القِصة الثالِثة

24 0 0
                                    

أشعُر وكَأنني ظَلمتها، حَتىٰ وهِي التِّي هَجرتني، أشعُر وكَأنها لا زالَت مَلاكًا، ولكِن مِن خيبتِي رأيتُها سَرابًا"
- لقائلها

- إنتِ مش بتفهمي ولا إيه؟ كذا مرة أقولك لازم نبين إننا مبسوطين صح؟
- صح.
- يبقى ليه الحركات الغبية اللي بتعمليها وأهلي هنا؟
- أنا آسفة.
- لو اتكررت تاني هتشوفِ مني يوم إسود يا هانم، ولو دخلتِ عيطتِ وسمعت نفسك تبقي جنيتِ على نفسك، سامعة؟
- حاضر.

دخلت الأوضة وأنا مرعوبة، مش قادرة أسيطر علىٰ نفسي، معقول في حد بالقسوة دي؟ هو ده الشخص اللي كنت بحارب أهلي وصحابي والدنيا كلها عشانه؟ قد إيه أنا كنت مُغفلة، أنا خسرت كل حاجة ومهتميتش، كل ده عشانه!

قعدت علىٰ السرير وأنا بعيط، مش قادرة أسيطر علىٰ دموعي، سمعت صوت الباب بيتقفل، نزل وسابني كالعادة، حسيت إني اتحررت، بدأت أعيط وصوت عياطي يعلىٰ أكتر وأكتر، حسيت إن طاقتي معتش موجودة إني أعيط حتىٰ، أنا بقى عندي إيه دلوقتي؟ أهلي وقالوا أتحمل تمن اختياري، صحابي سيبتهم عشان كانوا بيعارضوني عليه، أروح لمين دلوقتي؟ محدش باقيلي غيري!

كنت معمية عن كل ده إزاي؟ للدرجادي الحُب مش صح؟ للدرجادي الحُب بيوجع؟ طب ليه إحنا نعمل حاجة تإذينا وتوجعنا؟ ليه منفكرش نخبي قلبنا، ونخاف عليه من إنه يتكسر، ليه نسيب نفسنا ضُعاف معرضين للكسر من أبسط حاجة من شخص سلمناه قبلنا، وهو مكانش الشخص اللي هيحافظ عليه!

نمت من العياط والتفكير، صحيت مفزوعة، حتىٰ أحلامي مش سايبني فيها، بس هو كان بيحميني في الحلم، يعني أنا سبب أذيته دلوقتي! قومت غسلت وشي، وقعدت في الصالون أستناه لما يرجع، رجع بعديها بشوية مستنيتش كتير، أول ما دخل من الباب حضنته، هبان معنديش كرامة، بس مليش غيره أشتكيله منه!

لقيته بادلني الحضن من غير كلام، من كتر الراحة اللي كنت حاساها معاه مركزتش إن هو كمان حضني، بعدت عنه شوية بهدوء، فضلنا باصين لبعض شوية، ومفيش أي صوت، لحد ما قطعت السُكات ده.

- سيف، ممكن نتكلم؟
- هغير هدومي وأجيلك.

دخل الأوضة يغير، وأنا فضلت متنحة في مكانه لفترة، سيف بيتعامل بالهدوء ده إزاي بس، لقيته طلع مسك إيدي، ودخلنا أوضته، قعدنا علىٰ السرير، بس أنا حطيت راسي علىٰ رجله، وبدأت أحكيله وأشتكيله منه، الجميل إنه بيسمعني، عارفة إنه مش جميل ولا حاجة إنه يسمعني وهو بيإذيني، بس أنا بحبه، فأبسط حاجة هيعملها هشوفها جميلة بشكل غير عادي.

- سيف، إنتَ عارف إني مليش غيرك، ووعدتني إنك هتفضل معايا علىٰ طول، وأما كله سابني عشان بحبَّك، قولتلي مش مهم أنا هكونلك اللي تعوزيه، بس إنتَ بتتخلى عني علىٰ طول يا سيف، أنا مش حاسة إني من أولوياتك، حاسة إني زيي زي أي غرض في البيت هنا، عايزيني أهتم بيك وبالبيت وأبان طايرة من الفرحة معاك قدامك أهلك، بس إنتَ مبتهتمش بيا، سيف إنتَ لو جبت وردة وزرعتها، وقعدت تتفرج عليها، ومستنيها تكبر لوحدها، من غير ما تسقيها وتهتم بيها، هتكبر إزاي؟ شكلها هيبقى جميل إزاي من غير اهتمام؟ أنا عايزة أسألك سؤال وأتمنىٰ ترد عليا من غير كدب.
- قولي يا ندى.
- إنتَ اتجوزتني ليه؟
- عشان بحبك.
- هو اللي بيحب حد بيإذيه بالشكل ده يا سيف؟
- مينفعش أضعف يا ندىٰ، مينفعش أبينلك إني بحبك، كان فترة الخطوبة وشوفتيني ضعيف كتير، لكن مش هفضل ضعيف طول العُمر!
- إنتَ شايف إن الحُب ضعف يا سيف.
- أيوة يا ندىٰ.
- أنا ممكن أتفق معاك إنه بيبقى ضعف، بس ده في حالة واحدة، لما تسلم قلبك لشخص مش هيحافظ عليه، أو مش جدير بيه، إنتَ شايف إني كدَ يا سيف؟
-.........

السُم الحُلوWhere stories live. Discover now