استدعاء الشيطان

الجزء الأول

_______________
مارس 2017
لقد حصل على العالم بأكمله بين يديه
غنت ابنته فيرجا بحماسً في المقعد الخلفي ، رغم أن ذلك الحماس بدا كاذباً بعض الشيء

انضمت اليها ليونورا
لم يكن حباً من النظرة الاولى لكنه وقع في حبها
ما أن بدأت تغني مع جوقة كنيستة في هيليسنغ التي سقط أحد أعضائها مريضاً

مان يوهانس
ينظر الى شعرها المشتعل الأحمر المحيط بوجهها البيضي الأبيض ، وقد غطت على جميع الأصوات حولها

نقر يوهانس على عجلة القيادة متابعاً الغناء معهما ، لقد حصل على العالم بأكمله بين يديه
نظر الى وجه فيرجا في مرآة الرؤية الخلفية ، بشعرها المجعد الأشقر المائل الى الأحمرار كانت تؤتدي ثيابها المفضلة المنقطه

بينما هو يدخن لفت انتباهه مرة اخرى الخطوط الصفراء للطريق وتناقضها الصارخ مع الأسفلت الأسود اللامع
كانوا على امتداد الغابات حيث تتدلى اشجار الزان الطويلة للخلف والأمام أثر تعرضها للرياح

تناثرت قطرات المطر الثقيل فوق الزجاج الامامي للسيارة ولم تتمكن المساحات من مواكبة هطولها وعلى الرغم من انه قد ادر المدفئة على اعلى درجاتها ، فأن بخار الماء تكثف بشكل ما على الزجاج

فتح يوهانس نافذته فمتلأت السيارة بهواء الربيع المالح والبارد للحظة كان بأمكانه سماع صوت الامواج تتحطم قبل ان تغطي على صوتها صوت الرياح

اصابه العمى لمدة لحظات أثر رؤيته لضوء ابيض لامع ثم تلاه صوت نفيرً يصم الأذان ، تحول الغناء في لحظة الى صرخات حين ظهرت فجأة دائرتان من النور امام السيارة

شعر يوهانس بالأصطدام ، انحشرت السيارة تحت مؤخرة الشاحنة التي سحبتها معها مطلقة صوت تحطم معدني وكأنها علبة من الصفيح

مرت عدة ثوانً من الهدوء بعدها لم يكن هناك اي صوتً سوى تساقط المطر ، مقدمة الشاحنة كان بها اضواء صغيرة في الظلام تشبه زينة عيد الميلاد

" سوف اموت "
كان هذا كل مايفكر فيه يوهانس

30 اكتوبر 2017
خرج يوهانس من سيارته الڤولس، التي لا تزال رائحتها مثل سيارة جديدة ، وطأت قدماه فوق ارضية مليئة بالحصى والأعشاب وامامه قبع منزلً كبير قديمٍ بني من احجار حمراء وقد نمت فوق سقفه الكثيرُ من الأعشاب الضارة والطحالب وكان الأسمنتُ الفاصلُ بين الحجارة قد بدأ بالتفتت وقد ظهرت فجواتٍ واضحة في المعجون حول النوافذ الصغيرة والتي بدا وكأنها في حاجة الى عملية ترميم جديدة والرائحة الخفيفة لمضيق روسكل قد تناثرت في الجو الخانق

مشى حول البيت حيث كان هنآك جذع مائل لشجرة خالية من الحياة اتجه مع الطريق محدقاً الى السطح المائي لبركه بدت كمرأة سوداء سقطت فوق سطحها اوراق الاشجار البنية