اسماعيل هو ابن ابراهيم أبو الأنبياء ولقد ذكره الله في أكثر من موضع ووصفه بالنبي في سورة مريم يقول الله سبحانه وتعالى: " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا".
أي أن اسماعيل النبي كان يلتزم بمواعيده بصورة دقيقة جدا، وهذه عبادة تركها الناس، حتى أنه واعده رجل فذهب إلى الموعد ونسى الرجل وظل اسماعيل ينتظر من الفجر إلى الليل، فتذكر الرجل فذهب وسأله هل أنت على مجلسك منذ الفجر، قال نعم. لذلك سماه الله عز وجل ( صادق الوعد).
فمن صفاته عليه السلام أنه كان حريص على أن يعبد أبناءه وبناته الله عز وجل وكان يذكرهم بالصلاة والزكاة باستمرار. وهذا من صفات الأب المسلم أيضا إذا جاء وقت الصلاة يذكرهم بالصلاة، وكذلك وقت الزكاة.
اسماعيل هو الرضيع الذي أرسل الله جبريل ليفجر بئر زمزم تحت قدمه
جاء جبريل عليه السلام فضرب الأرض بطرف جناحه عند موضع زمزم وبدأ النبع العظيم عند رجل اسماعيل عليه السلام. عند رجل نبي بحفر ملك.
ففرحت هاجر برؤية الماء وبدأت تحفر النبع البسيط وتقوم باحاطته وتقول ( زم زم ) يعني تجمع.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " رحم الله أم اسماعيل لو لم تحطه لكانت زمزم عينًا معينًا ولرجت كالنهر ".
وشرب اسماعيل ونجو من الموت بمعجزة الهية، لكن ظلت بدون طعام أو بشر. وبدأت الطيور تحوم على المياه التي فيها زمزم.
ابراهيم يرى رؤية ذبح ابنه اسماعيل
ومرت الأيام وشب اسماعيل عليه السلام في جرهم وكان ابراهيم عليه السلام يزوره في كل عام مرة أو مرتين أو أكثر، وظل على هذا الحال إلى أن جاء حدث عظيم ففي أحد زيارات ابراهيم عليه السلام لمكة وبينما هو نائم في مكة في زيارته لاسماعيل إذ رأى رؤية في المنام أنه يذبح ابنه وهو يعلم أن رؤى الأنبياء حق ولا يتمثل فيها الشيطان، فعزم على هذا الأمر ولم يتردد.
يروي الله عز وجل القصة في كتابه بسورة الصافات
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)
يقول الفقهاء أن ابراهيم أراد أن يشارك ابنه في أجره لتنفيذ أمر الله حيث وافق اسماعيل على ابتلاء الله وقال له افعل ما تؤمر لأنه يعلم أن رؤيا الأنبياء حق، حيث كان مسلم لله عز وجل، وصبر. فكان اسماعيل منتهى الأدب مع الله عز وجل حيث قال ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) ولم يغترّ بإيمانه ولا علمه ولا قدرته وإنما نسب ذلك إلى الله عز وجل.
وقال اسماعيل ضع جبهتي على الأرض حتى لا تشفق عليه وبالفعل وضع جبهته على الأرض، وأخذ ابراهيم السكين ووضعها على رقبة اسماعيل وجرها فلم تقطع السكين وأخذ إبراهيم يضغط ويجر، ويقول له اسماعيل: "شد يا أبي " لكن لم تقطع.
الله يفدي اسماعيل بكبش من الجنة
فبعدما أسلما ( اسماعيل وابراهيم ) وخضعها لتنفيذ الأمر، فهنا الاسلام الكامل الواضح الظاهر الذي هو التسليم لأمر الله ونهيه بلا تردد ولا إعتراض. وبالتالي لم يعد هناك حاجة للاختبار فالتسليم حدث، فلما ظهر التسليم لله رب العالمين جاءه النداء وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا وحولتها إلى واقع إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين، يعني هذا هو أعظم اختبار في التاريخ.
وسمع ابراهيم نداء من خلفه فوجد جبريل ومعه كبش فداء نزل من الجنة، فهو كبش قد رعى في الجنة أربعين خريف أبيض أعين عيناه واسعتان وقرونه كبيرة هكذا وفى وهكذا فدى اسماعيل عليه السلام وصارت سنة في أمة الاسلام من بعده أن يضحون لله عز وجل عند الكعبة عند الحرم في كل عام مرة ويضحي معهم المسلمون في أنحاء الأرض لاستشعار معنى الاستسلام والسير على نهج ابراهيم عليه السلام
أنت تقرأ
قصص الأنبياء والمرسلين 💘
Historical Fictionيتكلم هاذا الكتاب عن قصص الأنبياء والمرسلين اتمنى تستفيدون منها وترجعون الى الله او انكم تصيرون أقرب له