الفصل الرابع

39 5 7
                                    

أوقف محمود سيارته أمام بوابة المبنى السكني الذي يحوي شقتهم، لتنزل منة من المقعد المجاور له وهي تقول ممددة ذراعيها - متمطعة - :

- ياه! كان يوم طويل أوي، أف ما أسوأ العودة إلى المدارس.

والتفتت إلى عماد قائلة:

- ما تيجي ياض يا عمو تتعشى معانا.

رد عماد وهو ينزل من السيارة كذلك:

- عشان اللقمة تقف في زوري من العين الي بتديهالي كل مرة؟ لا يختي متشكرين هتعشى مع أبويا.

هزت كتفيها:

- انت حر.

فتدخل محمود:

- جدو هيتعشى معانا يا عماد عشان عمر واخواته جايين.

قاطعته منه صارخة بسعادة:

- رحاب؟! رحاب جاية عندنا؟! لولولولولوليش.

أومأ محمود محاولًا السيطرة على بهجته:

- أيوه، هنظبط مع أخوها موضوع كتب الكتاب وكمان الفرح بالمرة..

ضربته على كتفه قائلة:

- اه ياض يا ابن المحظوظة زمان قلبك دلوقتي بيرقص جواك سعيد.. هطلع أنا طيب ألحق أغير على ما تجيبهم وتيجي.

وأسرعت إلى الأعلى حيث شقتهم وهي تهمهم بسعادة، في حين سأل عماد محمود الذي أدار محرك السيارة ليذهب لإحضار تلك العائلة:

- أحمد رجع من الجامعة مش كده؟

أجاب محمود:

- أيوه من بدري.

- طب على كده بقى أطلع أَبُثُّه أحزاني.

قالها عماد بابتسامة ولحق مسرعًا بمنة، في حين انطلق محمود إلى منزل عمر..

وما هي إلا دقائق حتى سمع جميع من بالشقة صوت سيارة محمود فخرجت منة من غرفتها بعدما بدلت ملابسها وارتدت رداء الصلاة - الإسدال - هاتفة بحماس:

- وسعوا وسعوا أنا الي هفتح.

ركضت نحو باب الشقة وفتحته لتستقبل رحاب بين ذراعيها قائلة:

- عاملة إيه يا بحبوحة.. مقلتليش ليه انكم جايين؟

ردت رحاب وهي تبادلها العناق:

- ملحقتش، مانتي عارفة وقت البريك بيبقى ديق وبيبقى كل همي ألحق الصلاة وبس.. أومال فين طنط؟

أجابت منة مازحة:

- قصدك حماتك مش كده؟ جُوَّه أهي ادخلي سلمي عليها.

نطقت جملتها ثم نادت والدتها وهي تفسح المجال لرحاب حتى تسبقها إلى الداخل:

- جم يا ماما جم..

واستطردت وهي ترقص مغنية بفرحة متناسية كون رحاب لم تأتِ وحدها:

- رحاب جت أوه أوه الوردة جت أوه أوه نورت البيت أوه أوه..

وردة وقطمها جحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن