القصة الثالثة
«.»كان يجلس على المقعد بكل راحة بذلك المقهى وكأنه يجلس على أريكة منزله المريحة، يقرأ بالجريدة بكل تركيز مرتدي نظرته الطبية التي تساعده على الرؤية بوضوع لما مكتوب أمامه بالجريدة، عينه تتحرك مع الكلمات وبين الثانية والأخرى يرفع يده ليرتشف من كوب قهوة الساخنة الذي يسلل الدفء لجسده البارد من برودة الجو، وبينما على بعد خطوات منه كانت تسير فتاة بخطوات واثقة وصوت حذائها ملفت لأنظار، فرفع عينه البنية التي يحيطها الكثير من التجاعيد وظل ينظر لها بتركيز، وقد تسلل الحنين لقلبه فتلك الفتاة تشبه ابنته الصغيرة التي تدرس بالخارج، فكم
أشتاق لها حد النخاع، صغيرته ذات الضفائر ومدللته الصغيرة المشاكسة...تنهد بقوة وهو يعود لجريدته الحبيبة رفيقة أيامه ومؤنسته، وبينما يغوص في صفحات الجريدة وقد نسى الدنيا وما فيها، اهتز هاتفه لينبه بوصول رسالة، التقته بلهفة ليرى رسالة من ابنته التي يسجلها ب "مؤنسة الفؤاد"، ابتسم بمحبة وهو يقرأ الاسم..
فتح الرسالة سريعا ليرى محتواها وليته لم يفعل..
شعر بصاعق يضربه بقوة، خفقات قلبه زادت بخطورة، عينه لم تعد تعرف كيف تزفر الدموع كل شيء تجمد من حوله، وهو يقرأ رسالتها الطويلة التي كان مضمونها( مرحبا..
كيف حالك أبي، عساك بخير..
أردت أن أخبرك بأنني لن أعود، فقد وجدت راحتي بتلك البلاد، وأيضا وجدت من أحبه وسنتزوج، أردت فقط أن أعلمك بذلك كي لا تحزن..
وداعا..)سقط الهاتف من يده ليتهشم، نظر حوله بضياع، هل قالت لا تحزن!
كيف لا يحزن؟!
بالتأكيد تلك خدعة، هل تمزح معه تلك الشقية...
شعر بالأرض تدور من حوله، ألم ينحر بصدره، فوضع يده محل قلبه ليضغط عليه بقوة، الألم لا يتوقف يشعر بروحه تسحب، نظر أمامه بقوة، فنهض ولكن قدمه لم تعد تحمله ليسقط على الأرض صريعًا لا يعي لشيء بعد أن ذهب كل شيء...صوتها الضاحك يتردد في أذنه طفلته الجميلة صاحبة الضحكة اللطيفة...
خذلته وانتهى الأمر..».».».».».».».».».
انتهت. 🖤🦋
![](https://img.wattpad.com/cover/349782245-288-k104608.jpg)
YOU ARE READING
مخذولين | مجموعة قصصية
Short Storyربما لكل قصة مضمونها المختلف، ولكنهم اجتمعوا على شيء واحد... وهو... الخذلان!..