بسم الله الرحمن الرحيم
القصة الأولى..🖤
«.»
من أنا!
أنا تلك الفتاة البسيطة، التي تحتفل بالمطر وتلهو به كطفلة صغيرة، التي تفرح من أقل شيء، والتي تحب الهدوء أو من ارغمت على الهدوء، أنا التئه في مسارات الحياة، أنا من أعيش وحدي بمنزل كبير لا حياة فيه، أنا من أقود سيارتي باليل فيقولوا عني فتاة طائشة، أنا من أشعر الآن بحرقة بقلبي، هل أنا حزينة؟، ولكن لماذا لا أبكي؟، أين ذهبت دموعي؟!
أريد البكاء ولكن جفت دموعي، أريد أن أصرخ وأقول قلبي يؤلمني ولكن أين صوتي؟!
أنا من ضعت يوم ضاع كل شيء!..لا أعرف ما حدث كل ما أذكره أني سقطت وخلفي أخي ومن ثم صحوت وجدتني وحدي وحولي جمع من الناس، يهمهمون حتى أردف أحدهم يشير نحوي
- لقد استيقظت
فوجدت الجميع ينظرون لي بفحص زرع التوتر بداخلي، فنظرت لهم بتيه لا أعرف ما يحدث فخرجت مني بعض الكلمات المتقطعة
- أ أين.. أنا؟!
كثير من الهمهمات تدور حولي، فوجدت أحد الأشخاص يقترب مني، وكانت سيدة لطيفة في الثلاثين من عمرها تقريبا، انحنت بجانبي وقالت
- أين أهلك يا صغيرة؟
وزعت نظري في جميع الاتجاهات، حقا أين أهلي؟!
فنظرت لها بضعف وقلت
- لا أعرف!
فوجدتها تبتسم لي بلطف، ثم أمسكت كفي وهي تحملني، وللعجيب لم يعترض أحد على ذلك بل تركوها تأخذني....
«».عشت معاها سنين كانت تعتني بي في قصرها الضخم...
لم أشعر معاها بالغربة أبدًا إلى أن تركتني وذهبت!..
تركت ألم بقلبي أكثر من ترك أهلي لي.. ماتت ذات القلب الطيب الحنون التي تحتوتني في أكثر وقت أردت به من يضمني، يشعرني بالأمان...لا أعرف لماذا الجميع يذهب ويتركني، لقد بت أخشى الفقد...
«».
استيقظت باكرًا بالصباح..
لم تكن أيامي مختلفة كثيرًا، فقط استيقظ، أتدرب، أأكل، اسمع بعض الموسيقى المريحة وأنا أقوم بعض الحركات فيما يسمى "باليوجا"، اتنزه، أو اذهب إلى النادي الرياضي..
كان روتين ممل حقًا، بت أكره أيامي المتشابهة!...
ولكن ذلك اليوم لم يكن كمثل الباقي..
ذهبت للنادي كعادتي، وجه صلب ونظرات حادة هذة كانت أنا.. ولو سألتني لماذا لا أعرفني، سأخبرك أنني لا أعرف أيضا!..
حيرة...
هذا ابسط تعبير عن ما بداخلي..
دعنا لا نتعمق كثيرا وندخل بصلب الموضوع..
مارست رياضتي المفضلة وهي الرماية، وبينما أنا أصوب السلاح نحو اللوحة التي تبعد مسافة كبيرة عني، وجدت من تمر من أمامي!..فتاة صغيرة تبدو لطيفة، ولكنها تبكي بقوة، لوهلة رأيت نفسي بها، إنها أنا!..
كانت تن ر حولها حيرة وتشتت، تمسح دموعها بكفها الصغيرة، نظرت حركة شيء بداخلي، عيونها اللامعة ببريق جعلني! ...
شعرت بشيء يسقط من عيني فرفعت كفي لأرى أنها دموعي، وكأنها أصبتني بعدوة فبت أبكي مثلها!..
لم أشعر بنفسي إلا وأنا أركض نحوها وأضمها بقوة، وحقا أنا من كنت بحاجة لذلك العناق، هي تبكي وأنا أبكي والعيون تحدق بنا بدهشة..
بعد دقائق تداركت نفسي ونهض وأنا أحملها، أخذتها للمرحاض لأهندم ثيابها وثيابي..نظرت لها وقلت
- أين والدتك؟
نظرت لي لبعض ثواني بصمت لم تقل أي شيء، فصبرتُ حتى قالت بنبرة مهتزة
- أمي ماتت، وتركني أبي.
يا الله على ذلك الألم الذي استهدف قلبي بقوة..
تركها!
تلك الكلمة التي لم أكره بحياتي إلاها...
فلما ينجبونا إذًا وسوف يتركونا؟!..
هبطت دموعي مجددا واحتضنتها، ثم أخرجتها، وقلت لها وأنا حاول الابتسام
- لا تقلقي سوف اعتني بكِ، اتفقنا؟
هزت رأسها بقوة، فابتسمت لها بلطف..
وكأن الزمن يعيد نفسه، تلك الصغيرة هي أنا، وأنا تلك السيدة الحنونة التي ولم ولن ينافس على مكانتها بقلبي...وكما أخبرتك، من بعد ذلك اليوم تغيرت حياتي..
أصبح لدي ما أفعله، اعتني بصغيرتي التي ساقها الله لي..
وبالفعل كانت منة الله لي، فقد تعلمت منها أشياء كثير، وعلمتها أكثر..
تعلمت منها ديني الذي لم أكن أهتم به، كنت مسلمة اسما فقط..
عرفت صلاتي، وحجابي، وحفظت القرآن...اتذكر في أحدى المرات عندما كنا نجلس سويا، وجدتها تقول لي
- عمتي لما لا ترتدين الحجاب؟
نظرت لها قليلا، وكأنها رمت شيء ثقيل علي..
حقا لماذا لا ارتديه؟...
سألت نفسي ولم أجد جواب غير إني كنت ضائعة...
ربما هي كانت صغيرة ولكنها فتحت بصيرتي لجزء كان مفقود في حياتي..
جزء من دونه كنت سأهلك..منذ أن دخلت حياتي، عرفت من أنا ومن أكون تماما..
أنا آمة الله التي استخفلها في الأرض، لكي أعمرها وليس لأدمرها بتشتتي واكتئابي، وبكائي على ما فاتني وماحدث وما سيحدث...وهذه أنا بعد أن عرفتُ من أنا!.
».».».».».».».».».
انتهت. 🖤🦋
بنكهة البرتقال 🧡.
YOU ARE READING
مخذولين | مجموعة قصصية
Short Storyربما لكل قصة مضمونها المختلف، ولكنهم اجتمعوا على شيء واحد... وهو... الخذلان!..