P.2

119 2 0
                                    


وضعت الهاتف جانبًا و جلست على حافة السرير اذ بأحدهم يرن جرس المنزل
نهضت مسرعة لعلها يارا ، فتحت الباب بإبتسامة موجهة لها
"نسيتي هذا"
رفعت هاتفها اذ بها تنزعه من يدي حالما رأته
"هونًا بك"
أدارت ضهرها لي و أسرعت لسيارتها
"يارا !"
لم تسنحلي الفرصة كي أتحدث عن ما يغضبها أو عن الصورة
لم أضن أنها قريبة لزوجي هكذا ، تنهدت و دخلت المنزل باحثة عن شيءٍ لأفعله
-توجهت لغرفتي و إستلقيت على السرير ... بعد دقائق من التفكير و التقلب
أطبقت عيناي عساي آخذ غفوة أتخلص بها من كل ما أعيشه حاليًا

فتحت عيناي في غرفة مظلمة بجدران سوداء... لم استطع رأيت أي شيء كليًا رغم محاولاتي إذ بأحدهم ينير قنديلًا أنار به نصف الغرفة
رمقت وشومه الواضحة على ذراعه وعضلاته قبل ان انتقل لوجهه فقد كان نصف عارٍ و جذبتني فعلًا
لا أستطيع الانكار ... لم أرى أي رجل بهذه الوسامة من قبل
إبتسم لي بغرابة ثم نهضت من على الأرض العارية
-"من تكون؟"
سألت بصوت منخفض
-"لا يهم"
إقترب مني ووضع القنديل على الأرض ، خطوت خطوة للخلف تلقائيا إذ به يمسك خصري و يسحبني نحوه
-"لا داعي للخوف لن أفعل شيء بدون إذن ... أو سأفعل؟"
أردت دفعه بعيدًا و الفرار، لكن جسمي لا يساعد ، لم أستطع حتى التفوه بكلمة لأسباب لا أعرفها

وضعت يداي على صدره العاري لتخفيف الإحتكاك بيننا ، إبتسم ومرر يده نحو عنقي
-"أستطيع تزين عنقك أكثر"

كانت هذه آخر جملة قالها قبل أن أستيقظ مع شهقة عميقة جلست فوق السرير و فركت عيناي بقوة
-"هل ستظلين نائمة طوال اليوم؟"
قفزت من مكاني بعد سماع صوته ثم أدرت جسمي لمواجهته
-"منعتني من الخروج سابقًا"
إقترب و جلس جانبًا على حافة السريرو مرر لي مرهما رغم انه بدى غاضبًا كالعادة
-"عالجي ما في عنقك ... عديمة الفائدة"
إعتدت على مثل هذه الكلمات لذا لم تحرك شعرة مني ، ضللت صامتة و أمسكت بالمرهم
-"رأيت صورة في خلفية يارا ... كانت تجمع كليكما"
أدار رأسه ناحية و توسعت عيناه
-"لما تبحثين في أغراض الناس؟"
-"لم أفعل فقط-"
قاطعني للمرة الالف هذا اليوم
-"لا تتدخلي فيما لا يعنيك !"
جعلتني كلماته أتجمد في مكاني ...
-"لا داعي للإنفعال "
-"إنفعال؟هل تشكين بي؟"
صاح بوجهي
-"لم أقل ذلك"
-"إغربي عن وجهي!"
لم أتفوه بكلمة أخرى ، إكتفيت بالخروج من هناك متجهة للحمام
أغلقت الباب خلفي نضرت للمرآة متلمسة ندبة أخرى على عنقي ... لم أتذكر فعلًا متى كان هذا هنا ... وضعت المرهم جانبًا وشرعت بنزع ملابسي متجهزة للإستحمام ، وضعت جسدي داخل حوض المياة الساخن و اسندت رأسي على حافته سامحة للماء بالتغلغل في كل إنش من جسدي
بدون سابق انذار شعرت بيد تتوجه نحو ثدي لأجلس مستقيمة بينما تتجول عيناي كافة الحمام
-"ما اللعنة..."
تمتمت بخوف ، لم تدم متعتي طويلًا فقد أمسكت بالفوطة و غطيت بها جسدي ناسية امر الاستحمام و المرهم

هرعت لغرفتي حيث ليسڤر متكئ بدون مبالاة لأي لعنة
أمسكت بلباس نومي المفضل و أسرعت في إرتدائه ... يبدو انها المرة الأخيرة التي سألج فيها الحمام
تسللت للسرير أمام ليسڤر و أدرت ضهري له ، سمعت تنهده ثم نطق بصوت منخفض
-"هل لك ان تنهضي؟"
-"لما قد أفعل؟ انه سريري أيضًا"
تنهد للمرة الثانية و التقط وسادته ثم همّ بالخروج و اغلق الباب خلفه، لو كان يومًا عاديا لنِمت مرتاحة كليًا لكن بعد كل ما حدث ... لا أضن ذلك ، إستوليت على كامل الفراش و لويت جسدي بين الأغطية شعرت أن ذلك قد يحميني من الاشباح ، بدأت تدور في ذهني افكار مختلطة عن العالم السفلي و كل ما يتبعه
أغلقت عيناي محاولة النوم لكن لم أستطع كما توقعت ، بعد عدة محاولات تشجعت أخيرا لنهوض و تحضير كأس من البابونج لعله يساعدني على النوم ، وضعت قدماي على الأرض محدقة بكل زوايا الغرفة ، قمت بإشعال أي مصباح يضهر أمامي ثم مشيت بكل ثقة متصنعة القوة نحو الباب
وضعت يدي على المقبض و حركته للأسفل لكن الباب أبى أن يُفتح ، فعلت ذلك مرار و تكرارًا و الخوف بدأ يملئني ... رحت أدق الباب بقوة و أنادي ليسڤر...لكن لا مجيب سئمت من الوضع و قررت العودة لسرير ، لم أستطع إخفاء جسمي المرتعش من الخوف بدون أدنى سبب

إستلقيت موجهة وجهي لسقف و يداي على صدري كجثة مستلقية في تابوت
-"هل أساعدك؟"
جذبني صوت إذ بوجهي يلتف ناحية الصوت
صرخت بكل ما أملك من قوة بعد ما أدركت نفس الرجل الذي حلمت به صباحًا
ركضت الى الباب ورحت أرُجه و أقرعه بينما أطلب النجدة
ادرت وجهي له و رَنَيت بنظرات تملئها الخوف ، أما هو إكتفى بالسكون مكانه و النظر إلي مع إبتسامة تشق وجهه
حاولت كسر الباب بركلي له مما جعله يضحك بخفة ثم نهض متجها لي ، دموعي لم تتوقف مع ترجياتي للرحمة رغم انه لم يمسسني حتّى ، واجهني بإبتسامته ثم نطق أخيرًا
-"سألتك سابقًا... هل أساعدك؟"
ضللت ساكنة لفترة ثم أومأت له خائفة
وضع يده على المقبض ثم فتح الباب بشكل طبيعي كما لو أنه لم يُهلكني من قبل
جريت بكل ما أملك الى احد الغرف باحثة عن ليسڤر و دموعي لم تتوقف لثانية

رغم إبتعادي من الغرفة مازلت أسمع صوت ضحكه مما جعلني أغلق أذني و أستمر في الركض لطابق العلوي
فتحت باب أخر غرفة و إندفعت إليها
-"ليسڤر!"
صحت و بدأت أرج جسده لعله يستيقض
-"اللعنة !ماذا؟"
قال وهو يرمقني في الضلام الدامس ، لذا قمت بتشغيل النور وجلست على خافة السرير
-"لما تبكين ؟ اجيبي"
-"الم تسمع ..."
إستعبت مدى بعد غرفته عن الأخرى لذا غيرت جملتي
-"هل يمكنني النوم هنا؟"
-"لا"
غطى وجهه بالبطانية وحاول العودة لنوم ، تجاهلت ما قاله سابقًا وتمددت على السرير ببطء حتى غفيت.

__________________

Don't forget the vote :)
Thank u for reading

obsessions | هَواجِسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن