اللهم صل على محمد وآل محمد
.
.
.
.
بعد التحاق الإمام الرضا عليه السلام بالرفيق الأعلى ، كان عمر الإمام الجواد عليه السلام سبع سنوات وهذه الإمامة المبكّرة كانت أول ظاهرة ملفتة للنظر عند الشيعة أنفسهم فضلاً عن غيرهم .واحتار بعض رموز الشيعة فضلاً عن غيرهم بالرغم من التمهيد لهذه الظاهرة من قِبل الإمام الرضا عليه السلام قبل إشخاصه إلى خراسان وبعده .
من هنا اجتمع جملة من كبار الشيعة في بيت أحدهم يتداولون في أمر الإمامة ، وكان من بين هؤلاء المجتمعين ، الريّان بن الصلت ، ويونس ، وصفوان بن يحيى ، ومحمد بن حكيم ، وعبد الرحمن بن الحجاج ، فجعلوا يبكون ، فقال لهم يونس : دعوا البكاء حتى يكبر هذا الصبي ـ أي الإمام الجواد عليه السلام ـ فردّ عليه الريان بن الصلت قائلاً :
( إن كان أمر من الله جلّ وعلا ، فابن يومين مثل ابن مائة سنة ، وإن لم يكن من عند الله فلو عمَّر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة أو بعضه ، وهذا ممّا ينبغي أن ينظر فيه )(١) .
ويتّضح من النص السابق تأكيد الريّان على مفهوم الإمامة باعتبارها منصباً إلهياً كالنبوّة من حيث الاختيار والانتخاب لهذا المنصب .
فإنّه بيد الله سبحانه ، قال تعالى :( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) وليس للناس فيها أمر واختيار .
ــــــــــــــ
(١) دلائل الإمامة : ٢٠٥ .