PART: 2

477 44 32
                                    


'نلتقي في الكافيتيريا'
جملة قد تبدو عادية للبعض، لكنها حتما ليست كذلك بالنسبة لي.
شقت الإبتسامة وجهي بالكامل، و حماسي للوصول إلى الكافيتيريا قد فاق الحماس بنفسه،رأيت لعض الطلاب بنظرون إلى بٱستغراب، لن أتعجب من ذلك لأنني لست الشخص الذي ينشر إبتسامته هنا و هناك..هذا يحدث نادرا.
لم أهتم لكل ذلك بل ٱنتفضت من مكاني بسرعة لأبدأ بالجري بين الأروقة بينما كل تفكيري في صاحب الرسالة.

الشخص الذي و لسوء الحظ أبعدتنا ظروف الحياة عن بعضنا البعض لمسافات طويلة، لكن و رغما عن ذلك
لقد كانت أرواحنا متصلة بشكل عجيب.
الشخص الذي لم يكن فقط بشرا في حياتي، بل كان كتفا لي...في الوقت الذي كنت أرى فيه إلتئام جروحي العميقة شيئا مستحيلا.
في أكثر وقت كنت فيه محبطة لقد كان يردد هذا الشخص دائما في أذني
"كل جرح يعطي درسا..و كل درس يعطي بطلا"
لقد قلت سابقا أنني شاكرة لجميع أفراد أسرتي كثيرا
لقد كان هذا الشخص واحدا من بينهم
و من قال أن الأسرة هي التي تقربك بالدم فهو مخطئ
ماذا عن صديق بكى معك و ضحك معك
نعم إنها صديقتي و واحدة من أفراد أسرتي

و أنا مدينة لك طوال حياتي...باكوغو أماندا.

وصلت أخيرا إلى قاعة الكافيتيريا الضخمة و لحسن الحظ كانت فارغة بعض الشيء
صدري يعلو و يدنو بسرعة من شدة تنفسي القوي، أما ساقاي فقد كانتا ترتعشان بخفة
و أنا ابحث عنها لبصري، خفق قلبي فجأة و بقوة
إنها هي !
تلك الفتاة الفاتنة ذات القوام المثير للإنتباه، طول فارع و جسد رشيق كعارضات الأزياء
ملابسها السوداء التي تزيدها هيبة، و شعر أشقر يصل لمنتصف ظهرها تتخله بعض الخصلات الحمراء
ملامحها الأسيوية الحادة التي زادتها جمالا فوق حسنها
لم أسعر بنفسي إلا و أنا أطلق تنهيدة عميقة و الإبتسامة لم تفارق وجهي
_أماندا..أنتي لم تتغيري..
قلت كلامي لأبدأ بالخطو بإتجاهها بخطوات بطيئة
لكنني توقفت في منتصف الطريق لسبب أجهله و راقبتها و هي تجلس على إحدى الطاولات هناك
إلى أن لمحتني هي بدورها لتقف بسرعة من كرسيها و ملامح السعادة على وجهها
لم أحتمل أكثر لأجري بٱتجاهها كما فعلت هي
عانقتها بكل قوتي و كأنها ستهرب مني..كما حدث سابقا.
بادلتني العناق هي أيضا، و لقد ٱستطعت سماع صوت بكائها و هي تردد
_لقد ٱشتقت لك، لقد ٱشتقت لك..لقد مرت عامين !!
لم أسيطر على نفسي أكثر و بدأت بالبكاء أيضا
لقد ٱستطعت ٱشتمام رائحتها التي لطالما كانت جميلة جدا.
تنفس بعمق و كأنني كنت مخنوقة لمدة طويلة
لأنني كنت كذلك بالفعل..غيابها كان صعبا علي كثيرا
فصلت العناق لنتظر إلي ماسكة وجهي بكلتا يديها
_لما ما زلتي قصيرة لوهانا ؟
قلبت أعيني وسط دموعي لأطلق ضحكة خفيفة
هذه الفتاة رغم أنني إلتقيتها تواً إلا أن تأثيرها قد فُعِل علي بسرعة
_الخطأ ليس بي أيتها اللعينة، أنتي التي تنافسين الزرافة طولا قلت و أنا أمسح دموعي أما هي فأرجعت رأسها للوراء و هي تضحك بصخب
_أيتها اللقيطة !
ضحكت بسخيرة لأجيب بسرعة
_تَرْبِيَتُك !
ضحكت كلتانا بعد كلامي لتخاطبني أماندا فجأة بجدية
_لم تخبري أحدا بمجيئي أليس كذلك؟
_لا لم أفعـ..
لم أستطع إكمال كلامي لأنها جرتني على حين غرة فسألتها حتى توضح الأمر لي
_إلى أين..؟
إلتفتت إلى بعد توقفت أمام مخرج الجامعة، لم أعد أشعر بذراعي من شدة إنتشالها لي
_لا أعلم..لنبتعد عن ضجيح العالم فقط..!
إبتسمت لها لأعطيها موافقتي بعدها لتتابع جرها لي إلى أم توقفت أمام إحدى السيارات الفارهة التي كانت مركونة هناك
وضعت يدها على السيارة و هي تتلمس سطحها و تقول
Mercedes s-classسيارتي المفضلة في مجموعتي_
لو كانت رجلا لتزوجته !
رفعت حاجباي بإعجاب لأصفق لها قبل تركب كلانا السيارة و الإبتسامة لا تفارق أوجهنا.

Serendipity || BNHAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن