CHAPTER 1

19.4K 576 91
                                    


أحياناً، المعارك التي نخوضها ليست ضد العالم الخارجي، بل ضد ما في داخلنا."

.

.

.

{برلين-المانيا}

الليل كان ثقيلاً كعباءة سوداء تُلقي ظلالها على المدينة المدمرة الأزقة ضيقة ومتشابكة

في هذا المشهد الخانق، كانت صرخات الهاربين تشق الهواء، تتخللها أصوات الرصاصات المتناثرة التي بدت كنبضات متسارعة لقلبٍ على وشك التوقف, صوت اصطدام الإطارات بالأرض وكأنها تسحق بقايا الحياة تحتها.

لكن الصدمة الحقيقية لم تكن في هذا المشهد المعهود للعنف بل كانت في الفتاة التي بالكاد بلغت من العمر ما يؤهلها أن تكون طالبة في الثانوية.

كانت تركض بين الأسطح المهدمة وكأنها شبحٌ يظهر ويختفي، تحمل في يدها مسدسًا قديمًا وفي الأخرى سكينًا لامعًا كانت تركض بين الأسطح، بخفة كالقطة هاربة من الصياد.

فجأة، توقفت استدارت بشجاعة لتطلق رصاصة واحدة نحو سيارة كانت تلاحقها، فأصابت عجلة السيارة بدقة قاتلة، لتخرج منها مجموعة من الرجال، وجوههم مليئة بالغضب والحقد، يصرخ أحدهم:

"أمسكوها! بأي ثمن!"

ابتسمت الفتاة ابتسامة متوحشة، ضحكة عالية تمزق صمت الليل سخرت منهم وهي تقول بصوت عالٍ:

"أنتم أسوء من ما كنت أتوقع"

استدارت مرة أخرى لتكمل الركض، حتى وصلت إلى طريق مسدود، يقطعه سور حديدي طويل.

توقفت للحظة، ثم أخرجت قنينة بنزين صغيرة من حقيبة ظهرها، سكبت محتوياتها على الأرض أمام الجدار الحديدي... أنهت مهمتها بسرعة، لتتأكد من أن الطريق سيغلق خلفها.

بخفة رشيقة صعدت على سطح منزل متآكل من الخردة، ثم تسلقت الجدار وقفزت إلى الجهة الأخرى بمهارة لكنها لم تتوقف عند هذا الحد أخرجت علبة كبيرة من أعواد الكبريت وأشعلت إحداها بضحكة ساخرة

"النار؟ إنها تعيد الأشياء إلى حالتها الطبيعية... مجرد رماد بلا معنى"

ألقت العود المشتعل على بقعة البنزين التي سكبتها قبل قفزتها.

اندلعت النار فجأة كعاصفة متوهجة، لتقطع الطريق على الرجال الذين وصلوا لتوهم توقفت ملاحقتهم، عاجزين أمام النيران صرخ أحدهم بغضب عارم، يسب ويلعن،

"سأمزقكِ إربًا! إنتظري نهايتـك على يدي!"

لكن الفتاة لم تبالِ، بل نظرت إليهم بابتسامة مستفزة، أخرجت لسانها وسخرت: 

NOT MY FAULT ||لَيَسَ خَطَــــأيَ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن