الفصل الأول |بلهاء.

151 13 16
                                    


"- إذا كنت قاسيًا يعشقك عشرة، وإذا كنت طيبًا يجرحك ألف".

- نزار قباني.

____________________
•في القاهرة •

في إحدى الاحياء الشعبية، كانت عائدة من جامعتها، تسير صوب المحل القابع أسفل منزلهم تبتاع بعض الطلبات التي طلبتها منها والدتها عندما هاتفتها طالبة منها أشياء عديدة حتى تصنع لهم الغذاء. دلفت إلى المحل بخطواتٍ بطيئة، ثمّ اخذت ما تريده ووضعته أمام صاحب المحل طالبة منه جمع أشياءها وأخبارها بالحساب، اخبرها الرجل بالحساب فقامت ب أعطائه الأموال ثم خرجت بخطواتٍ شبه مهرولة للخارج •

كانت صاعدة إلى منزلها ولكن اوقفها صوت جارتهم التي تقطن في الدور الأرضي للعمارة وهي تقول بصوتٍ بان عليه الكِبر جليّا:
" خُدي يا بت يا منى طبق الرز بلبن ده اديه لامك وسلميلي عليها "
ابتسمت لها "منى" بحفاوة وهي تقول:

تعبتي نفسك ليه بس يا طنط "أم احمد " ثمّ أكملت حديثها وهي تقول:
" عمومًا تسلم ايدك، أصل بصراحة مفيش حد بيعمل الرز بلبن في الحارة كلها أحلى منك " ابتسمت لها "ام أحمد" وهي تربت على كتفها قائلة:
"بالهنا والشفا على قلوبكم يا حبيبتي"
تركت أم أحمد ثم صعدت إلى منزلها وطرقت الباب أكثر من مرةٍ خلف بعض دون إعطاء فرصة لمن بالداخل لفتح الباب، استمعت لصوت والدتها تهتف بحنق من الداخل:

" حاضر حاضر، يا ستّار يا رب مفيش صبر!! "

فتحت والدتها الباب هاتفة في وجه ابنتها بضيقٍ من تصرفاتها تلك:

"في إيه يا بنتي هو في حد بيجري وراكِ؟؟!"

نظرت لـِ والدتها ببسمة زينت ثغرها وهي تقول:
" لا يا ماما مفيش حد ولا حاجة "

استكملت حديثها وهي تمد يدها لوالدتها بالأشياء التي جلبتها لها وطبق الحلوى التي أخذته من جارتها قائلة:
"خُدي يا ماما الحاجات اللي أنتِ قولتيلي عليها اهي وطبق الرز بالبن ده خالتي أم أحمد بعتهولك حطيه جوا لما بابا ومحمود يجوا ناكله مع بعض "

اخذت منها والدتها الأشياء ثمّ دلفت إلى المطبخ تكمل عملها بينما هي دلفت إلى غرفتها واغلقت الباب ثم استلقت على فراشها والقت حقيبتها على الارضيه ثمّ تنفست بعمقٍ وهي تقول:

"آه، اخيرًا جيتلك يا سريري،دا أنا حاسة إني عاملة زي المسجون اللي اتعود على الزنزانة "

كانت تتحدث وهي تبتسم ببلاهةٍ كـ محارب انتصر بعد معركة متعبة ليحظى بإستراحة تنسيه تعبه.

"منى أيمن العَشري"
تبلغ من العمر 20 عامًا في عامها الثالث في كلية الآثار، عيناها باللون البني القاتم،وبشرتها قمحاوية، ذات أنف دقيق، ووجها مُستدير، ذات ملامح بسيطة للغايه، ولم يكن جمالها مبالغ فيه، قصيرة القامة، ومعروفة بهدوءها الشديد، ليس لديها أي أصدقاء بسبب مرضها النفسي والتي تعاني منه وهو«البانتوفوبيا» الذي يسبب لها الخوف الدائم مما هو حولها وتخشى الاقتراب من اي شخصٍ بسبب خوفها الغير مُبرر دائمًا، عائلتها يعلمون مما تعاني منه لذلك لا يجبروها على فعل أي شيءٍ يثير خوفها، ليس لديها أي اشقاء سوى "محمود".
____________________

مـأمَـني أنـتَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن