"رقيقة بطريقة عشوائية، تترك أثرًا ناعمًا كفراشة"
- لقائلها.
- يعني هتروحي كل يوم متأخرة كدَ.
- باكل يا ماما ما آكلش؟
- لا كُلي يا أختي.
صوت ماما الصبح وهي بتزعق نعمة الواحد بيحمد ربنا عليها كل يوم، مش متخيلة بصراحة يوم يعدي من غير صوتها وحِسها في البيت.
لبست ونزلت على مهلي، محدش يقدر يخليني أنزل بدري مهما حصل، وصلت الشغل ودخلت بثقتي الجامدة كالعادة، دخلت المكتب حطيت الشنطة، ما مرش خمس ثواني على دخولي، ولقيت المدير بينادي.
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خير يا أخت ندى مش ناوية تيجي بدري.
- يعني حضرتك أنا لو جيت الشغل جعانة دلوقتي، ومركزتش فيه، المستمعين هيلاقوني بعك في الكلام، يرضي حضرتك؟
- والله يا ندى لولا إني عمك كان زمانك من غير شغل لحد دلوقتي.
- لا لا خليك طيب يا عمي كدَ، ده إنتَ على راسنا يا حاج.
- كلي بعقلي حلاوة يا أختي، اجهزي بقى يلا عشان تدخلي كمان ربع ساعة.
- حاضر يا عمي، أستأذنك أروح أجهز نفسي بقى.
- اتفضلي يا آخرة صبري.
رجعت ع المكتب بتاعي، خدت الورق اللي سهرت عليه كالعادة عشان أطلع أحلى ما عندي، ودخلت أوضة التسجيل بكل أريحية، في أماكن معينة كدَ بتلاقي نفسك مرتاح فيها جدًا، أنا بين الأربع جدران دول بلاقي نفسي.
قعدت ع الكرسي، خدت نفس عميق، عدلت المايك، بدأت التسجيل، وكل مرة بيتجدد جوايا الشعور كإنه أول مرة، بس ده ألطف شعور ممكن يحس بيه شخص.
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحبابي المستمعين أهلًا بكم في حلقة جديدة من برنامج سؤال ما، وطبعًا كلنا عارفين نظام البرنامج، بس نعيد سريعًا عشان لو في مستمع جديد، الحلقة بتدور حوالين سؤال معين بتبعتوه على بيدچ البرنامج، بيتم الاختيار عشوائي، وبنتكلم ف الموضوع ده طول الحلقة، وبنفصل كالعادة بصوت الشيخ المُفضل لكل محبين البرنامج وهو فضيلة الشيخ مشاري راشد.
- سؤال النهاردة بيقول: "هل الأنانية صفة جيدة أم سيئة؟"، سؤال رائع نود شُكر صاحبه أو صاحبته قبل البدء، بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد الأنانية من الصفات اللي ممكن تكون ذات وجهين، يعني الأنانية جيدة، وأيضًا في ذات الوقت السيئة، إزاي ده؟
- أول حاجة هنتكلم عن الأنانية الجيدة، الأنانية الجيدة دي بتبقى عُبارة عن اختيار نفسك في موقف لو اخترت فيه شيء تاني هتخسر، يعني إيه؟ يعني مثلًا إنتَ خارج مع مجموعة من صحابك، بس فيهم بعض الأشخاص اللي م بتشوفهم لُطاف إلى حدٍ ما، فإنتَ في الموقف ده قدامك اختيارين، يا توافق يا ترفض، لو وافقت، هتبقى ضغطت على نفسك، وفرضت على نفسك وضع ممكن يضايقك بعدين، ليه ممكن أجبر نفسي تقعد مع أشخاص مش بتستلطفهم؟ ما أنا أرفض وأفضل وسط عيلتي، ناس بتحبني وبحبها، ناس أرتاح في القعدة معاهم من غير ما أحس بضيق أو زعل.
YOU ARE READING
السُم الحُلو
Short Storyالسلامُ علىٰ عينيكَ يا حبيب كُل الأيام. أعرفُ أنكَ توقفتَ عن حُبي، وأنك لم تعُد تشعر تجاهِي ولو بقطرَة من الحُب، لكن حبي لكَ لم ينقطعْ حتىٰ بعد رحيلكَ، فقد أحببتكَ؛ لأني وجدتُ فيكَ ضالتِي، ظننت أني وجدتُ ذلك الشخصَ الذي سأكونُ بخيرٍ معه، لم أدرك أن...
