الجزء الثالث

9 1 0
                                    

_______
تصلب يوهانس عندما سمع ضوضاء ، خطواتً بطيئة مراوغة ، امال رأسه الى الخلف محدقاً الى السقف المظلم ، سمع صوتاً نقرٍ قصير

بدا كأنه صوت افعى جرسية ، توقف الصوت ثم لاحظ وجود شخصاً ما يقف في نهاية الكنيسة

قال : مرحباً ؟!!
ارتفع صوته في اقواس الكنيسة
يوهانس : مرحباً

اجابه الرجل متابعاً: يجب أن تكون انتَ يوهانس؟
التقاه يوهانس في منتصف الطريق وصافحه

قال : انا لاوست كاتب الابرشية اعتذر لعدم التوقف قبل ذلك ، كنتُ مريضاً
يوهانس :لا داعي للأعتذار كل شيء على مايرام ، اتمنى أن تكون افصل حالاً الأن
لاوست : نعم شكراً لك
يوهانس : هل تعرف ما اذا كان العمال مشغولون في الدور العلوي خلف الارغن ، سمعتُ بعض الاصوات الغريبة أو الخطى شيئاً مثل هذا

تكلم كاتب الابرشية ببطء : لا يوجد دورٍ علوي
مرر الرجل يده على شعره الرمادي الناعم الذي جمعه بذيل حصان فوق ظهره

درس يوهانس ملامحه للحظة ثم قال : كنتُ افكر ربما يجب علينا أن نجلس سوياً ونناقش كل شيء
قال لاوست : هذه فكرة جيدة ، دعني اعرف الوقت المناسب لك
يوهانس : هل يمكنك التوقف اليوم بعد الظهر
لاوست : لا بأس في هذا

وقبل أن يرحل الرجل سئله يوهانس : بالمناسبة كنتُ افكرُ هل تعرف أين يمكنني معرفة المزيد عن تاريخ الكنيسة
اعرف انها تعود الى عام 1100
لاوست: نعم هذا صحيح ، انشئ مؤرخ محلي موقعً رائع على الانترنت يمكنني عرضه عليك بعد ظهر اليوم

تسوق يوهانس بعد ظهر ذلك اليوم وقد ازعجه المشهد الدموي للحوم في السوبرماركت
اشترى البصل والسبغتي وعلى الرغم منه انه لم يكن لديه اي شهية تقريباً لكن كان عليه أن يأكل شيئاً من أجل البقاء

نجح في اكل طبق صغير من السبغتي وبعد غسله للأطباق بدا في كتابة خطبته ثم زاره كاتب الابرشية وتناقشا في كل التفاصيل التي يحتاج الى معرفتها

كان واحداً من تلك الايام التي يتسلل فيها الظلام في وقتاً مبكر من اليوم وتذكر انه اهمل اغلاق الباب الامامي
سار في القاعة وهو يخرج من جيب معطفه المفتاح
فجئة سمع صوت خدش عند الباب الأمامي ، ثم سمعه مره اخرى وكان الخدش في هذه المرة اكثر اصراراً

فتح الباب وصفعته الرياح الباردة المحملة بالمطر
شيئاً ما داكن صغير دخل الى المنزل
اغلق الباب وذهب الى المطبخ ، كانت قطة سوداء هزيلة ورطبة

ذهب يوهانس الى الفراش مبكراً ونام وشكره كأنه يسقط في سائل اسود ، شيئاً قطيفي ناعم دغدغ جسده العاري في حلمه كان يشعر بالراحة والأسترخاء ، شعر بدفئ ليونورا فوق جسده وهو يمارس معها الحب في احلامه

في صباح اليوم التالي لاحظ ان الصليب المعلق على الحائط كان مقلوباً ، كان بأمكانه شم رائحة ليونورا كانت لبشرتها رائحة مميزة بعد ان يمارسا الحب ، كان يتوق اليها وكان هذا يؤلمه كما لو انه احد الجراح

نهض من فراشه وصحح وضع الصليب شاعراً بالخجل الشديد من حلمه
كانت رائحة الكنيسة خليطاً من الخشب والاسمنت
دخل يوهانس الكنيسة
كان هنآك سلماً وضع عند الجزء الخلفي من الارغن صانعاً رقم ثمانية عملاق

كان هنآك أيضاً لمبه منيرة عند المذبح ، فتش يوهانس السقف الخشبي وقد فُتح جزء كبير منه على شكل مربع

تنهد ؛ لقد بدأت الكنيسة بالتحول الى موقع بناء
عبر تحت السلم
_ احترس سوف يجلب لك الحظ السيء
اتاه صوتً من اعلى السلم مازحاً

ادرك يوهانس ان هذا الرجل من المتحف الوطني كان يجلس فوق غارضة في اعلى السلم
ابتسم يوهانس قائلاً : لا اؤمن بذلك فبعد كل شيء هذا هو بيت الرب ، ما الذي يحدث مع السقف ؟
الرجل : بعضه فسد لابد من استبداله يمكنه ببساطة ان يسقط ، انها ديدان الخشب اللعينه تأكل السقف بأكمله

في وقتً لاحق عندما كان يوهانس يمر بالكنيسة مع كاتب الابرشية سمع صوت صراخً تردد صداه في اقواس الكنيسة ركض الى داخل الكنيسة ووصل الى السلم القريب من السقف

كان كل شيء مظلماً في الاعلى حاول يوهانس البحث عن عامل المتحف الوطني ثم سمع صوتاً يناديه من اعلى
_ هناك ، هناك الكثير
زحف الرجل الى اسفل السلم ووجه شاحب يدل على مدى خطورة الامر

سئل يوهانس : ماذا حدث ؟
العامل : من الافضل أن تُلقي نظرة بنفسك لكن كُن حذراً الحزء في الزاوية اليمنى فاسد يمكنك المشي على ماتبقى من السقف خُذ هذا المصباح انه مظلم مثل زنزانه هناك

صعد يوهانس السلم ببطئ وقد كشف الثقب في السقف عن غرفة سرية على شكل خلية نحل
بينما يحافظ على توازنه فوق السلم اشعل المصباح ماسحاً الغرفة تسلق قليلاً ثم تمكن من الزحف

اصدرت الأرضية صريراً تعرفه عليه
كان مثل ذلك الصرير الذي سمعه في اليوم السابق
الواح الارصية كانت قذرة ومغبرة
الجدران بيضاء بلا نوافذ أحتضنت العديد من اللوحات الجدارية الجميلة سلط الضوء على احدى اللوحات

كانت تخص حيوانات احادية القرون تبدوا وكأنها على وشك طعن بعضها البعض ، كانت توجد كومة مظلمة في احدى الزوايا لها رائحة مغبرة ورائحة اخرى لم يستطع التعرف عليها

صعد يوهانس نحو الزاوية لرؤيه تلك الكومة في ضوء الكشاف رأى عدة ظلام مستديرة بثقوب سوداء مكان العيون وفكوك متسعة ، جماجم

استدعاء الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن