حظي

32 6 14
                                    

أنا حظي شبه الوردة الدبلانة
المزروعة وسط الصحرا بلا ماية
بلا ضل يخفف عنها لهيب الشمس الحارقة
بلا مخلوق بالصدفة يعدي قلبه يحن
فيسقيها شوية ماية
وحيدة مالهاش ونس يهون عليها
مالهاش جنايني يراعيها
كأنها بنته
كل يوم يشأر عليها قبل النوم
فتلاقي منه الاهتمام ومتدبلشي
فترعرع وتكبر وتبقى زاهية
عشان لقت بس الاهتمام
عكس ما يصيبها الجفا
يوم ورا يوم ورقها يتساقط
وتدبل الوردة الزاهية المسكينة
ويدبل معاها أي أمل للحياة
هناك في الصحرا الجرداء الخاوية

وأنا كان حظي يشبهلها
ملقتش عابر سبيل يمد لي إيده
ملقتش ضل أتدارى فيه من اللهيب
ملقتش عون فدعيت ربنا يكونلي عون
أنا كل يوم في صراع مع عقلي
وحرب أفكاري دايرة مبتخلصشي
أنا شكلي هكون شهيد الافكار
من كتر ما مدافع أفكاري بتنهش عقلي
أنا كنت وحيد في الصحرا
وحاولت ألاقي المغزى
ملقتش المعنى واضحلي
فبدأت أحس بخنقة
وأدركت بإني في توهه
ومكان مش مناسبني
أنا حتى صاحبت الرملة
من كتر الخوف م الوحدة
ويعدي الوقت عليا
ويدبل قلبي م الإنتظار
م قلة السؤال
م العشم ف ناس تنجده
فيتخذل.

في رحلتي..
أنا شوفت الأعمى مفتح
ولقيت الشايف أعمى
مش كل الشايف شايف
ولا كل الأعمى أعمى
في ناس بتشوف بقلوبها
وناس جحودها عماها
في ناس بتحب تشوفها
وناس تكره طلتها
في ناس مخلوقة بقبولها
وناس عكرة متتحبش
فانا حظي دايما بيسوقني
للناس العامية بجحودها
والصدف النادرة بتجمعني
بالناس الشايفة بقلوبها
دول أكتر ناس تشبهني
ومع أسفي لقانا قليل.

الغربة بتقتل يا ولداه
بتربيك من أول وجديد
بتخليك تعتاد الوحدة
والوحدة بتقتل والله
فاللي زمان قد داق الغربة
لو خيرته يعيد أيامها
هيكون الموت حقيقي أرحمله.

شِـــــ.ع.ــــرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن