عن صمتها
وقالت : من أنت ؟ استغربت عدم جزعها من رؤيتي ... استنكرت تلك الطمأنينه التي سألتني بها لم أرد سوى بابتسامة ، وألف سؤال في عيني ... بادلتني الابتسام ورحلت ، رحلت وتركتني أغرق لوحدي أصبحت أترقب خروجها كل يوم وألحق بها حتى تبتعد عن مضارب قبيلتها لأظهر لها ... وأتمعن في جمالها ... لم تكن تمانع وجودي وتطفلي بالرغم من صمتي ... كانت تجلس ، وأجلس أمامها بصمت ، تبتسم وتحدق بي تارة ، وبالأفق تارة .
( هنان ) : ومتى تحدثت معها أول مرة ؟
وهو يحدق في الأفق : في اليوم السادس ...تشكلت كبشر وأنا كنت وقتها أمقت ذلك ، وهي جالسة تعبث بالرمال ... أخبرتها بأني أعشقها . ضحكت ، فابتسمت ... سألتني : منذ متى هذا العشق أيها الغريب ؟
أجبتها : همي الآن هو إلى متى ؟ ضحكت ونهضت ورحلت ... رحلت وهي
تقول : أتمنى أن أراك غدا أيها العاشق . ( عاشق نورة ) وهو يحدق بـ ( نورة ) وهي تنطلق عائدة
: حبك ذنب لا أخشي عاقبته . لم تعد ( نورة ) في اليوم التالي وبقي عاشقها جالسا متشكلا في انتظارها حتى تمكن منه القلق ، وبدأ يلوم نفسه لأنه اعترف بحبه لها ، ويتحدث مع نفسه بصوت مسموع : طلباتي دائما تنفذ مهما كانت صعوبتها وغرابتها ، لكن أحلامي لا تتحقق مهما كانت حدودها ، وكان غباؤها .
( نورة ) من خلفه وهي تبتسم : وما هي أحلامك أيها الغريب ؟
( عاشق نورة ) وهو ينهض بسرعة والسعادة تغمره : أن أكون معك مدى حياتي .
( نورة ) وهي تبتسم : أنا حتى لا أعرف اسمك . .
( عاشق نورة ) وهو يبتسم : ( ملاز ) .
( نورة ) وهي تبتسم وعلى وجهها نظرة استغراب : اسمك غريب ... لكنه جميل .
توتر ( ملاز ) عندما أدرك أنه أخبرها باسمه الحقيقي ، والذي لم يكن مألوفاً في عالم الإنس ، لكن تقبل ( نورة ) له طمأنه وأبعد القلق عن باله .
( نورة ) وهي تجلس : من أية قبيلة أنت يا ( ملاز ) ؟ ( ملاز ) وهو يجلس بجانب ( نورة ) : قبيلة تسفك الدم وتفخر بذلك .
( نورة ) وهي تضحك : وما الجديد ؟ هذا شيء مألوف في معظم القبائل ... أخبرني شيئا مختلفاً .
( ملاز ) يبتسم بصمت .
( نورة ) : ماذا فعلت بعد رحيلي بالأمس ؟ ... هل نسيتني ؟
( ملاز ) : تقبلت فكرة رحيلك ، لكن نسيانك فكرة لم أجد لها في قلبي قبولاً .
( نورة ) وهي تضحك : كلامك غريب ... هل أنت شاعر ؟ ( ملا ز ) يبتسم ...
( نورة ) وهي تبتسم : لماذا ... أجبني ؟
( ملاز ) : تصدقينني لو أخبرتك بأني لا أعرف السبب . ( نورة ) : وما هي نهاية هذا الحب ؟
( ملاز ) : حبك سينتهي بنهايتي .
( نورة ) وهي تضع يدها على رأس ( ملاز ) بوجه حزين لا تقل ذلك أرجوك .
( ملاز ) : أخشى ألا أكون أهلا لحبك ... حياتي الماضية مليئة بالزلل .
( نورة ) : عيوبي تفوق زلاتك .
( ملاز ) : عيوبك التي لن أراها بعيني ، سأحبها أكثر من حسنك وحسناتك .
( نورة ) : من يقبل عيوبك يستحق منك التغاضي عن زلاته .. استمر الاثنان بالالتقاء خارج مضارب القبيلة ولم تسأل ( نورة ) ( ملاز ) كثيرا عن قبيلته وأهله ، لأنها كلا فعلت تهرب منها ولم يعطها إجابة مباشرة ، فقررت عدم سؤاله ، بعد عدة أشهر من اللقاءات وفي أحد الأيام وقبل رحيل ( نورة ) نهاية اليوم :
( نورة ) مبتسمة : العنب الذي أحضرته لي اليوم كان لذيذاً ..
( ملاز ) : كنت أعرف أنه سيعجبك .
( نورة ) : من أين أتيت به ؟ ... لا يوجد مزارع للعنب قريبة من هنا .
( ملاز ) وهو يبتسم : سأخبرك غدا .
( نورة ) بوجه حزين : قد لا أستطيع الحضور غذا یا ( ملاز ) .
( ملاز ) مبتسمًا : سأنتظرك بعد الغد ..
( نورة ) بحزن : لا أظنني أستطيع الخروج والابتعاد عن مضارب القبيلة بعد اليوم .
( ملاز ) : لماذا ؟
( نورة ) : نشب خلاف بالأمس مع أحد شيوخ القبيلة مع قبيلة أخرى ، وعندما يحدث ذلك تكون النساء اللواتي يبتعدن عن أرض القبيلة عرضة للخطر من هجمات القبيلة المعادية ، لأن المعاهدات تنقض ويصبح الدم مباحاً بين القبيلتين .
( ملاز ) وهو مبتسم : سأنتظرك حتى ينتهي الخلاف . ( ملا ز ) وهو يبتسم : أعرف ... نفس الحال عندنا . ( نورة ) باستغراب : عندكم ؟
( ملاز ) بتوتر : أقصد في قبيلتنا .
( نورة ) بوجه حزين : إذا ... فأنت تفهم قصدي .
( ملاز ) وهو يعانق ( نورة ) : اذهبي وعودي . وسأكون في انتظارك .
( نورة ) : هل تمزح معي يا ( ملاز ) صراع القبائل يمتد لسنوات ويتوارث من جيل إلى جيل ، والصلح غالبا بعيد المنال حتى يبيد أحدهم الآخر .
( نورة ) باستغراب وبشيء من الغضب : وكأنك سعيد بهذا الامر .
( ملاز ) وهو يحدق بـ ( نورة ) مبتسا : اغفري لي
( نورة ) بغضب وهي راحلة : لا أريد منك شيئا
. ( ملاز ) وهو يحدق بـ ( نورة ) وهي تبتعد : اغفري لي ما سأفعله باسم حبك .
في اليوم التالي عادت ( نورة ) ووجدت ( ملاز ) جالسا كعادته يحدق في الأفق .
( نورة ) تجلس بجانب ( ملاز ) بصمت . ( نورة ) وهي تحدق في الافق والرياح تعبث في شعرها : لقد انتهت المشكلة .
( ملاز ) : ...
( نورة ) : لقد أبيدت القبيلة المعادية لنا بالكامل .
( ملاز ) يحدق في الأفق مبتسماً
( نورة ) : هل أنت من فعل ذلك يا ( ملاز ) ؟
( ملاز ) : وسأفعل أكثر لكل من يقف بيني و وبينك . ( نورة ) وهي تقف بغضب : هل أرسلت قبيلتك لقتلهم ؟! ( ملا ز ) وهو ما يزال جالسًا : لم أنت غاضبة ؟
( نورة ) بعصبية وبصوت مرتفع : ما الذي فعلته ؟! ( ملاز ) وهو يقف وبغضب وبصوت مرتفع : لقد أبدتهم جميعا !
( نورة ) وعلى وجهها نظرة رعب : ... من أنت ؟
( ملاز ) ينزل رأسه للأرض .
( نورة ) تسير مبتعدة .
( ملاز ) وهو يمسك بذراعها : إلى أين ؟
( نورة ) وهي تتفلت من قبضة ( ملاز ) : لن يرضيني شيء ... إلا أن أعرف من أنت ؟ ومن أية قبيلة تنحدر ؟
( ملاز ) وهو يحدق بـ ( نورة ) : أنا ( ملاز بن قيطر الهامجي ) ابن لأحد أكبر شيوخ قبيلة ( القنان ) .
( نورة ) باستغراب : لم أسمع بهذه القبيلة من قبل . ( ملاز ) : لأني شيطان ... ولست من الإنس .
( نورة ) وصدمة كبيرة على وجهها : ما ... ماذا ؟
( ملاز ) يحدق بـ ( نورة ) .
( نورة ) بغضب : ألهذه الدرجة تريد التخلص مني ؟ .. تختلق كذبة غبية كهذه كي أتركك ... لا تتعب نفسك أنا راحلة ... أدارت ( نورة ) ظهرها لـ ( ملاز ) وهمت بالرحيل ، لكنها وبعد خطوتها الأولى وجدت نفسها في كبد السما و ( ملاز ) ممسك بها وهو يقول : هل تصدقينني الآن ؟ فقدت ( نورة ) الوعي بعدما أطلقت صرخة مدوية .
استيقظت ( نورة ) بعد غياب الشمس بقليل ، ووجدت نفسها في خيمتها وعلى فراشها ، وأمها وأبوها بجانبها ، وعلى وجه كل منها كان القلق باديا ومتجليا :
( أبو نورة ) : هل أنت بخير يابنتي ؟
( أم نورة ) : ما بك يابنتي ؟ ... هل تشعرين بألم ؟ ( نورة ) وهي تضع يدها على رأسها : ما الذي حدث ؟ ( أبو نورة ) بقلق : لقد وجدناك في فراشك ، وكنت تصرخين ، وحاولنا إيقاظك ، لكنك لم تستيقظي . ( نورة ) : أنا بخير يا أبي لا تقلق .
( أم نورة ) : كيف لا نقلق ؟! ... ما بك أخبرينا ؟
( نورة ) وهي تبتسم : لا شيء يا أمي مجرد تعب بسيط . ( أبو نورة ) : هيا يا ( أم نورة ) لنخرج ونتركها لترتاح . خرج ( أبو نورة ) مع أمها وتركاها لوحدها في الخيمة ... لم تستطع ( نورة ) العودة إلى النوم تلك الليلة ، وبقيت تفكر وتتساءل عما إذا كان ما حدث معها حقيقة أو كان خيالاً ، أو مجرد كابوس تعرضت له . في أول الصباح خرجت ( نورة ) على عجالة ، وتوجهت إلى المكان الذي اعتادت لقاء ( ملاز ) فيه ، لكنها لم تجده ، ولم تر له أثراً ... انتظرت و طال انتظارها حتى غابت الشمس ، وعادت في اليوم التالي ، ولم تجده أيضا ومع ذلك انتظرته حتى غابت الشمس ... استمرت ( نورة ) في
الذهاب يوميا إلى نفس المكان والانتظار حتى مغيب الشمس ، مما أثار قلق أهلها خاصة ، وأنها لم تعد تأكل وتشرب إلا عندما تطعمها أمها عنوة .
( أم نورة ) : ما بك يابنتي .. ما الذي غير حالك ؟
( نورة ) وهي مستلقية على فراشها ...
( أم نورة ) وهي تنهض بحزن : حاولي النوم يابنتي . خرجت ( أم نورة ) من الخيمة .
( نورة ) وهي تناجي ( ملاز ) : لم يزدني غيابك إلا حبا ولم تهجرني معك إلا ابتسامتي .
والدها يدخل الخيمة ويجلس بجانب فراشها .
( أبو نورة ) : لدي خبر سيسعدك يابنتي .
( نورة ) مستلقية وتحدق إلى الأعلى .
( أبو نورة ) مبتسا بحزن : لقد طلبك ابن عمك للزواج ، وأنا وافقت .
( نورة ) : قرابة الدماء لا تعني قرابة الأرواح .
( أبو نورة ) بغضب : ما هذا الكلام الفارغ ؟ ... زواجك من ابن عمك سيكون خلال أيام ! خرج ( أبو نورة ) من الخيمة غاضبا ، وتركها لوحدها في فراشها . بعد أيام وقبل موعد الزفاف دخلت
( أم نورة ) على زوجها وقالت : ابنتك ليست مستعدة للزواج يا ( أبا نورة ) .
( أبو نورة ) بغضب : لا يهم ! ... زفافها غدا على ابن عمها !
( أم نورة ) بقلق : البنت لا تأكل ولا تشرب ولا تتحرك من فراشها ، كيف ستتزوج إنها بحاجة لحكيم وليس لزوج . ( أبو نورة ) وهو يصرخ في زوجته : لا تتدخلي ... لقد حسم الأمر ، وابن عمها سيتزوجها غدا ... شاءت أم أبت ! دخل عم
( نورة ) خلال صراخه ، وعلى وجهه علامات الحزن وقال : لن نستطيع إتمام الزفاف يا أخي .
( أبو نورة ) وهو يلتفت إلى أخيه بقلق : ما بك يا أخي ؟ ماذا حدث ؟
( عم نورة ) وقد بدأ بالبكاء : ابني أصيب بمرض يمنعه من الحركة ، ومن الكلام
( أبو نورة ) بتعجب : ماذا ؟ .. ما الذي أصابه ؟!
( عم نورة ) وهو يبكي : لا نعرف ... وجدناه متسمرا في فراشه هذا الصباح ولا يستطيع الحركة ، أو الحديث . ( أبو نورة ) وهو مصدوم : ... خرج ( عم نورة ) من الخيمة وترك ( أبو نورة ) واقفاً وأمها تقول : شاءت الأقدار ألا يتم زواجها .
( أبو نورة ) بغضب : اخرسي !
مضت الأيام والأسابيع ولم يتغير حال ( نورة ) أو حال ابن عمها ، وكانت أمها تبكي بجانبها وهي تحاول جاهدة إطعامها . ( أم نورة ) بحزن : كلي يابنتي .. جسدك بدأ بالفناء .
( نورة ) وهي جالسة وتحدق بفتحة الخيمة وتتمتم : لم أستخدم عقلي عندما أحببتك ، لكني أرهقته تفكيرا لأنساك .
( أم نورة ) : من ؟ من هذا الذي تحبينه ؟ ... هل هو سبب ا الحالة التي أنت عليها ؟!
( نورة ) : ...
( أم نورة ) وهي تصفع ابنتها وبصوت مرتفع : أجيبيني ! ( نورة ) وهي تحدق بمدخل الخيمة : لا بأس بالألم الذي يأتي بك .
نهضت ( أم نورة ) وخرجت من الخيمة وهي غاضبة وتقول : لقد فقدت عقلك .
( نورة ) : ... بعد أقل من ساعة خرجت
( نورة ) ليلا من خيمتها ، وتوجهت سيرا نحو قمة صخرية كانت قريبة من تلك المنطقة ، وصعدت عليها وبدأت تنظر إلى الأسفل والرياح الباردة تضرب جسدها : قربك كان بعدا عن الواقع ، وبعدك كان إصطداماً بأرضه القاسية . قفزت ( نورة ) من ذلك الارتفاع الشاهق ، وخلال سقوطها التقطها ( ملاز ) وحلق بها في السماء .
( نورة ) وهي تحدق بـ ( ملاز ) مبتسمة : لم أعتقد أنني من على قمة اليأس ، سأسقط بين أحضانك .
( ملاز ) يحدق بعيني ( نورة ) مبتسا . ( نورة ) وهي تعانق ( ملاز ) وتدمع : أريد معانقتك حتى يتحدث قلبي مع قلبك .
( ملاز ) : ...
( نورة ) : سأعانقك حتى أصاب بمس لا أرجو منه شفاء بدأ ( ملاز ) بالعودة نحو مضارب قبيلة ( سحيان ) . ( نورة ) بقلق : إلى أين تأخذني ؟
( ملاز ) : إلى قبيلتك .
( ملاز ) : هل يهمك رضاه ؟
( نورة ) : لا أستطيع .
( نورة ) وهي تعانق ( ملاز ) بقوة : لا أريد العودة ... لن أتحمل فقدا آخر ... أخاف الفقد .
( ملاز ) : يجب أن تعودي قبل أن يفتقدك أحد ( نورة ) وهي تعانق ( ملاز ) بقوة وتبكي : إذا كنت عازما على خنقي فاجعلها بعناق أخير . ( ملاز ) : سأرحل إذا عن هذه الأرض بلا عودة وسأخذك معي . ( نورة ) وهي سارحة : العار سيلحق بأبي .
( ملاز ) ينزل على الأرض . ( نورة ) وظهرها لـ ( ملاز ) : قليلك لم يعد يكفيني .
( ملاز ) : هل تخشين المجهول ؟
( نورة ) : أنا لا أخشى المجهول بقدر خشيتي مما أنا متيقنة منه ... وهو أن العار سيلحق بأبي وأخوتي . ( ملاز ) : هل راحتك في رحيلي ؟
( نورة ) وهي تحدق في الأفق : هل ترغب في الرحيل يا ( ملا ز ) ؟
(ملاز ) : حبك ليس ببقائك ، لكن بقائي مرهون بحبك . ( نورة ) وهي تنظر إلى مضارب قبيلتها عن بعد : وهل تشك بحبي لك ؟
( ملاز ) بوجه حزين : ... ( نورة ) : هل يتزوج الشياطين من الإنس ؟
( ملاز ) : الزواج من الإنس نهاية أي شيطان ، هل تقبلين أنت الزواج من شيطان ؟
( نورة ) وهي تغمض عينيها وتبتسم : بقدر حبي لك أقبل ... إلا أن خوفي عليك أكثر .
( ملاز ) وهو يضمها : سأتنازل عن كل شيء إلا أنت . ( نورة ) وهي تبتسم وتدمع : وحاجتي لك ستغنيني عن الناس .
( ملاز ) يبتسم ... ( نورة ) ترفع يدها وتضعها خلف رأس ( ملاز ) وتبتسم : أبي سيكون مجتمعا غدا مع شيوخ القبيلة وكبار القوم .
( ملاز ) وهو يضمها بقوة ( نورة ) : سأذهب إليه ، ولن أخرج إلا بموافقته على تزويجنا .

عاشق نورهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن