الرواية الثانية ماعاد قلبك يؤتمن
ثار الحب الاول تبقي محفورة في ذاكرة الإنسان وكتيرا ما تكون هذه بصمات كاجمر تحت الترابالفصل الاول
في منزل متوسط بأرقي الاحياء بمدينة القاهرة تقف ريناد التي لم تبلغ الثمانية عشر عاما تمشط شعرها الذي كان يصل اللي منتصف خصرها
و كانت ترتدي زي مدرستها استعدادا لذهاب الي المدرسة فاهي كانت في الثانوي العامة
يطرق باب غرفتها
وتدخل عليها بنت عمتها التي كانت تكبرها بأربعة أعوام ولكنها مازلت معها في نفس السنة الدراسية لكثرة رسوبها
تنهدت ريناد فور رؤية مها وقالت بغضب :
- كل ده تأخير يا مها انتي مش عارفة أن انا عاوزة انزل بدري قبل معاد المدرسة
ابتسمت مها بخبث ثم غمزت بعينيها:
- بردو قبل معاد دخول المدرسة ولا قبل معاد شغل حبيب القلب
احمر وجه ريناد من الخجل فاهي عاشقة حد النخاع:
- الله بقا يا مها بحبه بحبه بحبه قلبي كل ما يشوفه هيتخلع كده من مكانه والنهارده عيد ميلاده وانا عملاله مفاجأة بصراحة ومحتجاكي تغطي عليا
رفعت مها حاجبيها وقالت بستفهام:
- استر يارب ناوية تعملي ايه يا رينو يكون في بالك خالي لو عرف مش هيعديها انتي عارفة أنه مش بيطيق هاني ولا بيطيق اسمة هاني معهوش شهاده وشغال مندوب مبيعات في شركة منظفات يعني انتي كده بتحاربي في قضية خسرانه
أدمعت عين ريناد وقالت بنبرة حزن:
-عارفة ان بابا مش بيحبه من ساعة ما جه واتقدم وبابا رفضة بس انا اللي هتجوز مش بابا وانا بحب هاني و هو كمان بيحبني و الفقر مش عيب علي فكرة
= انا معاكي أن الفقر مش عيب بس انتي متاكده أنه هو كمان بيحبك زي ما انتي بتحبية
قامت ريناد واقفة تنظر لمها بذهول :
- اه يا مها بيحبني ومش هيحبني ليه انتي عارفة احنا بقالنا كام سنه مع بعض انا اعرف هاني من وانا في اعدادي من ساعة ما جه اشتغل في الشركة اللي في وش مدرستنا
= ماشي يا ختي ربنا يخيب ظني يلا علشان بدأنا نتأخر
نظرت ريناد في ساعة يدها واطلقت صرخة:
- عااااااااااااااااا بلا بسرعة اتاخرنا
ثم خرجت من حجرتها مسرعة لدرجة أنها خبطت في ولدتها
التفت لها ولدتها وقالت يغضب:
-في ايه يا رينو مالك مستعجله كده ليه ومشايفة قدامك لسة بدري قوي علي معاد المدرسة رايحة فين بدري قوي كده الباص لسة موصلش.
ظبطت ريناد ملابسها وقالت بارتباك:
- اصل اصل لا مش مستعجلة ولا حاجة
بدأت مها تلاحظ ارتبكها ولكنها أنقذت الموقف بحرفية معتاده :
اصل يا طنط عندنا امتحان النهاردة و رينو مش مذاكرة كويس فكانت عاوز تنزل بدري تراجع مع زمايلنا اللي بياخدو درس مع مدرس الفصل
التفت الام لا بنتها وعنفتها:
- في ايه يا ريناد انتي عارفة أن السنة دي تحديد مصير وابوكي ما ستخصرش فيكي حاجه وزي ما هو موفر ليكي كل حاجة انتي كمان لازم تذاكري غير أن اصلا مافيش نزول غير لما الباص يوصل
ثم رفعت حاجبها وقالت بغضب:
- يكون في معلومك احنا مش هنقبل بأقل من كليه الهندسه ده حلمك وانتي عايشتينا كلنا الحلم ده و ابوكي حلم معاكي اوعي يا رينو تكسري بخاطر ابوكي انتي عارفه أنه ملهوش في دنيا غيرك
تنهدت ريناد وقالت في عجاله :
- اوك يا ماما ان شاء الله حاضر
ثم التفتت لمها وقالت وهي تنظر لساعة يدها :
- ايه يا برنسيسه اتاخرنا جاية ولا ناوية علي بيات الباص زمانه وصل
= لا ياختي جاية بس كنت مستنية محضرت كل يوم تخلص اللي حفظناها عن ظهر قلب
سحبت ريناد حقيبتها وخرجت مسرعة جرت مها تلاحقها
وصلوا الي المدرسة وقفت ريناد تنظر حولها وكأنها تبحث عن شيء ما ولكن فور ما عادت الابتسامة لوجهها وبدأ خفقان قلبها التقت عينيها بعينية لمعت عينيها من الحب
قالت مها في سخرية :
ايه يا بنتي الفراشات اللي خارجة من عينيكي دي يالهوي عليكي يا رينو انتي دايبه قوي اتقلي شوية مش كده
نظر ليها ريناد بهيام تام وقالت بصوت ناعم ومنخفض:
- بتقولي حاجة يا مها معلش مسمعتش
= لا ياختي مش بقول انا دخله المدرسة علشان لو سقط السنة دي كمان هكون في الشارع ومعنديش استعداد عمتك تعمل فيا حاجة وانتي يا نحنوحة نويتي تعملي ايه داخلة معايا ولا شكلك كده مع الأسف
رفعت ريناد حاجبية و قالت بتستعطاف:
- ميمي مش احنا اخوات اصحاب وبنغطي علي بعض
= ها يا رينو انجزي عاوزة ايه المقدمة دي مطمنش
- انتي عارفة أن النهاردة عيد ميلاد هاني صح
= ها انجزي عارفه أنه عيد ميلاد مهند بتاعك خير
- براحة متزوقيش بصراحة عاوز ازوغ من المدرسة
خبط مها علي صدرها دليل اعتراضها:
=انتي اتجننتي ولا ايه انتي عمرك ما عملتي كده اديكي شوفتي لما كنت بزوغ ايه حصلي انا بقالي ست سنين في ثانوي كل سنه باخدها في اتنين عاوزه تبقي زي
تنهدت ريناد وقالت بنبرة بها نوع من الحده :
- جري ايه يا مها منا داريت عليكي كتير و مش يوم هو اللي هيفرق يعني ده يوم واحد بس
ثم اخفض نبرة صوتها وقالت:
-انا بحبه قوي يا مها واللهي العظيم بحبه فوق ما تتخيلي
نظرت لها مها نظرة طويله وقالت
= اوعي الحب يعمي عينك اكتر من كده يا رينو صدقيني هاني ده مش هو اللي يستاهلك انا اكبر منك وجربت كتير. وانا بقولك اهو الولد ده مش بيحبك بيلعب بيكي خدي بالك ونبي خالي ما يستهلش منك الكسرة دي انا بقيت كده علشان ملقتش اب يقولي الصح من الغلط وعمتك علطول تعبانه يعني أنا كبرت لوحدي من غير رقيب علشان كده بقولك اوعي يا رينو تقعي في نفس حفرتي انتي عندك ابوكي وامك ربنا يخليهم ليكي اوعي تكسريهم
تنهدت ريناد وقالت:
- ميمي بس بقا من جو الافلام الهندي ده هاني بيحبني وانا بحبه اوي وبكرة تشوفي سلام بقا علشان اتاخرت عليهنظرت لها مها بحزن فاهي تعلم أن هاني لا يستحقها فكم من مرة حاول معاها فاهو لاعوب ولا يؤتمن ولكن قد عمي العشق عيون ريناد فاهي صغيرة وليس لديها خبرة فقد احتل قلبها بمعسول الكلام
التقت ريناد بهاني وكانت سعيده لدرجة لا توصف وكأنها امتلكت العالم بأسرة
اقترب منها هاني وقال وهو يحاول أن يمسك يدها :
- رينو ايه اللي اخرك انا قلت انك مش جاية وكنت هزعل اوي لو محتيش انهارده بلذات
قالت ريناد وهي في حاله هيام :
- انا برضوا اقدر اتاخر عنك كنت بتكلم مع مها علشان أرتب معاها كل سنة وانت في قلبي يا قلبي
= تسلميلي يا قلبي ورتبتي معاها بصراحة مها دي مش بتنزلي من زور بتغير منك قوي وبصراحة عينها مني من زمان
ضحكت ريناد بصوت عالي:
- هههههههههههه مها عينها منك يا بني قول كلام غير ده
= ابنك ماشي يا ماما
ثم غمز بعينه وقال بحرفية تامة :
= ها بقا هنقعد فين عاوز اشبع منك انتي قولتيلي أن اليوم ده بتاعي انا وبس
احمر وجه ريناد بشده علم هاني أنه بدأ يوصل لمراده فهو لديه خبرة كبيرة في ذلك وهي للاسف صغيرة جدا علي مكره
قالت ريناد بخجل :
- مش عارفه يا حبيبي نقعد فين بس انا خايفة أن حد يشوفنا
اقترب منها هاني وقالت وهو يهمس ويلعب. علي اوتار قلبها بحرفيه
=انا كمان خايف عليكي قوي يا قلبي أن حد يشوفنا مع أن احنا مش بنعمل غلط انا بحبك وده حقي فيكي انتي بتاعتي و مراتي وبنتي
دق قلب ريناد لكماته فاهو خبير محترف في اللعب بلقلوب وكلمة مراتي بلذات ذات من ضربات قلبها
ثم امسك يدها وقال:
= ايه رايك يا رينو انا عندي مكان محدش يشوفنا في وهتكوني في امان
أنت تقرأ
ما عاد قلبك يؤتمن
Romanceاثار الحب الاول تبقي محفورة في ذاكرة الإنسان وكتيرا ما تكون هذه بصمات كاجمر تحت التراب لم يكن هناك نسيان كان الجرح لا يحتمل ولكن قلب ريناد تحدي الالم و حفرت من أجل الوصول ريناد طالبه في الثانوي العامة تحدت ظروف الخيانه من اقرب الناس ليها و بدأت من...