في غرفة علا، تجلس مع نرجس وهي تشتكي وتظهر آثار الضرب على وجهها وجسدها، بينما تستغل الموقف بخبث لإثارة تعاطفها.
علا (بصوت مكسور ودموع مزيفة): "خالتو، شوفتي البت دي عملت فيا إيه؟ بصي شكلي بقا عامل إزاي! أنا مش عارفة أعمل إيه دلوقت!"
نرجس (بحزم مع تعاطف): "اهدي يا بنتي. كده كده مش هتقعد كتير، دي صعيدية يعني غيرنا هنا، ومش من مقامنا. وبدل ما تضايقي نفسك، ركّزي على كمال."
علا (تمسح دموعها بسرعة وتظهر مكرها): "عندك حق، لازم أشيل دماغي منها خالص وأركز في كمال. المهم هو مش هيّ."
نرجس (تبتسم بخبث): "هو دا الكلام الصح. لازم تحاولي تخلّي عينه عليكِ، مش على حد تاني."
علا (بدهاء): "تمام، هدارِي كل العلامات دي بالمكياج، وأنزل معاكي تحت."
نرجس (بصوت ناصح): "وياريت كمان تهتمي بشعرك ولبسك. خلي شكلك يلفت النظر!"
علا (بابتسامة ماكرة): "ولا يهمك. نص ساعة وهكون جاهزة."استدعت نادية فيروز للجلوس معهم، وما إن دخلت حتى بدأت الأجواء تتوتر بسبب تعليقاتها الحادة.
فيروز (بانفعال): "عتضحكوا عليا إياك؟"
نادية (تضحك بخفة): "أبدًا، بس إيه اللي عملتيه دا؟ البت كانت خلاص هتروح من الدنيا!"
كمال (بجدية): "جابتها من شعرها! تعرفي إنها ممكن تشكيكي في القسم لو كانت ذكية؟"
فيروز (تتحدث بسرعة وهي تشير بيدها): "البت عتروح يمين وشمال كده، ومش مظبوطة! بتتقصّع كتير!"
نادية (بابتسامة مرحة): "هما كده يا بنتي، الوضع هنا مختلف عن عندكم في الصعيد."
كمال (يحاول أن يشرح): "الكلام دا هنا طبيعي جدًا. الناس متعودة على كده."
فيروز (بانزعاج): "كيف طبيعي؟ يعني البت هتتحنجل كده قدام الرجالة؟ لو حد شافها عندنا في البلد، كان دفنها في أرضها !"
كمال (يرد بحدة): "وإيه اللي مش عاجبك فيها، إن شاء الله؟ دي قمر، ومشاء الله عليها!"
نادية (بسخرية): "أيوة، الكل هنا يعرف إن علا ملكة الشياكة!"
فيروز (تضع يدها على خصرها بغضب): "أقوم أوريكم كيف كانت عتتمشي، علشان تعرفوا إنها ما تستحيش!"
نادية (تضحك): "قومي يا ستي، ورينا شطارتك!"فيروز تقف بحماس، مستعدة لتقليد "علا"، لكنها لم تكن تعلم أن الهواء سيداعب وجهها برفق. بينما كانت تحاول عدم الرمش باستمرار بسبب النسيم، تحول مظهرها من ساخر إلى بريء ولطيف بشكل غريب. عيناها الخضراوان لفتتا نظر كمال، الذي لم يستطع منع نفسه من التأمل فيها كلما أغلقت عينيها وأعادت فتحهما. فيروز، من دون قصد، ابتسمت برقة لهذا النسيم الرائع، مما جعلها تبدو في لحظة ساحرة غير متوقعة.
نادية (تراقب كمال بهدوء، وتبتسم لنفسها): "آه، يا ميلو، شكلك هتقع قريب."
كمال ونادية يراقبان فيروز بينما هي تتحدث بانفعال وخجل، وفي لحظة ما همس كمال لنادية معجبًا بجمالها.
كمال (بدهشة وإعجاب): "حلوة أوي... مش كده؟"
نادية (بابتسامة مرحة): "أوي أوي كمان!"فيروز، التي لاحظت همسهم، شعرت بالخجل لكنها حاولت إخفاء ذلك بطريقتها الصعيدية القوية.
فيروز (بتوتر): "مش كده كانت ماشية البت، بس أنا أحلى يعني... علشان!"
كمال ونادية بصوت واحد وبمرح: "فيروز رماح بنت العمدة!"
فيروز (بغضب مصطنع): "وه... وه! عترددو كلامي ليه؟"
نادية (مازحة): "بس شكلك ما يبانش صعيدية يعني."
فيروز (بثقة): "لاه، صعيدية، ومن بلد كبيرة كمان!"كمال يشعر ببعض التوتر ويحاول إنهاء الحديث، لكنه يجد نفسه محاصرًا بتعليقات نادية.
كمال بتهرب : "أنا هقوم أمشي دلوقت، معنديش وقت للحوارات دي."
نادية (بغمزة): "فكرت في اللي قولته يا كمال بيه؟"
كمال (بتوتر): "إيه؟ ازاي يعني؟"
نادية (بجرأة): "قصدي إنك تكلم ماما وتقولها تفرح بقى! ابنها اختار."
فيروز (بتوتر وغضب): "عتتجوز إياك! بس أوعي تكون البت اللي لبسها مقطع دي صاحبت النصيب الي عتكون مرتك؟"
نادية (مازحة): "إيه رأيك فيها يا فيروز؟"
فيروز: "البت دي مش هتعمر بيوت! شكلها إنها كل يوم بتحط على وشها أحمر وأخضر، ولبسها مش مليح خالص. غير كده شكلها عتحب الرجالة. أنا بعرفك اها ابقي حذرتك منيها."كمال يضحك قليلًا لكنه يحاول الحفاظ على جديته.
نادية (تغمز لكمال): "طب العروسة تكون زيك مثلًا يا فيروز؟"
فيروز (بثقة): "ليه مالي؟ عحط حاجة على وشي؟ أنا مودبة ومحترمة نفسي زين، وأعرف في الأصول كمان!"
نادية (بضحكة خفيفة): "طب إيه رأيك في كمال بقى؟"
فيروز (تفكر قليلًا): "أخوكي ده... يعني، أقولك كيف؟ يمكن كويس، ويمكن وحش... يعني مش راجل زين قوي."
كمال (بانفعال): "نعم يا أختي! مش زين قوي؟"
فيروز (بحدة): "اللي يخلي واحدة تحضنه وتحبه من وشه كده ما يبقاش راجل! لازم يقول لها عيب كده اتحشمي !"
كمال (ساخرًا): "واللي يمسك في الناس زي البلطجية يبقى إيه بقى؟"
فيروز: "أنا بادبها بس!"
كمال: "ليه بقى؟ وصية عليها؟"
فيروز (بحماس): "لاه، علشان لمستك كده لازم نأدبها!"
كمال (بحدة): "وده من باب إيه إن شاء الله؟"
فيروز: "عتقول إيه؟ رجعنا تاني لحديت الماسخ عاد!"نادية تقاطع لتخفيف التوتر بينهما.
نادية: "خلاص يا جماعة، بلاش الشد ده. فيروز، اسمعي مني حاجة مهمة، كمال مكسوف منك."
فيروز (بدهشة وسخرية): "عشنا وشفنا الرجالة بتتكسف والله!"
نادية: "بجد، بلاش شغل العيال الصغار ده واسمعيني."
كمال بحده : "نادية! أنا قلت إيه!"
فيروز بتساؤل: "خير يا ست البنات؟ في حاجة؟ غلطت في إيه؟ ولا عايزين مني أرجع لأهلي؟"
نادية: "هو موضوع زي كده..."
فيروز (بقلق): "كيف يعني؟"
كمال: "أهلك جم هنا، وعايزين يقتلوك لو لقوكي."
فيروز (بصدمة): "يا مري! يا مري! أعمل إيه عاد؟ أستخبى كيف يا مرارك يا فيروز؟"
نادية: "فيه حل واحد ممكن يحميكي منهم."
فيروز (بتوتر): "إيه الحقيني بيه؟ أحب على يدك، انطقي!"
نادية (بحكمة): "كمال أخويا... لو اتجوزك هتحمي نفسك، وفي نفس الوقت ماما هتبقى مبسوطة إنه اختار بدلاً من علا."
فيروز (بانزعاج): "وأنا مالي بيه؟ مشكلتي دي مالهاش حل كده منا هربت من هنيك عشان كانوا عايزين يزوجوني غصب؟"
نادية: "لأ، فيه حل. أهو، كمال قدامك. هتتجوزيه وتحمي نفسك، وبعد كده تتطلقوا لما المشكلة تتحل."
فيروز (تفكر بجدية): "أباي! على كده يعني هيطلقني ؟"
نادية (بحماس): " اه ،إيه رأيك؟ يلا قولي بسرعة!"كمال يراقب فيروز بتمعن، بينما فيروز تبدو مترددة ومحتارة بين قبول الحل أو الرفض.

أنت تقرأ
الصعيديه و ابن المدينه
Losoweعباره عن فتاه من الصعيد تهرب يوم زفافها لتلقي أحد ضباط الشرطه و تبقي في حمايته في بيته لمده كانت كفيله لجعله يقع في حبها