الفصل الاول (العوده الي بيتي وذكرياتي)

412 17 3
                                    

#والقلب_له_رائي_اخر ❤️

# البارت _ الأول 💜

‏لكَ عندَ اللهِ خيرٌ يُؤجّلهُ

حتى تتهيّأَ ظروفُكَ لاستقبالهِ،

فلا تظُنّهُ ناسِيكَ إنْ تأخّر 👌❤️

__________________________________


في إحدى ليالي أواخر شهور الصيف، ومع نسمات الهواء الخفيفة في المساء، وفي أحد شوارع شبرا الجميلة،
نزلت هي من التاكسي ووقفت أسفل بيت قديم مكوّن من ثلاثة طوابق، معلّق عليه عدة فروع من الأنوار الملونة الخاصة بالأفراح.

كانت "ياسمين" قد جاءت من الإسكندرية، ترتدي عباءة سوداء، وتمسك بيدها ابنتها ذات الخمس سنوات وحقيبة سفر صغيرة. صعدت إلى البيت والحزن يملأ وجهها الجميل، وآثار الضربات واضحة بجانب عينيها.

وقفت في الطابق الثاني تبكي وهي تتذكر ذكرياتها مع أمها ووالدها في هذه الشقة. أخذت بيد ابنتها وصعدت إلى الطابق الثالث الذي يقيم فيه عمها، وطرقت الباب، لكن لم يفتح أحد. نظرت إلى ساعة يدها.

كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة مساءً، فقالت لنفسها: "ما زال الوقت مبكرًا على انتهاء الفرح".
صعدت إلى الطابق العلوي، الذي كان عبارة عن سطح محاط بعدة حوائط.

جلست في انتظار عمها، ونامت ابنتها من التعب في حضنها. ظلّت "ياسمين" تلامس خصلات شعر ابنتها بحنان، والدموع تتساقط من عينيها، وهي تتذكر ما حدث قبل ساعات من قدومها إلى القاهرة.

كانت سعيدة وهي تحضّر حقيبة سفرها لحضور فرح ابنة عمها وأختها وصديقة عمرها "سلمى"، التي كانت تحكي لها كل شيء لأنها لم تستطع الحضور وقت قراءة الفاتحة والخطبة.
كانت "سلمى" تحاول أن تخبر "ياسمين" بكل التفاصيل حتى لا تشعر بالحزن لعدم تمكنها من التواجد في ذلك الوقت.

ولكن، برغم كل شيء، لم تكن "سلمى" تعلم سوى القليل عن حياة "ياسمين" البائسة مع زوجها، الذي تزوجته بالإكراه والتهديد من أخيها الكبير "ياسر"، الذي يكبرها بخمس سنوات.
أصبح "ياسر" يتحكم في حياتها بعد وفاة والديها بحادثة مروّعة، ومنذ ذلك الوقت تحوّلت حياتها إلى بؤس وحزن لا تجد فيهما أي فرح أو سعادة، إلا في نظرات ابنتها الجميلة "سلمى"، التي تحمل اسم ابنة عمها وأختها وتوأم روحها وصديقة طفولتها.

نعود إلى بداية هذا اليوم في الإسكندرية.
بينما كانت "ياسمين" تجهّز حقيبة سفرها، جاءها اتصال من أحد الجيران ليخبرها أن زوجها يجلس في القهوة المقابلة لبيتهم ومعه فتاة معروفة بسوء السلوك.

أغلقت "ياسمين" الهاتف وأخذت عباءتها المفتوحة لترتديها فوق ملابس البيت. حملت ابنتها وهاتفها ونزلت بسرعة لتواجه زوجها مع تلك الفتاة.
لم يكن هذا التصرف غيرة من "ياسمين" على زوجها البلطجي، الذي كانت تكرهه كره العمى، بل كان محاولة منها لجعله يطلقها.

(والقلب له رائي آخر ) ❤️ جاري تصحيح الأخطاء 🫰حيث تعيش القصص. اكتشف الآن