P.4

101 4 4
                                    



وصلت منهكة للبيت ، بالكاد غيرت ملابسي و استلقيت على السرير
اغلقت عيناي و غرقت بالنوم دون تقلب ولو لدقيقة

استيقضت في اليوم التالي و شعرت بالتحسن فعلًا ... تمددت كعادتي و اتجهت صوب الحمام لأخذ حمام منعش
غيرت ملابسي و قصدت الحديقة لممارسة بعض اليوغا
وضعت بساطي الرياضي على العشب فاستسلمت للرياح التي تتجول في كل انحاء الحديقة
قررت الإستلقاء على الأرض ، ربما غفوة لن تضر
ضللت أحدق في السماء الصافية و الإستنشاق بعمق الى ان قاطعني صوت نباح كلبي
ابتسمت و سرت مسرعة لناحية الصوت في الحديقة الخلفية

توسعت عيناي الى اخرها عندما لمحت كلبي... يلاعبه
ليسڤر؟ اللذي كاد أن يقتله مرات عديدة؟
لطالما حاولت اخراجه من البيت بحجة ان نباحه مزعج و هو عديم النفع الخ الخ
و الآن ماذا؟يلعب معه؟
تأكدت أن هناك خطبا ما لهذا الرجل ، اما انه اصيب بالجنون و فقد ذاكرته
او كلاهما ...

تقدمت ناحيتهما و ربت على رأس كلبي و بادرت بالسؤال
-"منذ متى و انت تحبه اجبني؟"
-"لطالما أحببته"
-"اذن لما أردت ان تطرده خارجًا فيما سبق"
-"خفت عليك فقط"
تلمس شعري بينما يحدق بي ، لم أره ينظر لي هكذا قط
علمت انه يخفي شيءً أو...
-"قبليني"
قال بينما يقترب جاعلًا من أنفينا يتلامسان دفعته بكل ما املك من قوة رغم ان ذلك لم يكن كافيا الا ليبعده انشات قليلة
-"من تكون ؟"
تجرأت للمرة الأولى ان أرفع صوتي عليه ، لأنني تأكدت انه من المستحيل ان يكون بكامل قواه العقلية، ربما قد تم سحره او شيء من هذا القبيل

ضحك الى ان فاضت الدموع من عيناه
-"أوه يا إلهي...كدتِ ان تقتلينني"
اكمل ضحكه الهستيري ثم توقف فجأة ليواجهني ممسكًا بكتفي
-"من أكون فنظرك؟ انا زوجك أيتها الغبية ...كنا مع بعضنا لسنوات الان تسألينني عن مثل هذه الأسئلة ؟"
تنهدت بخوف يتزايد مع كل كلمة ينطقها ، حاولت منع شفتاي من الإرتجاف بصعوبة ثم نطقت
-"لقد تزوجنا منذ شهر فقط"
عم الصمت بيننا ما عدى صوته محاولًا كبح ضحكه ... ربما جن فعلًا
لم يكن لي الا ان أدعي ربي أن يمر هذا بخير

دفع كتفي بعيدًا جاعلًا مني ارتطم بالحائط خلفي ...
-"استمعي ، لن يمر هذا بخير اعدك" 
وجه سبابته الي ثم عاد الى الوراء عدة خطوات و اغمي عليه تمامًا
لحقت به لأتفقد حالته ، وضعت ركبتاي على الأرض ورحت أهز جسده لعله يستيقض
-"ليسڤر!ليسڤر إستيقظ ارجوك"
قلت بصوت قلق ، فهو يستحق بعض الإهتمام ان قرر التغير فعلًا
نهضت من على الأرض متوجهة نححو لداخل بحثت عن هاتف للإتصال بالإسعاف ، بعض دقائق وجد هاتف ليسڤر فإتصلت بالمساعدة بدون تفكير
تنهدت بعمق بعد إجراء المكلمة ، فقد طلبو مني أن أمنحهم بعض الوقت أو قد تفي الإسعافات الأولية بالغرض

obsessions | هَواجِسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن