عكَـا | رسالة الحُزن السادس

34 9 0
                                    




ألف وثمانمائة وسبعة
العشرون من شُباط
مساءً الاثنين

صورتك وأنت مُكفن يا شُجاعي أحتلت صومعة أفكاري بحركة فجائية وأنا أقف بِدكان العم صالح
لم أعلم كيف أستطعت التحامل على أقدامي ولم اسقط مُحملة بالجُروح الغابرة

الجميع كان يحمل جُثمانك ، ووالدك يصرخ عالياً
حتى إن أمك لم تتوقف عن الزغردة وشاركتها امي وعماتك وخالاتك

الشارع امتلاء بالناس ، أصوات الدعوات لك بالرحمة والمغفرة
علم فلسطين زين كفنك يا أيها الأديب ، والأهالي ينادونك بشهيد عَكا

لقد قلت لي قبلًا انك تتمنى أن يرفق أسمك بعكا يوما ما
من كان يعلم غير الله أنه قريب لهذه الدرجة ، قريب لانتشال روحك مني

كنت بزاوية الشارع أنظر لك ، كل ما فكرت به أنه إحدى مقالبك الغبية ، وانك لم ترحل بعيداً عني يا حبيبي

ياليتك يا حسان لم تذهب ذلك المساء ، وليتني ودعتك بذلك الوقت
واستمعت لقلبي ، لقد ظننتها إحدى وساوس الشيطان

لقد مر وقتً طويلًا ، ياليتك تعود يا شُجاعي وتعزف لي وتُمطرني بقصائدك
عُد يا حسان ..لقد ذهبت أمك قبل سنة وقبل شهراً ذهب والدك

منذ رحيلك وأنا لست أنا ، لست أمل القديمة

عندما يفقد الانسان شخصًا عزيزًا عليه ، يتغير ولا يرجع مثلما كان
قبلاً ، وكأن شيئا به دُفن مع فقيده .

من ذات الجدائل ومُحبة اليانسون وكعك الليمون
إلي حبيبي حسان
































.
.
.

مُفارقـة إلزامية ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن