الرسالة

99 16 5
                                    

" في وطنٍ يودع كل لحظةٍ شهيد، الموت مألوفٌ هنا كالحياة. "

للتذكير من الفصل السابق:

"وماذا تعرفون عن الفقد، ماذا تعرفون غير القتل والسرقة"

أمال برأسه للأرض مطأطأً وأخبرها بأنه سيغادر هذه البلاد دون عودة بعد أن اكتشف أنهم أسوء من إبليس، وأن من ظن محرقة اليهود أسوء ما قد يقدم في حق إنسان، أوأن قتل السكان الأصليين في كل من أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا كان أسوء تطهير عرقي، فإن الإبادات العرقية التي تحدث هنا ليست أقل وطأً وألمًا، واعتذر مجددًا وغادرها بعد أن خلع عنه زيه العسكري وأمسك حقيبة سفره ورحل لينضم لليهود المعارضين على دولة إسرائيل.

جلستْ نور في المكتبة ما يزيد عن الأسبوع، لعدم قدرتها على العودة أو رؤية أحد من أهل البيت، تنظر للمكتبة من جميع أرجائها وتسأل نفسها ما الذي قد يفعله العم أبو الصالح ليُعامل بطريقة تؤدي لوفاته، جلست تتخيل الطريقة التي لربما تعاملوا بها معه وتبكي على...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

جلستْ نور في المكتبة ما يزيد عن الأسبوع، لعدم قدرتها على العودة أو رؤية أحد من أهل البيت، تنظر للمكتبة من جميع أرجائها وتسأل نفسها ما الذي قد يفعله العم أبو الصالح ليُعامل بطريقة تؤدي لوفاته، جلست تتخيل الطريقة التي لربما تعاملوا بها معه وتبكي على ما تتخيل وما حُكي عن تعذيبهم وتنكيلهم بالأسرى، ومعاملتهم معاملة العبيد بل أسوء الطريقة الغير آدمية التي يعاملونهم بها، لربما قتلوه تعمدًا منهم ليكسروا شوكته لابد أنه رفض الخضوع لهم لهذا انتهي به الأمر شهيدًا، كادت الأفكار تودي بعقلها للتهلكة لولا أن أخرجها منها صوت أحدهم بالخارج.

" نور، هل أنتِ هنا؟ "

وهو الصوت الوحيد الذي تمنت أن تستمع له فمنذ أوصلها أمام منز العم لم ترى جمال مر أسبوع على غيابه،خرجت بسرعة لوسط المكتبة للتأكد من الصوت

" جمال؟ "

" أجل، آسف لترككِ "

 ولما يائس أن يجد ردًا منها ... أردف

" علمتُ ما حدث، نحسبه عند الله من الشهداء "

 ومجددًا طال الصمت ترى هل تستمع لحرف مما قال إن كانت تستمع ما الرد؟

ظلا على هذه الحال ما يُقارب الربع ساعة حتى أن جمال اقترب منها ليتأكد من كونها بخير وما إن وقف أمامها مباشرة حتى أجهشت بالبكاء، ولا تردد سوى جملتين من بين دموعها.

ذاك الهاربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن