P.1

233 4 1
                                    



قررت أخيرا فتح عيناي بعدة عدة قيلولات متواصلة ، لنقل أني أكثر فرد خامل في هذه العائلة ، جلست منتصبة ثم فركت عيناي قبل أن ألقي نظرة على الساعة التي تشير إلى الحادية عشرة صباحًا ، بدأت دقات قلبي بالتصاعد عالمة أنني تأخرت عن العمل ... مجددا...

-"اللعنة"
لفظت تحت أنفاسي راكضة للحمام.
أخلقت الباب خلفي و شرعت بغسلي وجهي المخمور بالنوم
-"مجددا؟"
سألت نفسي رامقة كدمة ناحية عنقي من خلال المرآة
-"يا إلهي!"
همست بألم بعد تحسسي لها بإصبعي ، لكني تجاهلتها كليا ... فقد إعتدت الضرب المبرح من زوجي مع عدة كدمات تفوقها ألمًا.

بعد إنتهائي من كل ما يفعله البشر في الحمام ، فتحت الباب ناوية الخروج إذا بعيني تميل لزوجي ليسڤر الذي يرمقني بنظرة قاتلة متئكاً على الحائط المقابل لي ... عقد ذراعيه ناحية صدره ونطق أخيرًا بعدة مدة من الصمت
-"متأخرة مجددًا؟"
قال بصوت منخفض بالكاد سمعته
-"لما لم توقظني"
-"أوقظك؟أ أنتِ طفلة؟"
صاح متجهًا نحوي ، يملئني الإرتباك كل ما خطى خطوة ناحيتي
-"قد بالغت الشرب البارحة...لذا-"
قد بدى التوتر واضحًا على صوتي
-"إخرسي!"
صات في وجهي للمرة الثانية ، ممسكا بشعري بقوة جاعلًا كل عضمة يحتويها جسدي ترتجف
-"هل إشتقتِ لضربي لك"
-"يجب..يجب ان أذهب للعمل.."
حاولت تغيير الموضوع ، لأن القادم أسوأ
-"لا عمل اليوم"
بصق كلماته الأخيرة قبل أن يدير ضهره و يخطوا بعيدًا ، تنهدت بكل إرتياحية ... فجسمي غير قادر على تحمل المزيد من الضرب

إتجهت ناحية غرفتي و رحت أغير ملابس ، أرتب السرير الذي يشهد على صراخ... بنيما أفكر بحظي العثر مع أحدهم
فجأة فتح الباب و دخل منه ليسڤرتنهدت معبرة عن الإنزعاج
"ذاهب لمكتبي ... لا خروج اليوم هل كلامي مفهوم"
أومئت له ثم غادر الغرفة مغلقًا الباب خلفه

جلست على الفراش أتحسس مكان الندبة ناضرة للفراغ
-"مئلم صحيح؟"
سمعت همسًا في أذني اليسرى ... أدرت رأسي ناحيته لكنني فجعت حالما لم تلحظ عيناي أي أحد بجواري
بدأت تدور في ذهني أفكار عشوائية لكني اقنعت نفسي أخيرًا أنني أتوهم
رن هاتفي و أخجني من شرودي ، ألقيت نظرة على المتصل و سرعان ما إتسعت إبتسامتي حال ما قرءت إسم أحد أقرب الصديقات لي

-"يالرا؟"
-"إفتحي الباب و اللعنة!"
ضحكت بخفة على صوتها الخاضب راكضة للباب ، فتحت الباب ورمقتني بنظراتها الغاضبة
-"اليوم كله و أنا أرن الجرس اللعين"
-"إدخلي !"
جلسنا على أحد أرائكي و النظرة لم تزل من وجهها
-"حبًا بالرب! لم أسمع الجرس كفي عن النظر إلي هكذا"
حاولت ألا أنفجر بالضحك قدر المستطاع ، وقد بدى ذلك واضحًا
"كفي عن ذلك!"
أضفت كاسرة الصمت الذي عم بيننا لثوان

-"ألن تتخلصي من ذلك الزوج اللعين بعد"
قالت وهي تحدق بالكدمة الواضحة على عنقي
-"يتحول إلى وحش كلما أدعوه لطلاق"
تنهَدت و الغضب ليزال على عيناها ، الأسبوع كله و هي على هذا الحال
-"يجب أن تقنعيه إذًا !"
صرخت في وجهي جاعلة جسدي يقفز من مكانه
-"هوّني عليك!"
-"اه إعذريني لم أقصد... بالمناسبة أين هو"
نظَرَت في الأرجاء باحثة عنه
-"ذهب للعمل"
إبتسمت لي ببلاهة
-"جيد"

عم الصمت بيننا حتى عاد ذلك الهمس مجددًا
-"انتِ أجمل منها"
فركت أذني و رمقت يارا بعيني واسعتين ثم مالت عيناي ناحية الصوت
-"هل أنتِ بخير؟"
-"أ-أجل...سأحضر مشروبًا"
نهضت على الفور متجهة نحو المطبخ ، فتحت الثلاجة وجلبت عجة لكلينا
رحت أضيف بعض الثلج و إذا بيد تتلمس شعري
-"كفاكي!"
إبتسمت كالمجنونة حتى أدرت وجهي و استوعب عقلي أنها ليست يارا
تلاشت إبتسامتي ووضعت يدي مكان اللمسة
-"ما كان هذا بحق الجحيم"
همست لنفسي و أمسكت بالكؤوس و مشيت نحو الصالة بخطوات سريعة

-"يارا؟"
لم ألمحها هناك لذا قررت منادتها ، لكن لا رد ... وضعت الكؤوس على الطاولة ورحت اتفقد المنزل بصمت باحثة عنها
فتحت باب غرفتي بائسة لأنه كان آخر مكان لم أتفقده
-"يارا؟"
رمقتها بتعجب لأني لم أتوقع أن تكون هناك
-"ماذا تفعلين هنا؟"
تقدمت لها بخطوات و أشاحت عيناها عن صور زواجنا أنا و ليسڤرحالما رأتني
"تركت هذه البارحة هنا"
حملت سترة من على مكتب ليسڤر ، نظرت لها بتعجب مع إبتسامة بلهاء
-"هل كنتِ هنا البارحة؟ لم أراك"
سألت ناظرة الى السترة ، لم أشك لها لثانية ... فهي أكثر من أخت لي
-"كنتِ مخمورة تماما"
أقنعتني بكلامها رغم أنها لم توضحلي بما فيه الكفاية ، لكني تجاهلت ذلك
-"الجعة تنتضرنا"
خطوت خارج الغرفة منتضرة أن تتبعني
جلست على الأريكة و جلست الأخرى بجانبي
-"إذا...أنتضر زواجك بفارغ الصبر"
ضحِكَت بخفة و أجابت
-"لا أنوي ذلك حاليا"
أخذت رشفة من كأسي و سألت
-"لما؟"
-"ستعلمين لاحقا"
قهقهت لثانية
-"هل تخفين عني حبيبك أم ماذا"
نكزت ذراعها بخفة اذا بتعابر وجها تتغير لتعود غاضبة مجددا
-"لا تفعلي ذلك مجددًا"
لم أقل أي شيء إكتفيت بالنظر لكأسي الذي أقلبه بين يداي عم الصمت بيننا للمرة الألف ... إشتقت للأيام التي كانت تثرثر عن أي شيء عاشته بدون صمت ولو لثانية
-"سأساعدك لطلاق منه"
نضرت ناحيتها ، ضننت انها تمزح لكن تعابرها تبدو جادة فعلًا
-"أضن أنني لا أنوي ذلك بعد الأن"
بعد ان ألقيت كلماتي نهضَت ووجهت سبابتها نحوي
-"يجب عليك ذلك!"

رمقتها مع إبتسامة خفيفة
-"أعلم أنك تخافين علي منه... لكني ... ربما أستطيع تغيره"
عيناها توسعت و انزلت يدها
-"إستمعي... الرجال لا يتغيرون ، لن تحبي الوضع إن لم تفعلي !"
ضحكت بهفة
-"كفاك! لما تصرّين !"

تنهدت بعمق و حملت حقيبتها و اتجهت نحو الباب مسرعة
"مـ-ماذا؟ أين انت ذاهــ-"
لم تسنح لي الفرصة لإكمال جملتي فقد خرجت بالفعل

أردت الإتصال بها ... ربما أنا المخطئة مجددا .
أمسكت بهاتف و إتصلت برقمها ... إذ برنين هاتف سُمع من غرفتي
ركضت تابعة الصوت ، تنهدت بعدما لمحت هاتفها هناك على سريري
حملت هاتفها بغية وضعه في مكان آمن ريثما تأتي لأخذه

إذ بعيناي تتسع بعد رؤيتي لصورتها مع زوجي كخلفية لهاتفها

_______________

Don't forget the vote :)
Thank u for reading

obsessions | هَواجِسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن