رفيق الطريق

102 14 1
                                    

" حتى التنفس جواركَ بات مطمعًا من قلبي "

مرَّ يومان على غياب الحاج كانا كفيلين بجعل نور تقلق بشدة خاصة وأنهم يخفونه بشكل غريب، ويمنعون زيارته أيعقل أنهم قتلوه من شدة الضرب ولا يريدون أن يخبروا أحد، مما جعلها ضيفة مقيمة أمام المخفر من بداية اليوم للنهاية لا تغادر إلا لفتح المكتبة وإعطاء الغريب طعامًا وتطمئنه أنها ستجد حلًا وسيخرج الحاج بإذن الله ثم تعود لتجلس على قارعة الطريق تبكي قلة حيلتها تبكي ضياع عائلتها الوحيدة.

مرَّ يومان على غياب الحاج كانا كفيلين بجعل نور تقلق بشدة خاصة وأنهم يخفونه بشكل غريب، ويمنعون زيارته أيعقل أنهم قتلوه من شدة الضرب ولا يريدون أن يخبروا أحد، مما جعلها ضيفة مقيمة أمام المخفر من بداية اليوم للنهاية لا تغادر إلا لفتح المكتبة وإعطاء ا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

" عمي أبو القاسم أرجوكَ كن بخيرٍ"

قالتها في قلبها وهي تضع يدًا عليه لتكمل طريقها لقسم الشرطة تدعي التماسك وفي عقلها الحل الوحيد كما أخبرتها أم صهيب وهو أن تتحدث مع الضابط غريب النظرات وهو ما رفضته كاحتمال في البداية بل وفكرت لو أن الحاج هنا لكان غضب بشدة ولكنه الزمان يقطع الآمال ويجعل لليأس مسكنًا في قلوبنا.

حتى اكتمل الأسبوع بدون الحاج في المكتبة وقررت هي الخضوع للرأي القائل بالتحدث مع الضابط، كان صباحًا غائمًا لا شمس له، ذهبت للمكتبة وفي طريقها كانت تفكر كيف ستطلب من الضابط وما مقابل طلبها، وعندما عرضت الموضوع على جمال جاءها رفض قاطع غاضب

" تظنينه سيكون سعيدًا عندما تفعلين هذا؟"

لم تكن في قرارة نفسها ردًا فهي تعلم بالفعل كم سيكون الحاج غاضبًا لهذا الفعل ولكنها لا بديل أمامها، أخرجها من فكرها يديه وهي تقبض على كتفها في رقة غاضبة محاولًا عدم البوح بغضبه عليها.

" هل تظنين أننا مثلهم نتاجر بنناتنا أيتها القزمة؟ والله إن نظراته وحدها كافية لأقتلع عيناه من محجرهما "

ثم أكمل وهو يرفع رأسه صوبه

" لن تفعلي هذا سنجد حلًا غيره، سيكون بخير هي قرصة أذن من عندهم لكسر شوكه، يعرفون أن له ماضٍ في المقاومة قبل وفاه زوجته "

قاطع حديثهما زبون جاء للمكتبة فخرجت له وأخبرها أن له قريبًا في سجون الاحتلال وأنه رأى الحاج هناك ولكنه مصاب بشدة

"هناك أنباء عن إخراجهم اليوم ولكن الكفالة هذه المرة عالية جدًا، يريدون كسر شوكتنا ولكنها أحلامهم."

ذاك الهاربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن