الفصل الرابع |تهديدٌ صريح.

92 5 1
                                    

روايـة_مـأمـني_أنت.

#الفصل_الـرابع |تهديدٌ صريح.
_____________________

"‏رُغم الجِهاد والمعاناة
‏وتكثيف الأدعيّةِ
‏ووافِر الصّبر
‏تذكّر أنّه وفي نهاية المطاف
‏ستأتي لك
‏فقط الأشياء المُقدرة لك
‏منذُ البداية
‏أو أنّها
‏سترحل عنك
‏من تلقاءِ نفسها
‏رغمَ كُل الجهودِ المبذولة لأجلها
‏لذلك
‏تريّث يا ابن آدم
‏وأمهل الأشياء وقتها."
            ___________
ضجرتُ من معطف حزني الثقيل
‏أريد أن أهرع ..
‏إلى براري النسيان طليقًا
‏من كلِّ شيء.

‏-عدنان الصائغ

"صلّوا على أشرف الخلق" ♡
______________________
                   _بسم الله الرحمن الرحيم _

"أشعرُ بوخزٍ في قلبي، قلبي يؤلمُني وبشدة، لدرجة أنني اعتادتُ علىٰ شعور الألم دائمًا، اعتادتُ على أنْ تأتيني خيباتُ الأمل من المُقربين، أن يكونا هُم مَن يضربُونني دائمًا في مقتل".

حمحم "إسلام" يجلي حنجرته ثم نطق بنبرة يكسوها الألم واللوعة جليًا وكأنه يرى ماضيه حاضرًا أمامه الآن:

_والدي اتوفى وأنا عندي 14سنة و معنديش أخوات، كنت عايش مع ماما لوحدينا في شقتنا اللي في بيت العيلة، كان البيت 3 شقق بس، كانت الشقة اللي في الأرضي بتاعتنا والشقتين اللي فوقينا كانوا على المحارة واحدة بتاعت عمي والتانية بتاعت عمتي عشان البيت دا كان ورث من جدي لابويا وعمي وعمتي، وعشان ابويا كان شغال في شركة أسمنت فكان متأمن عليه، عشان كدا بعد ما مات الشركة صرفتلنا معاش كان يدوبك مقضينا أنا وامي أكل وشُرب بس وكنّا بنحمد ربنا إن الشقة مش إيجار لولا كدا كنا اترمينا في الشارع، وبعد ما ابويا مات بـ 4 شهور نزلت اشتغلت عشان اشيل المسئولية واجيب فلوس تسند مع المعاش….

توقف عن الحديث وهو يتذكر الآمه و تحمله لكُلِ تلك المسئولية وهو لم يتعدى عُمر الرابعة عشر. 

زفر بثقلٍ وكأنه يزيح جبلًا يُطبق على أنفاسه، ثم أكمل حديثه ونبرته تُقطر حُزنًا و ألمًا:

_حتى عمي مكنش بيجي يسألنا محتاجين حاجة ولا لأ، وكان بيتحجج إن بيته بعيد عننا، مكنش فارق معانا مجيته بصراحة عشان جيته كانت زي قِلتها، وعمتي كانت بتكره ماما عشان ابويا اتجوزها من غير موافقتهم،…

صمت لبرهة يحاول التحكُم في ذاته بعدما داهمته ذكرياته الأليمة في الماضي، ڪان كالمحارب الذي فَقد سلاحه في مُنتصف المعركة وحُكِمَ عليه استكمال الحرب بدون سلاح.
لاحظ "أيمن" تَعرُّق جبينه ونظراته الزائغة في جميع الجهات، فـتحدث وهو يربت على كتف "إسلام" بحنوٍ بالغ قائلًا:

_خلاص لو مش قادر تتكلم دلوقتي عادي.

نظر "إسلام" إلى يد "أيمن" الموضوعة على كتفه ثم قلّب نظره إلى وجه "أيمن" فـ اتصلت نظراتهما معًا، ثمّ نطق "إسلام" بجمود ونبرة مبحوحة وكأنه يعافر ذاته حتى يخرج الحديث من حلقه قائلًا:

مـأمَـني أنـتَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن