始まり| مجلِس سُوتورِي

247 12 2
                                    



الألم يعني أنك حي ، و النّدوب تعني أنك نجوت


الألم يعني أنك حي ، و النّدوب تعني أنك نجوت

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


الفَصل الثّاني : مجلِس عشيرة سُوتوري









في عصر عُرف بالقوة و السيطرة قد احتدَمت عشائر على التّكاتُف من أجل إيجاد مصادر قوة جديدة و قدرة على كبح الضعيف تحت اجنحتهم لإمتلاكهم ، غير أن ما لم تستطع فعله تلك الوُحوش البشرية هي ان تسمح باختلاط دماء عشائرهم النقية ، المُثير للسخرية و السخط بذات الوقت انهم هُم ذاتهم من سفكُوا الدماء و أراقُوها دون رحمة ، دون أي شفقة على الضعفاء ، ما بثّ القلق داخلهم هو أن تتسرب دمائهم في جسد لا ينتمي لعشيرتهم و قد بات هذا الرعب الأكبر الذي حلّ على عشائر اليابان الكُبرى و بذلك كانت عشيرة سُوتوري تحمي أسوارها من أي دخيل راغب في أخذ دماء هذه العائلة النقيّة ، مارست سياسة القمع على النّساء للسيطرة عليهنّ حتى لا تتزوج من تحمل دماء الساموراي النقي برجل من العامة  ، و في الجهة الأخرى كانت سياسة عشيرة يُوسوبا ان لا يتّخذ الزعيم زوجات مختلطات الأنساب بل يكتفي بمَن تحمل دماء عشيرته النقيّة في إطار حفظ الإرث التاريخي العظيم الذي تحمله العائلتين و لاستمرار هذه الإمبراطورية في الخُلود الأبدي .

غير انّهُ من كان يدري أن من بين هذه العشائر فستخرُج دمائهم لتتسرّب ، من كان يتوقّع ان تمرّد أحد أمراء تلك العشيرة من أجل محظيّة قد هِيم بها عشقاً و فتنة ستخلّف كل تلك الحرب التي على وشك ان تقرع طُبول بدايتها .. اختلطت دماء عشيرة يوسوبا النقية دون دراية احد بذلك خارج الرقعة الجغرافية لتلك البلاد تماماً ، و حين عِلم الزّعماء بالتمرّد الذي حدث من طرف أحد الأمراء قد قلبُوا اليابان رأسا على عقب لإيجاد من خرق قوانين العشائر غير ان ما لم يكُن بالحُسبان أن دمائهم كانت قد امتزجت مع دماء عدوّهم الاول .





اليابان _ الشّمال الشرقي في قصر عشيرة يُوسوبا



هدوء الفجر و نسماته الباردة تلفحُ وجه تٍلك التي ما إن شعرت بانفصال الليل عن سواده و خيطه الأبيض الذي ظهر منه إلى أن فتحت جفنيها بهدوء ، ملامح جامدة ما إن تراها تُصيبك قشعريرة تامّة في جسدك من أسفله لأعلاه دون سبب ، هدوء خيّم المكان حتى و مع تحرّكاتها على بلاط تلك الغرفة الخشبية هالتُها تبثّ خوفاً لمَن كانَت في زاوية الغُرفة تدّعي النوم رغم استيقاظها طوال الليل ، و من يلومها على عدم النوم داخل جدران عشيرة يُوسوبا العظمى .. اسمها لوحده يبثّ الرعب في اعماق نقطة من الروح خوفاً من ان انتهاء حياتك على يد ساموراي ، أما عنها فكانت تدري سلفاً باستيقاظها غير ان ملامحها مازالت تراقب الفجر من تلك الشّرفة الصغيرة التي تطلّ على أحد جِبال فُوجٌو المُغطّاة بالثلج من اعلى قمّتها ، تقفُ باستقامة ترتدي كيمونو أسود اللون قاتمٌ على عكس بياض شعرها الذي يسحرُ من يُناظره كلون الثّلج في نصاعته .

KAMAS Where stories live. Discover now