_لوهانا..بحق السماء الفطور جاهز !!!إخترق صوتها طبلة أذني من شدة صخبه، واجهت ملامح وجهي المتكشرة أمام المرآة و بدأتُ أرتب غرتي بعصبية، رحتُ أتفقد ملابسي المكونة من بلوزة بيضاء حريرية و فضفاضة،و تنورة بندقية اللون كعيناي تمتد لما تحت ركبتاي، مع حذاء طويل الياقة يغطي ما تبقى من ساقاي، تأكدت من أن كامل شعري مدفون تحت ملابسي لأرمق نفسي برضا أمام المرآة، حملت حقيبتي لأهم خارج غرفتي.
وطأت قدمي آخر درج لأعرب عن إنزعاجي قائلة_فيرونيكا هايزل، هل تمتلكين مكبرات صوت داخل أحبالك الصوتية أم ماذا، الحي بأكمله سمعك، كيف لإمرأة في مثل عمرك أن تمتلك هذه الطبقة العالية من الصوت..؟
خاطبتها بعد أن جلست على إحدى الكراسي لتناول فطوري، بعد كلامي ذاك إندفع جسدها نحوي بسرعة لتبدأ بسكب العصير لي بينما ترد علي
_ليس من الأدب أن تنادي عمتك بٱسمها الكامل يا فتاة !
ثم ما به عمري، لا زلت فقط في بداية أربعيناتي.
أنهت كلامها لتنقر جبهتي بخفة، لوحت بمؤخرتها أمامي لأقهقه بخفة
عمتي إمرأة حيوية و مجنونة..لكنها طيبة جدا
عكس أغلب العمات
تمتمتُ بقليل من السخرية_لكنكي تعانسين يشدة..
نعم..عمتي ليست متزوجة، هي في الحقيقة ما زالت عذراء, لكن أملها في العثور على شريك حياتها لم يمت
رمقتني بتلك النظرات المميتة لأصب كامل تركيزي على فطوري بكل هدوء..كعادتي.
كنت على أوج الإستعداد في الخروج، لكن صوتها أوقفني عن ذلك..من الطريقة التي نادت بها إسمي
علمت ما كانت تريد قوله..لذا ٱختصرت الأمر على كلانا_عمتي..من فضلك لا تحاولي..
رمقتني بحزن و هي تعطيني تلك النظرات
إمتدت يدها لتخرج بعضا من خصلاتي البنية من تحت ملابسي ثم قالت بعناد
_لوهانا عزيزتي..متى ستفهمين أن..
لم تكد تكمل كلامها لأنني قاطعتها بسرعة
_لا أريد التحدث حول هذا..عن إذنك..
ألقيت كلماتي بسرعة لأخرج من المنزل، في شوارع "فرلندا" الجميلة و الهادئة..الجو الخريفي الذي يطغى على جميع الدول الإسكندنافية..
وقفت في طرف الشارع في ٱنتظار ظهور إشارة المرور
و بدون شعور مني، لقد شردت مرة أخرى
لقد غطصت في دوامة التفكير،أفكر في كيف أن حياتي قد تغيرت بسرعة.
أتذكر ماضي الذي ولّت روحي الجميلة معه، أليس من المحزن أن تتبلد روحك في ريعان شبابك.
موت أمي قد خلق ثغرة كبيرة في حياتنا جميعا...لكنني كنت الطرف الأكثر ضررا.
لم تترك لنا أمي أي شيء غير صورها و ذكرياتها في أذهاننا، لقد كانت إمرأة جميلة جدا، و حنونة أيضا، روح جميلة تطفو فوق الأرض، و بصفتي الفتاة البِكْر لها، فإن علاقتي بها كانت قريبة جدا، لقد كانت الصديقة و الأم و الأخت و السند و كل شيء، أتذكر كيف كانت تداعب شعري كل صباح لأستيقظ، و توصيني عليه دائما حتى أعتني به..لا أعلم السبب لما لكنها ٱعتادت قول ذلك
لذلك منذ ذهابها،لم يسبق لشعري و أن تطاير مرة أخرى على نسيم الهواء...
خمس سنوات
لقد ظهر شخص آخر، نفس الجسد لكن بطباعٍ أخرى
لقد كانت خمس سنواتٍ أكثر من كافية لتخطي وفاتها كما فعل أفراد عائلتي..لكنني لم أستطع
خمس سنوات
لقد كنت شخصا مخيفا..و كنت واقفة على الحافة فعلا
لحسن الحظ أننى أمتلك أسرة جميلة كخاصتي
لقد ساعدني الكل في تخطي أزمتي
صحيح أنني لن أعود لوهانا الفتاة النشيطة و المشرقة التي ٱعتدتها قبل ذهاب أمي
لكن جزئا كبيرا من قلبي قد ترمم.
أنت تقرأ
Serendipity || BNHA
Romanceكيف لصدفة أن تجمعنا بهذه الطريقة ! _ذلك الشخص، إنه نفسه أخ صديقتي...و شريك أبي أيضا !! _تشرفت بلقائك..سيدة هايزل _تشرفت بلقائك ايضا..سيد باكوغو. _أحب حياتي المملة الخالية من اي شيء يذكر..لا أحتاج أشخاصا دراميين بها ! _حياتك هذه...سأكون السبب في ٱنقل...