القِصة الثانِية

28 1 0
                                    

- أنا شايف إن علاقتنا محتاجة فُرصة يا ندىٰ.

في وسط قعدة لينا علىٰ البحر، مع الهوا اللي بينقي قلبنا، لقيته اتكلم، إحنا جوازتنا كانت اتفاق بين جدي ووالده، يعني عشان كنا جيران، جدو شاف الصح ليا، والصح ده كان سيف، رغم إن بينا 11 سنة بس عمره ما حسسني بفرق السن ده، وعلىٰ طول بنتعامل علىٰ إننا صحاب وبس.

- إيه خلاك تفكر كدَ دلوقتي، إحنا مع بعض من زمان يعني.
- حاسس إننا قادرين نبدأ من الأول، كنت مستني إن يبقى عندنا طاقة نقدر نحطها في علاقة تانية، إحنا في أمر واقِع دلوقتي، المفروض يبفى عندنا عيلة، والعيلة دي بيبقى أساسها حب، وده لسه مش بينا يا ندىٰ.

سكت شوية، يمكن هو مش بيحبني، بس أنا معاملتي ليه كصاحب كانت نابعة من الحُب اللي جوايا ليه، سيف كان أول شخص أحس معاه بالأمان بعد ما فقدت عيلتي، وأنا بالنسبالي الحب لو من غير أمان يبقىٰ مش حُب.

- أنا متفقة معاك في كل اللي بتقوله، وموافقة إننا ندِّي فرصة لبعض، بس لو ما نجحناش؟

نطقت آخر جملة، وأنا حاسة إن روحي بتنسحب، مش متخيلة إننا ممكن ننفصل بجد! هبعد عن أماني! طب هلاقي الأمان ده فين تاني غير معاه!

- نجرب الأول، لو منجحش يبقىٰ ساعتها نفكر في حل، يلا نروح بقىٰ عشان الوقت إتأخر، وعندي شغل بكرة
- عشان خاطري يا سيف كمان شوية.
- كل شوية تقولي كدَ لحد ما الوقت خلاص، الساعة 12 يا ندىٰ، مش هلحق أنام لو اتأخرت عن كدَ، يرضيكِ أروح الشغل وأنا بنام؟
- لا ميرضينيش بصراحة، يلا نروح.

مشينا علىٰ الكورنيش لحد ما روحنا، يوم مفيهوش ساسبينش بس وجوده مخليه أحلىٰ، روحنا البيت وكل واحد راح أوضته عشان ننام، دخلت أوضتي وغيرت هدومي، بدأت أقرأ رواية، أنا مش بنام في الوقت ده، بس هو يا عيني عشان عنده شغل محتاج يركز، كالعادة قرأت في الرواية لحد ما روحت في سابع نومة.

صحيت الصبح، لقيت الفطار جنبي، وفي ورقة موجودة، لقيت الرواية متشالة علىٰ جنب بعيد عني، ده معناه إنه دخل الأوضة، يا مسهل، مسكت الورقة عشان أشوف فيها إيه:

" عارف إنك هتصحي متأخر عشان سهرتِ كالعادة، حضرتلك الفطار لو كان برد إبقي سخني وكلي على طول، في أيس كوفي في التلاجة عشان تفوقي بعد الفطار، ومتحضريش عشا النهاردة، وعلىٰ الساعة 5 هتلاقي الباب بيخبط، خدي الحاجة من الشخص اللي هتلاقيه، والبسي واجهزي عشان بالليل خارجين".

بجد بيلحق يعمل كل ده إمتىٰ؟ أنا عقبال ما أفوق وأغسل وشي تكون الدنيا خربت، قومت فوقت وغيرت هدومي، ودخلت أوضته، لقيتها مترتبة كالعادة، كان نفسي أقول إني متجوزة واحد فوضوي وأصيح زي الناس اللي هناك دي، بس سيف مرتب أكتر مني أنا شخصيًّا، قعدت في أوضته، وشغلت مسلسل على اللاب، وفضلت أسمع لحد الساعة ما جت 5.

السُم الحُلوWhere stories live. Discover now